أبو تمام :نوارٌ في صواحبها نوارُ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :نوارٌ في صواحبها نوارُ
نوارٌ في صواحبها نوارُ | كما فاجاكِ سربٌ أو صوارُ |
تكَذَّبَ حاسِدٌ فنَأَتْ قُلُوبٌ | أطاعَتْ وَاشِياً وَنأَتْ دِيَارُ |
قفا نعطِ المنازلِ منْ عيونٍ | لها في الشَّوْق أحسَاءٌ غِزَارُ |
عفتْ آياتهنَ وأيِّ ربعٍ | يكون لَهُ على الزَّمنِ الْخِيارُ ! |
أثَافٍ كالْخُدودِ لُطِمْنَ حُزناً | ونؤيٌ مثلما انفصمَ السوارُ |
وكانتْ لوعة ٌ ثمَّ اطمأنتْ | كذاكَ لكلِّ سائلِ قرارٌ |
مَضَى الأملاكُ فانقرضُوا وأَمَسَتْ | سَرَاة ُ مُلوكِنا وهُمُ تِجَارُ |
وقوفٌ في ظلالِ الذمّ تحمى | دراهمها لا يحمى الذمارُ |
فلو ذهبتْ سناتُ الدهرِ عنه | وألقيَ عنِ مناكبهِ الدثارُ |
لَعدَّلَ قِسْمة َ الأَرْزاقِ فينا | ولكنْ دَهْرُنا هذا حِمَارُ ! |
سيبتعثُ الركابَ وراكبيها | فَتى ً كالسَّيْفِ هَجْعَتُه غِرَارُ |
أطلَّ على كلى الآفاق حتى | كأنَّ الأَرضَ في عَينَيْهِ دَارُ |
يقُولُ الحَاسِدُونَ إذَا انصَرفْنَا | لقَدْ قَطَعوا طَرِيقاً أوأَغَارُوا |
نؤمُّ أبا الحسينِ وكانَ قدماً | فَتى ً أَعْمَارُ مَوعِدِه قِصَارُ |
لهُ خلقٌ نهى القرآنُ عنهُ | وذَاكَ عَطاؤُهُ السَّرَفُ البِدَارُ |
ولَمْ يَكُ منْكَ إضْرَارٌ وَلكنْ | تمادتْ في سجتها البحارُ |
يطيبُ لجودهِ ثمرُ الأماني | وتروى عندهُ الهممُ الحرارُ |
رفعتُ كواعبَ الأشعارِ فيهِ | كما رُفعتْ لِناظرها المنارُ |
حليمٌ والحفيظة ُ منه خيمٌ | وأيُّ النارِ ليسَ لها شرارُ؟ |
تحنُّ عداتهُ إثرَ التقاضي | وتُنْتَجُ مِثْلمَا نتِجَ العِشَارُ |
أَرَى الدَّالِيَّتَين على جَفاءٍ | لَدَيْكَ وكُلُّ واحدة ٍ نُضَارُ |
إذا ما شعرُ قومٍ كانَ ليلاً | تَبلَّجَتا كَما انشَقَّ النَّهارُ |
وإن كانَتْ قصَائِدُهُم جُدُوباً | تَلوَّنتَا كما ازدوَجَ البَهَارُ |
أغرتهما وغيرهما محلى ً | بِجُودِكَ والقَوافي قَدْ تَغارُ |
وغَيْرُكَ يَلبَسُ المعروفَ خُلْفاً | ويأخُذُ، منْ مَواعدِهِ الصُّفَارُ |
رأيتُ صنائعاً معكتْ فأمستْ | ذبائحَ والمطالُ لها شفارُ |
وكان المطلُ في بدءٍ وعودٍ | دُخاناً للضَّنيعة ِ وهي نَارُ |
نسيبُ البخلِ مذ كانا وإلا | يَكُنْ نَسَبٌ فبْينهما جِوَارُ |
لِذلِكَ قِيلَ بَعْضُ المَنْعِ أَدْنَى | إلى كرمٍ وبعضُ الجودِ عارُ |
فَدَعْ ذِكْرَ الضيَاعِ فبي شِماسٌ | إذا ذُكِرَتْ وَبِي عنها نِفَارُ |
ومالي ضَيْعَة ٌ إلاَّ المَطَايَا | وشعرٌ لا يباعُ ولا يعارُ |
وما أنا والعَقَارَ ولَسْتُ منه | على ثقة ٍ وجودكَ لي عقارُ |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى