أبو تمام :يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا | هيَ الصبابة ُ طولَ الدهرِ والسهدُ |
قالُوا: الرَّحيلُ غداً لاشَكَّ، قُلْتُ لَهُمْ | اليوْمَ أيقَنْتُ أنَّ اسْمَ الْحِمامِ غَدُ |
كَمْ مِن دَمٍ يُعْجِزُ الْجيْشَ اللُّهَامَ إِذَا | بانوا ستحكمُ فيهِ العرمسُ الاجدُ |
ما لامرىء ٍ خاضَ في بحرِ الهوى عمرٌ | إلاَّ ولِلْبَيْنِ مِنْهُ السَّهْلُ والْجَلَدُ |
كأنَّما البيْنُ مِنْ إِلْحَاحِهِ أَبَداً | على النُّفُوسِ أَخٌ لِلْموْتِ أَوْ وَلَدُ |
تَدَاوَ مِنْ شَوْقِكَ الأَقْصَى بما فَعَلَتْ | خَيْلُ ابنِ يُوسُفَ والأبطالُ تَطَّردُ |
ذاكَ السرورُ الذي آلتْ بشاشتهُ | أَلاَّ يجَاورَهَا في مُهْجَة ٍ كَمَدُ |
لَقِيتَهُمْ والمَنَايَا غَيْرُ دَافِعَة ٍ | لما أمرتَ بهِ والملتقى كبدُ |
في مَوْقِفٍ وَقَف الْمَوْتُ الزُّعَافُ بهِ | فالْمَوْتُ يُوجَدُ والأَرْوَاحُ تُفْتَقَدُ |
في حَيْثُ لا مَرْتَعُ البِيضِ الرقاقِ إذا | أصلتنَ جدبٌ ولا وردُ القنا ثمدُ |
مُسْتَصْحِباً نِيَّة ً قد طَالَ ما ضَمِنَتْ | لكَ الخطوبَ فأوفتْ بالذي تعدُ |
ورُحْبَ صَدْرِ لَو أنَّ الأَرْضَ وَاسِعَة ٌ | كَوُسْعِهِ لم يَضِقْ عن أَهْلِهَا بَلَدُ |
صدعتَ جريتهمْ في عصبة ٍ قللٍ | قدْ صَرَّحَ الماءُ عَنها وانجلى الزَّبَدُ |
مِنْ كل أَرْوَعَ تَرْتَاعُ المنونُ لَهُ | إذا تجردَ لا نكسٌ ولا جحدُ |
يكادُ حينَ يلاقي القرن منْ حنقٍ | قبْل السنَانِ عَلَى حَوبَائِهِ يَرِدُ |
قَلُّوا، ولكنَّهْمْ طَابُوا، فأَنْجَدَهُمْ | جَيْشُ مِنَ الصَّبْرِ لا يُحصَى لَهُ عَدَدُ |
إذا رأوا للمنايا عارضاً لبسوا | مِنَ الْيَقينِ دُرُوعاً مالَها زرَدُ |
نأوا عن المصرخِ الأدنى ، فليسَ لهمْ | إلا السيوفَ على أعدائهمْ مددُ |
وَلَّى مُعَاوِيَة ٌ عَنْهمْ وقدْ حَكمت | فيه القَنَا، فأَبَى الْمِقْدَارُ والأَمَدُ |
نَجَّاكَ في الرَّوْعِ مَا نَجَّى سَمِيَّكَ في | صِفينَ والْخَيْلُ بالْفُرْسَانِ تنجَرِدُ |
إن تنفلتْ وأنوفُ الموتِ راغمة ً | فاذهبْ فأنتَ طليقُ الركضِ يا لبدُ |
لاخَلْقَ أرْبَطُ جَأْشاً مِنْكَ يَوْم تَرى | أبا سعيدٍ ولم يبطش بكَ الزؤدُ |
أمَا وقدْ عِشْتَ يَوْماً بَعْدَ رُؤْيَتِه | فافخَرْ فإنَّكَ أنت الفارِسُ النَّجُدُ |
لوْ عاينَ الأسدُ الضرغامُ رؤيتهُ | ما ليمَ أن ظنَّ رعباً أنهُ الأسدُ |
شتانَ بينهما في كلِّ نازلة ٍ | نَهْجُ القَضَاءِ مُبينٌ فيهما جَدَدُ |
هَذَا عَلى كَتِفَيْهِ كُل نازِلَة ٍ | تُخشَى ، وذَاكَ على أَكْتَافِهِ اللبَدُ |
أعيا عليَّ وما أعيا بمشكلة ٍ | بسندبايا ويومُ الروعِ محتشدُ |
منْ كانَ أنكأَ حداً في كتائبهمْ | أأنتَ أمْ سيفكَ الماضي أم الأحدُ؟ |
لا يومَ أكثرُ منهُ منظراً حسناً | والْمَشرَفيَّة ُ في هَامَاتِهمْ تخِدُ |
أنهَبْتَ أَرْواحَهُ الأرْمَاحَ إذْ شُرِعَتْ | فَما تُرَدُّ لِرَيْبِ الدَّهْرِ عَنْهُ يَدُ |
كأنها وهيَ في الأوداجِ والغة ٌ | وفي الكلى تجدُ الغيظ الذي نجدُ |
مِنْ كل أزرَقَ نَظَّارٍ بِلا نظرٍ | إلى المقاتل ما في متنهِ أودُ |
كأنَّهُ كان تِرْبَ الْحُب مُذْ زَمَنٍ | فليسَ يعجزهُ قلبٌ ولا كبدُ |
تركتَ منهم سبيلَ النارِ سابلة ً | في كل يومٍ إليها عصبة ٌ تفدُ |
كأنَّ بابك بالبذينِ بعدهمُ | نُؤيٌ أقامَ خِلافَ الْحَي أوْ وَتِدُ |
بكل مُنعَرَجٍ مِنْ فارِسٍ بَطَلس | |
لما غدا مظلمَ الأحشاءِ منْ أشرٍ | أسكَنت جانحَتَيْهِ كَوْكباً يَقِدُ |
وهَارِبٍ ودخيلُ الروْعِ يَجْلُبُهُ | إلى المنونِ كما يستجلبُ النقدُ |
كأنَّما نَفسُهُ مِن طولِ حَيْرَتِها | منها على نفسهِ يومَ الوغى رصدُ |
تالله ندري : أألإسلامُ يشكرها | مِن وقعة ٍ أَمْ العبَّاس أَمْ أُدَدُ |
يَوْمٌ به أخَذَ الإسلامُ زينَتَهُ | بِأَسْرِهَا واكتسَى فَخْراً به الأبَدُ |
يومٌ يجيُ إذا قام الحسابُ ولمْ | يذممهُ بدرٌ ولم يفضحْ به أحدُ |
وأهلُ موقانَ إذْ ماقوا فلا وزرٌ | أنجاهمُ منكَ في الهيجا ولا سندُ |
لمْ تبقَ مشركة ٌ إلاَّ وقدْ علمتْ | إن لم تتبْ أنهُ للسيف ما تلدُ |
وَالبَبْرُ حِينَ اطْلَخَمَّ الأَمْرُ صبَّحهُمْ | قَطْرٌ مِنَ الْحَرْبِ لَمَّا جَاءَهُمْ خَمدُوا |
كادَت تُحَلُّ طُلاَهُمْ مِنْ جَماجمهمْ | لوْ لمْ يحلوا ببذلِ الحكمِ ما عقدوا |
لكن ندبتَ لهمْ رأيَ ابنِ محصنة ٍ | يخاله السيفُ سيفاً حين يجتهدُ |
في كلِّ يومٍ فتوحٌ منكَ واردة ٌ | تَكادُ تَفهمُهَا مِن حُسْنها البُرُدُ |
وَقَائِعٌ عَذُبَتْ أَنْبَاؤُهَا وحَلَتْ | حَتَّى لَقَدْ صارَ مَهْجُوراً لها الشُّهُدُ |
إنَّ ابنَ يوسفَ نجى الثغرَ منْ سنة ٍ | أَعْوامُ يُوسُفَ عَيْشٌ عِنْدَها رَغَدُ |
آثارُ أموالكَ الأدثارِ قد خلقتْ | وخَلَّفَتْ نِعماً آثارُها جُدُدُ |
فافْخَر فَمَا من سَماءٍ للنَّدى رُفِعَتْ | إِلاَّ وأَفْعالُكَ الحُسْنَى لها عَمَدُ |
واعْذِرْ حَسُودَكَ فيما قد خُصِصْتَ به | إِنَّ العُلَى حَسَنٌ في مِثْلِها الْحَسَدُ |
مواضيع مماثلة
» أبو تمام :أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
» أبو تمام :بَلَغْتَ بي فوقَ غاية ِ الكَمَدِ
» الشافعي :وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
» أبو نواس :تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
» جرير :قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
» أبو تمام :بَلَغْتَ بي فوقَ غاية ِ الكَمَدِ
» الشافعي :وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
» أبو نواس :تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
» جرير :قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى