أبو تمام :تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي
تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي | وليس جَنيبي، إِنْ عَذَلْتِ، بِمُصْحِبي |
فلم تُوفدي سُخطاً إلى مُتنصِّلٍ | ولمْ تُنزلي عتباً بساحة ِ مُعتبِ |
رَضِيتُ الهوى والشَّوْقَ خِدْناً وصاحِباً | فإِنْ أَنتِ لَمْ تَرْضَيْ بِذَلِكَ فاغْضَبي |
تُصرِّفُ حالاتُ الفِراقِ مُصرَّفي | على صَعْبِ حَالاتِ الأَسَى ومُقَلَّبِي |
ولي بدنٌ يأوي، إذا الحُبُّ ضافهُ | إلى كبدٍ حرَّى وقلبٍ مُعذَّبِ |
وخُوطيَّة ٍ شَمْسِيَّة ٍ رَشَئِية ٍ | مُهَفْهَفَة ِ الأَعْلَى رَدَاحِ المُحَقَّبِ |
تُصَدعُ شَمْلَ القَلْبِ مِن كل وِجْهَة ٍ | وتشعبُهُ بالبثِّ منْ كلِّ مشعبِ |
بِمُخْتَبَلٍ سَاجٍ مِنَ الطَّرْفِ أحْوَرٍ | وَمُقْتَبِلٍ صَافٍ مِنَ الثَّغْرِ أَشْنَبِ |
منَ المُعطياتِ الحُسنَ والمؤتياتهِ | مُجلببة ً أوْ فاضلاً لمْ تُجَلْبَبِ |
لَو انَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ | لما قال مُرّا بي على أمِّ جُندُبِ |
فتلكَ شُقُوري لا ارتيادُكِ بالأذى | مَحَليَ إِلاَّ تَبْكُرِي تَتَأَوَّبِي |
أحاولتِ إرشادي؟ فعقلي مُرشدي | أَمِ استَمْتِ تَأَديبي فَدَهْرِي مُؤَدبي |
هُمَا أَظْلَما حَالَيَّ ثُمَّتَ أَجلَيا | ظَلامَيْهما عن وَجْهِ أَمْرَدَ أَشْيَبِ |
شجى ً في حُلوقِ الحادثاتِ، مُشرِّقٍ | بهِ عَزْمُهُ في التُّرَّهَاتِ مُغَربِ |
كَأَنَّ لَهُ دَيْناً على كلّ مَشْرِقٍ | من الأرضِ أو ثأراً لدى كلّ مغربِ |
رأيتُ لِعيَّاشٍ خلائقَ لمْ تكنْ | لتكْمُلَ إلاَّ في اللُّبابِ المُهذَّبِ |
لَهُ كَرَمٌ لَوْ كَانَ في الماءِ لَمْ يَغِضْ | وفي البَرْقِ ماشَامَ امْرؤٌ بَرْقَ خُلَّبِ |
أخُو أزماتٍ، بذله بذلُ مُحسنٍ | إلينا ولكنْ عُذرُهُ عُذْرُ مُذنبِ |
إذا أمَّهُ العافونَ ألفوا حِياضهُ | مِلاءً وأَلفَوْا رَوْضَهُ غَيْرَ مَجْدِبِ |
إِذَا قَالَ أَهْلاً مَرْحَباً نَبعَتْ لَهُمْ | مِياهُ النَّدَى مِن تَحْتِ أَهْل ومَرْحَبِ |
يَهُولُكَ أَنْ تَلْقاهُ صَدْراً لِمَحْفِلٍ | ونَحْراً لأَعْدَاءٍ وقَلْباً لِمَوْكِبِ |
مصادٌ تلاقتْ لُوَّذا بريودهِ | قبائلُ حيَّيْ حضرموتَ ليعربِ |
بأروع مضَّاءٍ على كلّ أروعٍ | وأَغْلَبَ مِقْدَامٍ على كلّ أَغْلَبِ |
كلوذهمُ فيما مضى منْ جدودهِ | بِذي العُرْفِ والإِحْمَادِ قَيْلٍ ومَرْحَبِ |
ذَوونَ، قُيُولٌ لَمْ تَزَلْ كلُّ حَلْبَة ٍ | تمزّق منهمْ عن أغرَّ مُحنَّبِ |
هُمَامٌ كنَصْلِ السَّيْفِ كَيْفَ هَزَزْتَهُ | وَجَدْتَ المَنايا مِنْهُ في كل مَضْرِبِ |
تَرَكْتَ حُطاماً مَنكِبَ الدَّهْر إِذْ نَوَى | زِحَامِيَ لَمَّا أَنْ جَعَلْتُكَ مَنْكِبِي |
وما ضيقُ أقطارِ البلادِ أضافني | إِلَيْكَ ولكِنْ مَذْهَبِي فِيكَ مَذْهَبِي |
وأنتَ بمصرٍ غايتي وقرابتي | بها وبنو الآباءِ فيها بنو أبي |
ولاغَرْوَ أَن وَطَّأْتَ أَكْنَافَ مرْتَعي | لِمُهْملِ أَخفاضِي ورَفَّهْتَ مَشْرَبي |
فَقَوَّمْتَ لي مَا اعْوَجَّ مِنْ قَصْدِ هِمتَّي | وبيَّضتَ لي ما اسودَّ من وجهِ مطلبي |
وهاتا ثيابُ المدحِ فاجرُرْ ذُيولها | عليكَ وهذا مركبُ الحمدِ فاركبِ |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى