أبو تمام :لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ | أُنْحْلُ المَغَانِي لِلْبِلَى هِيَ أَمْ نَهْبُ ! |
وعَهْدِي بِهَا إِذْ نَاقِضُ العَهْدِ بَدْرُهَا | مراحُ الهوى فيها ومسرحه الخصبُ |
مُؤَزَّرَة ً مِنْ صَنْعَة ِ الوَبْل والنَّدَى | بوشيٍ زلت وشيٌ، وعصبٍ ولا عصبُ |
تَحَيَّر في آرَامِها الحُسْنُ، فَاغَتْدَتْ | قَرَارَة َ مَنْ يُصْبي ونُجْعَة َ مَنْ يَصْبُو |
سَواكِنُ في بِرٍّ كما سَكَنَ الدُّمَى | نَوافِرُ مِنْ سُوءٍ كما نَفَرَ السرْبُ |
كواعبُ أترابٌ لغيداءَ أصبحتْ | وليسَ لَها في الحُسْنِ شكْلٌ ولاتِرْبُ |
لها منظرٌ قيدُ النَّواظرِ لمْ يزلْ | يروحُ ويغدو في خُفارته الحُبُّ |
يَظَلُّ سَرَاة ُ القَوْم مَثَنَى ومَوْحَداً | نشاوى بعينيها كأنَّهمُ شربُ |
إلى خالدٍ راحتْ بنا أرحبيَّة ٌ | مَرَافِقُهَا مِن عَنْ كَرَاكِرِهَا نُكْبُ |
جَرَى النَّجَدُ الأَحْوَى عليها فأَصبَحَتْ | مِن السَّيْرِ وُرْقاً وهي في نَجْدِها صُهْبُ |
إلى مَلِكٍ لَوْلاَ سِجَالُ نَوَالِهِ | لَما كانَ للمَعْرُوفِ نِقْيٌ ولاَ شُخْبُ |
مِن البِيضِ مَحْجُوبٌ عَن السُّوءِ والخَنَا | ولا تحجبُ الأنواءَ من كفِّه الحُجبُ |
مصونُ المعالي لا يزيدُ أذالهُ | ولامَزيدٌ ولاشريكٌ ولا الصُّلْبُ |
ولا مُرَّتا ذُهل ولا الحصنُ غالهُ | ولاَ كفَّ شأويهِ عليٌّ ولاَ صعبُ |
وأشباهُ بكرِ المجدِ بكرُ بنُ وائلٍ | وقَاسِطُ عَدْنَانٍ وأَنْجَبَهُ هِنْبُ |
مَضَوْا وهُمُ أَوْتَادُ نَجْدٍ وأَرْضِهَا | يُرَوْنَ عِظَاماً كُلَّمَا عَظُمَ الخَطْبُ |
وما كان بين الهضبِ فرقٌ وبينهمْ | سوى أنَّهم زالوا ولم يَزُلِ الهَضْبُ |
لَهُمْ نَسَبٌ كالفَجْرِ مَا فِيهِ مَسْلَكٌ | خفيُّ ولا وادٍ عنودٌ ولا شعبُ |
هو الإضحيانُ الطَّلقُ، رفَّتْ فروعه | وطابَ الثَّرَى مِن تَحْتِهِ وزكا التُّرْبُ |
يَذُمُّ سنيدُ القومِ ضِيقَ محلِّهِ | على العلمِ منهُ أنَّهُ الواسع الرَّحْبُ |
رأى شرفاً مِمَّن يُريدُ اختلاسه | بَعِيدَ المَدَى فيه على أَهْلِهِ قُرْبُ |
فَيَا وَشَلَ الدُّنْيَا بِشَيْبَانَ لاتَغِضْ | ويا كوكبَ الدُّنيا بشيبانَ لا تخبُ |
فما دبَّ إلاَّ في بيوتهم النَّدى | ولم تربُ إلاَّ في جحورهم الحربُ |
أولاكَ بنو الأحسابِ لولاَ فَعَالهمْ | دَرَجْنَ، فلمْ يُوجَدْ لِمَكْرُمَة عَقْبُ |
لهمْ يومُ ذي قار مضى وهوَ مُفردٌ | وَحِيْدٌ مِن الأَشْبَاهِ لَيْسَ لَهُ صَحْبُ |
بهِ عَلمتْ صُهْبُ الأَعاجِم أَنَّهُ | بِهِ أَعربَتْ عن ذَاتِ أَنفُسِهَا العُرْبُ |
هو المشهدُ الفصلُ الذي ما نجا به | لكسْرَى بنِ كِسْرى لا سَنَامٌ ولاصُلْبُ |
أقولُ لأهلِ الثَّغرِ قدْ رُئبَ الثَّأى | وأُسْبغَتِ النَّعْمَاءُ والتَأَمَ الشَّعْبُ |
فَسِيحُوا بأَطْرَافِ الفَضَاءِ وأَرْتِعُوا | قنا خَالِدٍ مِن دَرْبٍ لَكُمْ دَرْبُ |
فتى ً عندهُ خيرُ الثَّوابِ وشرُّهُ | ومنهُ الإباءُ المَلحُ والكرمُ العذبُ |
أشمُّ شريكيٌّ يسيرُ أمامهُ | مَسِيرَة َ شَهْر في كَتائِبه الرُّعْبُ |
ولمَّا رَأَى تُوفِيلُ رَايَاتِك التي | إِذَا ما اتلأَبَّتْ لا يُقَاومُهَا الصُّلْبُ |
تولَّى ولم يألُ الرَّدى في اتِّباعهِ | كأنَّ الرَّدى في قصدهِ هائمٌ صبُّ |
كأنَّ بلادَ الرُّومِ عُمَّتْ بصيحة ٍ | فَضَمَّتْ حَشَاها أَو رَغَا وَسْطَهَا السَّقْبُ |
بصَاغِرَة القُصْوَى وطِمَّيْنَ واقْتَرَى | بلاد قَرَنْطَاوُوسَ وَابِلُكَ السَّكْبُ |
غَدَا خَائِفاً يَسْتَنْجِدُ الكُتْبَ مُذْعِناً | عليك فلا رسلٌ ثنتكَ ولا كتبُ |
وما الأَسَدُ الضرْغَامُ يَوماً بِعَاكِس | صَرِيمَتَه إِنْ أَنَّ بَصْبَصَ الكَلْبُ |
ومرَّ ونارُ الكربِ تلفحُ قلبهُ | وما الرَّوْحُ إلاَّ أَنْ يُخَامِرَهُ الكَرْبُ |
مَضَى مُدْبِراً شَطْرَ الدَّبُور، ونَفْسُهُ | على نفسهِ من سُوءِ ظنَّ بها إلبُ |
جفا الشَّرق حتَّى ظنَّ من كان جاهلاً | بدينِ النَّصَارَى أَنَّ قِبْلَتَهُ الغَرْبُ |
رَدَدتَ أَدِيمَ الدّين أَمْلَسَ بعدَما | غدا ولياليهِ وأيَّامهُ جُربُ |
بِكُلِّ فتى ً ضربٍ يُعرِّضُ للقنا | مُحَيّاً مُحَلّى ً حَلْيُهُ الطَّعْنُ والضَّرْبُ |
كُماة ٌ، إذا تُدعى نزالِ لدى الوغى | رَأَيْتَهُمُ رَجْلَى ، كأَنَّهُمُ رَكْبُ |
من المطريِّينَ الأولى ليس ينجلي | بِغَيْرِهِم للدَّهْرِ صَرْفٌ ولا لَزْبُ |
وما اجتُلِيَتْ بِكْرٌ مِن الحَرْبِ نَاهِدٌ | ولاثَيبٌ إلا ومنهمْ لَهَا خِطْبُ |
جُعلتَ نظامَ المكرماتِ، فلم تدرْ | رحا سُؤددٍ إلاَّ وأنت لها قُطبُ |
إذا افتخرتْ يوماً ربيعة ُ أقبلتْ | مُجنِّبتي مجدٍ وأنتَ لها قلبُ |
يَجِفُّ الثَّرَى مِنْهَا وتُرْبُكَ لَينٌ | وينبو بها ماءُ الغمامِ وما تنبو |
بجُودِكَ تَبْيَضُّ الخُطُوبُ إِذَا دَجَتْ | وترجعُ في ألوانها الحجحُ الشُّهبُ |
هو المركبُ المُدني إلى كُلِّ سُؤددٍ | وَعَلْيَاءَ إلاَّ أَنَّهُ المرْكَبُ الصَّعْبُ |
إِذَا سَبَبٌ أَمْسى كَهَاماً لَدَى امرئٍ | أجابَ رجائي عندكَ السَّببُ العضبُ |
وسيَّارة ٍ في الأرضِ ليسَ بنازحٍ | على وخدها حزنٌ سحيقٌ ولا سهبُ |
تذرُّ ذرورَ الشَّمسِ في كلِّ بلدة ٍ | وَتَمْضي جَمُوحَاً مايُرَدُّ لها غَرْبُ |
عَذَارَى قَوَافٍ كنتُ غَيْرَ مُدَافِعٍ | أبّا عُذرها لا ظُلمَ ذاك ولا غصبُ |
إِذَا أُنْشِدَتْ في القَوْمِ ظَلّتْ كأَنَّهَا | مُسِرَّة ُ كِبْرٍ أَو تَدَاخَلَها عُجْبُ |
مُفَصَّلَة ٌ باللُّؤْلُو المُنْتَقَى لهَا | من الشعْر إلا أَنَّهُ اللُّؤْلُؤُ الرطْبُ |
الموضوع الأصلي : أبو تمام :لَقَدْ أَخَذَتْ مِن دَارِ مَاوِيَّة َ الْحُقْبُ
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
مواضيع مماثلة
» أبو تمام :طَلَلَ الجَميعِ، لَقَدْ عَفَوْتَ حَميدَا
» جرير :لَقَدْ عَلمُوا أنّ الكَتيبَة َ كَبْشُها
» أبو العتاهية :لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
» جرير :لَقَدْ سَرّني أنْ لا تَعُدّ مُجَاشِعٌ
» الفرزدق:لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ
» جرير :لَقَدْ عَلمُوا أنّ الكَتيبَة َ كَبْشُها
» أبو العتاهية :لَقَدْ هانَ عَلى النّاسِ
» جرير :لَقَدْ سَرّني أنْ لا تَعُدّ مُجَاشِعٌ
» الفرزدق:لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى