أبو العتاهية :الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو العتاهية :الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ، | وقلَّ في الناسِ منْ يصفُو لهُ خُلُقُ |
لمْ يفلقِ المرءُ عن رشدٍ فيتركَهُ | إلاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُ الفلَقُ |
الباطِلُ، الدّهْرَ، يُلْفَى لا ضِياءَ لَهُ، | والحقُّ أبلجُ فيهِ النورُ يأتلِقُ |
متى يُفيقُ حَريصٌ دائِبٌ أبَداً، | وَالحِرْصُ داءٌ لهُ تحتَ الحَشا قَلَقُ |
يستغنم الناسُ من قومٍ فوائدهمْ | وَإنّما هيَ في أعناقِهِمْ رَبَقُ |
فيَجهَدُ النّاسُ، في الدّنيا، مُنافسة ً، | وليسَ للناسِ شيءٌ غيرَ ما رُزِقُوا |
يا مَن بنى القَصرَ في الدّنْيا، وَشَيّدَه، | أسّسْتَ قَصرَكَ حَيثُ السّيلُ وَالغرَقُ |
لا تَغْفُلَنّ، فإنّ الدّارَ فانِيَة ٌ، | وشربهَا غصصٌ أو صفوهَا رنقُ |
والموتُ حوضٌ كريهٌ أنت واردُهُ | فانظرْ لنفسكَ قبلَ الموتِ يا مَذِقُ |
اسْمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَ مِيتَتِهِ؛ | وَاسْمُ الجَديدِ، بُعَيدَ الجِدّة ِ، الخَلَقُ |
يَبلى الشّبابُ، وَيُفني الشّيبُ نَضرتَهُ، | كمَا تَساقَطُ، عن عيدانها، الوَرَقُ |
ما لي أرَاكَ، وَما تَنفَكّ من طَمَعٍ، | يَمْتَدّ مِنْكَ إلَيْهِ الطّرْفُ، وَالعُنُقُ |
تَذُمّ دُنْياكَ ذَمّاً لا تَبُوحُ بِهِ، | إلاّ وَأنْتَ لهَا في ذاكَ مُعْتَنِقُ |
فَلَوْ عَقَلْتُ لأعْدَدْتُ الجِهازَ لهَا، | بعدَ الرحيلِ بهَا ما دامَ لي رمقُ |
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدّنْيا إلى صُوَرٍ، | تخَيّلَتْ لكَ يَوْماً فَوْقَها الخِرَقُ |
ما نَحْنُ إلاّ كَرَكْبٍ ضَمّهُ سَفَرٌ | يَوْماً، إلى ظِلّ فَيٍّ ثُمّتَ افترَقُوا |
وَلا يُقيمُ على الأسْلافِ غابِرُهُمْ، | كأنهمْ بهمِ مَنْ بعدهمْ لحقُوا |
ما هبَّ أو دبَّ يفنَى لا بَقاءَ لهُ | والبَرُّ، والبَحرُ، وَالأقطارُ، وَالأفقُ |
نستوطِنُ الأرضَ داراً للغرورِ بِهَا | وَكُلّنا راحِلٌ عَنها، وَمُنْطَلِقُ |
لَقَدْ رَأيْتُ، وَما عَيني براقِدَة ٍ، | قتلَى الحوادثِ بينَ الخلقِ تخترقُ |
كمْ من عزيزٍ أذلَّ الموتُ مصرعَهُ | كانَتْ، على رَأسِهِ، الرّاياتُ تختفقُ |
كلُّ امرء ولهُ رزقٌ سيبلغُهُ | واللهُ يرزُقُ لا كيسٌ ولا حمقُ |
إذا نَظَرْتُ إلى دُنْياكَ مُقْبِلَة ً، | فلا يغُرَّنْكَ تعظِيمٌ ولا مَلَقُ |
أخَيَّ إنَّا لنحنُ الفائزونَ غَدَا | إنْ سلَّمَ اللهُ منْ دارٍ لهَا علقُ |
فالحمدُ للّهِ حمْداً لا انْقِطاعَ لَهُ، | ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُ ورقُ |
والحمدُ للهِ حمداً دائماً أبداً | فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ، سَبَقُوا |
ما أغفلَ الناسَ عنْ يومِ انبعاثهمِ | وَيوْمِ يُلجِمهُم، في الموْقِفِ، العَرَقُ |
الموضوع الأصلي : أبو العتاهية :الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
مواضيع مماثلة
» أبو العتاهية
» أبو العتاهية :
» أبو العتاهية :إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
» أبو العتاهية :ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
» أبو العتاهية :يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
» أبو العتاهية :
» أبو العتاهية :إنِّي لأَكرَهُ أنْ يكو
» أبو العتاهية :ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ،
» أبو العتاهية :يا ذا الذي يقرأُ في كتبهِ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى