النابغة الذبياني : عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
النابغة الذبياني : عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ، | ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟ |
أقوى ، وأقفَرَ من نُعمٍ، وغيّرهَ | هُوجُ الرّياحِ بها والتُّربِ، مَوّارِ |
وقفتُ فيها، سراة َ اليومِ، أسألُها | عن آلِ نُعْمٍ، أمُوناً، عبرَ أسفارِ |
فاستعجمتْ دارُ نعمٍ ، ما تكلمنا ، | و الدارُ ، لو كلمتنا ، ذاتُ أخبارِ |
فما وجَدْتُ بها شيئاً ألوذُ به، | إلاّ الثُّمامَ وإلاّ مَوْقِدَ النّارِ |
وقد أراني ونُعْماً لاهِييَنِ بها، | والدّهرُ والعيشُ لم يَهمُمْ بإمرارِ |
أيّامَ تُخبْرُني نُعْمٌ وأُخبِرُها، | ما أكتُمُ النّاسَ من حاجي وأسراري |
لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ، | لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ |
فإن أفاقَ ، لقد طالتْ عمايتهُ ؛ | والمرءُ يُخْلِقُ طوراً بعد أطوارِ |
نبئتُ نعماً ، على الهجرانِ ، عاتبة ً ؛ | سَقياً ورَعياً لذاك العاتِبِ الزّاري |
رأيتُ نعماً وأصحابي على عجلٍ ، | والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ |
فريعَ قلبي ، وكانتْ نظرة ٌ عرضتْ | حيناً ، وتوفيقَ أقدارٍ لأقدارِ |
بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها، | لم تُؤذِ أهلاً، ولم تُفحِشْ على جارِ |
تلوثُ بعدَ افتضالِ البردِ مئزرها ، | لوثاً ، على مثلِ دِعصِ الرملة الهاري |
و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها ، | في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ |
تسقي الضجيعَ - إذا استسقى - بذي أشرٍ | عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ |
كأنّ مَشمولة ً صِرْفاً برِيقَتِها، | من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ |
أقولُ ، والنجمُ قد مالتْ أواخرهُ | إلى المغيبِ : تثبت نظرة ً ، حارِ |
ألَمحَة ٌ من سَنا بَرْقٍ رأى بصَري، | أم وجهُ نعمٍ بدا لي ، أم سنا نارِ ؟ |
بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ ، | فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ |
إنّ الحمولَ التي راحتْ مهجرة ً ، | يتبعنَ كلّ سيفهِ الرأي ، مغيارِ |
نَواعِمٌ مثلُ بَيضاتٍ بمَحْنية ٍ، | يحفزنَ منهُ ظليماً في نقاً هارِ |
إذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هيّجَني، | وإنْ تغربّتُ عنَها أُمِّ عَمّارِ |
و مهمة ٍ نازحٍ ، تعوي الذئابُ بهِ ، | نائي المِياهِ عنِ الوُرّادِ، مِقفارِ |
جاوزتهُ بعلنداة ٍ مناقلة ٍ | وعرَ الطّريقِ على الإحزان مِضمارِ |
تجتابُ أرضاً إلى أرضٍ بذي زجلٍ | ماضٍ على الهولِ هادٍ غيرِ مِحيارِ |
إذا الرّكابُ وَنَتْ عَنها ركائِبُها، | تشذرتْ ببعيدِ الفترِ ، خطارِ |
كأنّما الرّحلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ، | ذبَّ الريادِ ، إلى الأشباحِ نظارِ |
مُطَرَّدٌ، أفرِدتْ عنْهُ حَلائِلُهُ، | من وحشِ وجرة َ أو من وحش ذي قارِ |
مُجَرَّسٌ، وحَدٌ، جَأبٌ أطاعَ له | نباتُ غيثٍ ، من الوسميّ ، مبكارِ |
سَراتهُ، ما خَلا لَبانِه، لَهقٌ، | و في القوائمِ مثلُ الوشمِ بالقارِ |
باتَتْ له ليلَة ٌ شَهباءُ تَسفعُهُ | بحاصبٍ ، ذاتِ إشعانٍ وأمطارِ |
وباتَ ضيَفاً لأرطاة ٍ، وألجأهُ، | مع الظّلامِ، إليها وابلٌ سارِ |
حتى إذا ما انجلَتْ ظلماءُ لَيلَتِهِ، | و اسفرَ الصبحُ عنهُ أيّ إسفارِ |
أهوى له قانصٌ ، يسعى بأكلبهِ ، | عاري الأشاجع، من قُنّاصِ أنمارِ |
مُحالفُ الصيّدِ، هَبّاشٌ، له لحمٌ، | ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ |
يسعى بغضفٍ براها ، فهي طاوية ٌ ، | طولُ ارتحالٍ بها منهُ ، وتسيارِ |
حتى إذا الثّوْرُ، بعد النُفرِ، أمكَنَهُ، | أشلى ، وأرسلَ غضفاً ، كلها ضارِ |
فكرّ محمية ً من ان يفرّ ، كما | كرّ المحامي حفاظاً ، خشية َ العارِ |
فشكّ بالروقِ منه صدرَ أولها ، | شَكّ المُشاعِبِ أعشاراً بأعشارِ |
ثمّ انثنى ، بعدُ ، للثاني فأقصدهُ | بذاتِ ثغرٍ بعيدِ القعرِ ، نعارِ |
وأثبَتَ الثّالثَ الباقي بنافِذَة ٍ، | من باسِيلٍ عالمٍ بالطّعنِ، كرّارِ |
وظلّ، في سبعة ٍ منها لحِقنَ به، | يكُرّ بالرّوقِ فيها كَرّ إسوارِ |
حتى إذا قَضَى منها لُبانَتَهُ، | وعادَ فيها بإقبالٍ وإدبارِ |
انقضّ ، كالكوكبِ الدريّ ، منصلتاً ، | يهوي ، ويخلطُ تقريباً بإحضارِ |
فذاكَ شبْهُ قَلوصى ، إذ أضَرّ بها | طولُ السرى والسرى من بعد أسفارِ |
الموضوع الأصلي : النابغة الذبياني : عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: النابغة الذبياني : عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
جزاك الله خيرا على الشعر الجميل
والمجهودات
والمجهودات
الموضوع الأصلي : النابغة الذبياني : عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ،
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» النابغة الذبياني : بخالة َ ، أو ماءِ الذنابة ِ أو سوى
» النابغة الذبياني : إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ
» النابغة الذبياني : لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،
» النابغة الذبياني : ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،
» النابغة الذبياني : كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها
» النابغة الذبياني : إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ
» النابغة الذبياني : لقد نهيتُ بني ذبيانَ عن أقرٍ ،
» النابغة الذبياني : ألا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُزَيماً،
» النابغة الذبياني : كأنَّ قتودي ، والنسوعُ جرى بها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى