أبو تمام :أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ | وناسٍ سِرَاجَ المَجْدِ نَجْمَ المَحامِدِ ! |
وقَدْ تُرِعتْ إثفِيَّة ُ العَرَبِ التي | بها صُدِعَتْ مابينَ تلكَ الجَلاَمِدِ |
ألا غَرْبُ دَمْعٍ ناصِرٍ لي على الأسى | ألا حرُّ شعرٍ في الغليلِ مساعدي |
فلمْ تكرمِ العينانِ إنْ لم تسامحا | ولاطابَ فَرْعُ الشعْرِ إنْ لم يُسَاعِدِ |
لتبكِ القوافي شجوها بعد خالدٍ | بُكَاءَ مُضِلاَّتِ السَّماحِ نَوَاشِدِ |
لَكانَتْ عَذَارَاها إذا هيَ أبرِزَتْ | لَدَى خالدٍ مِثْلَ العَذَارَى النَّواهِدِ |
وكانَتْ لِصَيْدِ الوَحْشِ مِنها حَلاوَة ٌ | على قَلْبِهِ لَيسَتْ لِصَيْدِ الأوابِدِ |
وكانَ يرى سمَّ الكلامِ كأنما | يُقَشَّبُ أحياناً بِسَم الأَسَاوِدِ |
تقلصَ ظلُّ العرفِ في كلِّ بلدة | وأطفىء َ في الدنيا سراجُ القصائدِ |
فَيا عِيَّ مَرْحُولٍ إليهِ ورَاحل | وخَجْلَة َ مَوْفُودٍ إليهِ ووافِدِ |
وياماجداً أَوْفَى بهِ المَوْتُ نَذْرَهُ | فأشعرَ روعاً كلَّ أروعَ ماجدِ ! |
غَداً يَمْنعُ المَعْرُوفُ بعدَكَ دَرَّهُ | وتعذرُ غدرانُ الأكفِّ الروافدِ |
ويا شائماً برقاً خدوعاً وسامعاً | لِرَاعِدَة ٍ دَجَّالَة ٍ في الرَّواعِدِ |
أقمْ ثمَّ حطَّ الرحلَ والظنَّ إنه | مَضَتْ قِبْلَة ُ الأسفَارِ مِنء بعد خالدِ |
تكفأَ متنُ الأرضِ يومَ تعطلتْ | من الجبلِ المنهدِ تحتَ الفدافدِ |
فللثغرِ لونٌ قاتمٌ بعد منظرٍ | أنيقٍ وجوٌّ سائلٌ غيرُ راكدِ |
لأبرحتَ يا عامَ المصائبِ بعدما | دعتكَ بنو الآمالِ عامَ الفوائدِ! |
لقدْ نهسَ الدهرُ القبائلَ بعدَه | بِنَابٍ حَديدٍ يَقْطُرُ السَّمَّ عانِدِ |
فجَلَّلَ قَحْطاً آلَ قَحْطَانَ وانثنَتْ | نِزَارٌ بِمَنْزُورٍ منَ العَيْشِ جاحِدِ |
على أي عِرْنِينٍ غُلِبْنا ومارِنٍ | وأية ُ كفِّ فارقتنا وساعدِ! |
كأنا فقدنا ألفِ ألفِ مدجَّجٍ | على ألفِ ألفٍ مقربٍ لا مباعدِ |
فيا وحشة َ الدنيا وكانتْ أنيسة ً | وَوَحدَة َ مَنْ فيها لَمَصْرعِ واحِدِ! |
مضَتْ خُيَلاَءُ الخيْلِ وانصَرَفَ الرَّدَى | بأنفَسِ نَفْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَوَالِدِ |
فأَيْنَ شِفَاءُ الثَّغْرِ أينَ إذا القَنَا | خطرنَ على عضوٍ من الملكِ فاسدِ؟ |
وأينَ الجِلادُ الهَبْرُ إذْ ليسَ سَيدٌ | يَقِي جِلْدَة َ الأحسَابِ إنْ لم يُجَالِدِ؟ |
ومَنْ يَجْعل السُّلطانَ حَبْلَ وَرِيدِهِ | ومنْ ينظمِ الأطرافَ نظمَ القلائدِ؟ |
ومنْ لم يكنْ ينفكُّ يغبقُ سيفَهُ | دماً عانداً من نحرِ ليثٍ معاندِ ؟ |
بِنَفسيَ مَنْ خَطّتء رَبيعة ُ لَحْدَه | ولا زال مهتزَّ الربي غيرَ هامِدِ |
أقام به مِنْ حي بَكْرِ بنِ وائلٍ | هنيِّ الندى مخضرَّ إثرَ المواعدِ |
فماذا حوتْ أكفانُه من شمائل | مناهلَ أعدادٍ عذابَ المواردِ! |
خلاَئِقُ كانَتْ كالثُّغُورِ تُخرمَتْ | وكانَ عليها واقفاً كالمجاهدِ |
فكَمْ غالَ ذَاكَ التُّرْبُ لي ولِمَعْشَرِي | وللناسِ طُرّاً مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ! |
أشيْبَانُ لا ذَاكَ الهلالُ بِطالِعٍ | علينا ولا ذاكَ الغمامُ بعائدِ |
أشَيْبَانُ ماجَدي ولاجَدُّ كَاشِحٍ | ولاجَدُّ شيءٍ يَوْمَ وَلَّى بصاعِدِ |
أَشَيْبَانُ عَمَّتْ نارُها مِنْ مُصِيبة ٍ | فَما يُشتَكى وَجْدٌ إلى غيرِ وَاجِدِ |
لإنْ أقرَحَتْ عَيْنَيْ صَدِيقٍ وصاحِب | لقد زعزعتْ ركنيْ عدوٍّ وحاسدِ |
لئنْ هي أهدَتْ للأقاربِ ترحة ً | لقَدْ جَلَّلَتْ تُرْباً خُدُودَ الأباعِدِ |
فما جانِبُ الدُّنيا بِسَهلٍ ولا الضُّحَى | بطَلْقٍ ولاماءُ الحَيَاة ِ بِبارِدِ |
بَلَى وأبِي إنَّ الأميرَ محمّداً | لقطبُ الرحى مصباحُ تلكَ المشاهدِ |
حَمِدْتُ اللَّيالي إذ حَمَتْ سَرْحَنا بهِ | ولستُ لها في غير ذاك بحامدِ |
عليه دليلٌ من يزيدَ وخالدٍ | ونورانِ لاحا من نجارٍ وشاهدِ |
منَ المكرمينَ الخيلَ فيهمْ ولم يكنْ | لِيُكْرِمَها إلاَّ كِرَامُ المَحاتِدِ |
أخو الحربِ يكسوها نجيعاً كأنما | مُتُونُ رُبَاها منهُ مِثْلُ المَجَاسِدِ |
إذا شبَّ ناراً أقعدتْ كلَّ قائمٍ | وقامَ لها منْ خوفهِ كلُّ قاعدِ |
فقلْ لملوك السيسجان ومنْ غدا | بأَرَّانَ أو جُرْزانَ غيرَ مُناشِدِ |
ألا القُوا مَقالِيدَ البِلادِ وَهَلْ لها | رتاجٌ فيلقي أهلُها بالمقالدِ ؟! |
ولا يغوكم شيطانُ حربٍ فإنه | مَعَ السَّيفِ يَدْمَى نَصْلُه غيرُ مَارِدِ |
ولا تفترقْ أعناقُكم إنَّ حولها | رُدَينيَّة ً يَجَمَعْنَ هامَ الشَّوارِدِ |
وما كثرتْ في بلدة ٍ قصدُ القنا | فتقلعَ إلا عنْ رقابٍ قواصدِ |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» أبو تمام :يا بعدَ غاية ِ العينِ إنْ بعدوا
» الشافعي :وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
» أبو نواس :تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
» جرير :قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
» جرير : أواصلٌ أنتَ سلمى بعدَ معتبة ٍ
» الشافعي :وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ
» أبو نواس :تشبّبَتِ الخضرَاءُ بعدَ مَشيبِها،
» جرير :قد غيرَّ الحيَّ بعدَ الحيَّ إقفارُ
» جرير : أواصلٌ أنتَ سلمى بعدَ معتبة ٍ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى