أبو تمام :لَمَكاسرُ الحسنِ بنِ وهبٍ أطيبُ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :لَمَكاسرُ الحسنِ بنِ وهبٍ أطيبُ
لَمَكاسرُ الحسنِ بنِ وهبٍ أطيبُ | وأَمَرُّ في حَنَكِ الحَسُودِ وأَعْذَبُ |
ولَهُ إِذَا خَلُقَ التَّخَلُّقُ أَو نَبَا | خُلُقٌ كروضِ الحزنِ أوْ هُوَ أخصبُ |
ضَرَبَتْ بهِ أُفُقَ الثَّنَاءِ ضَرَائِبٌ | كالمسكِ يُقْتَقُ بالنَّدى ويُطَيَّبُ |
يستنبطُ الرُّوحَ اللَّطيفَ نسيمُها | أَرَجاً وتُؤْكَلُ بالضَّمِيرِ وتُشْرَبُ |
ذَهَبَتْ بِمَذْهَبِه السَّماحَة ُ، فالتَوَتْ | فيه الظُّنُونُ: أَمَذْهَبٌ أَمْ مُذْهَبُ |
ورأيتُ غُرَّتهُ صَبيحة َ نكبة ٍ | جَلَلٍ فَقُلْتُ: أَبارِقٌ أَمْ كَوْكَبُ |
متعتْ كما متعَ الضُّحى في حادثٍ | دَاجٍ كأَنَّ الصُّبْحَ فيهِ مَغْرِبُ |
يَفْدِيه قَوْمٌ أَحْضَرَتْ أَعْرَاضُهُمْ | سُوءَ المعَايِبِ، والنَّوَالُ مُغَيَّبُ |
مِن كُل مُهْرَاقِ الحَيَاءِ كأَنَّما | غَطَّى غَدِيرَيْ وَجْنَتَيْهِ الطُّحْلُبُ |
مُتدسِّمُ الثَّوبينِ ينظرُ زادهُ | نظرٌ يُحدِّقهُ وخدٌّ صُلَّبُ |
فإذا طلبتُ لديهمُ ما لمْ أنلْ | أَدْرَكْتُ مِنْ جَدْواهُ ما لا أَطْلُبُ |
ضَمَّ الفتَاءَ إلى الفُتُوَّة ِ بُرْدُهُ | وَسَقَاهُ وَسْمِيُّ الشَّبَابِ الصَّيبُ |
وَصَفَا كما يَصْفُو الشهَابُ، وإِنَّهُ | في ذاكَ من صِبغِ الحياءِ لمُشربُ |
تَلْقَى السُّعُودَ بِوَجْهِهِ وتُحِبُّهُ | وعليكَ مسحة ُ بِغْضَة ٍ، فَتُحبَّبُ |
إِنَّ الإِخَاءَ وِلادَة ٌ وأَنا امْرُؤٌ | مِمَّنْ أُوَاخِي حَيْثُ مِلْتُ، فَأُنْجِبُ |
وإذا الرِّجالُ تساجلوا في مشهدٍ | فَمُريحُ رأيٍ منهمُ أوْ مُعزبُ |
أَحرَزْتَ خَصْلَيْهِ إليْكَ وأَقْبَلَتْ | آراءُ قوْمٍ خَلْفَ رَأْيِكَ تُجْنَبُ |
وإِذَا رأُيْتُكَ والكلامُ لآلئٌ | تُؤْمٌ فبِكْرٌ في النظَامِ وثَيبُ |
فَكَأَنَّ قُسّاً في عُكاظٍ يَخْطُبُ | وكأَنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة َ تَنْدُبُ |
وكثيرَ عَزَّة َ يومَ بَيْنٍ يَنْسُبُ | وابْنَ المُقَفَّعِ في اليَتِيمة ِ يُسْهِبُ |
تكسو الوقارَ وتستخفُّ موقَّراً | طَوراً وتُبكي سامعينَ وتُطربُ |
قَدْ جَاءَنَا الرَّشَأُ الّذي أَهْدَيْتَه | خرقاً ولوْ شئنا لقلنا المركبُ |
لَدْنُ البنانِ لهُ لسانٌ أعجمٌ | خُرسٌ مَعانيهِ ووجهٌ مُعربُ |
يَرْنُو فَيَثْلِمُ فِي القُلوب بطَرْفهِ | ويعنُّ للنَّظر الحرونِ فيُصحبُ |
قدْ صرَّف الرَّانونَ خمرة َ خدِّهِ | وأَظنُّهَا بالريق مِنْهُ سَتُقْطَبُ |
حَمْدٌ حُبِيتَ به وأَجْرٌ حَلَّقَتْ | مِنْ دُونِهِ عَنْقَاءُ لَيْل مُغْرِبُ |
خُذْهُ، وإنْ لَمْ يَرْتَجعْ مَعْرُوفَهُ | مَحْضُ إِذا مُزِجَ الرجالُ مُهذَّبُ |
وانفحْ لنا منْ طيبِ خِيمِكَ نفحة ً | إنْ كانتِ الأخلاقُ ممَّا تُوهبُ |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى