المتنبي :نعد المشرفية والعوالي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
المتنبي :نعد المشرفية والعوالي
نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي | وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ |
ونَرْتَبِطُ السّوابِقَ مُقرَباتٍ | وما يُنْجينَ مِنْ خبَبِ اللّيالي |
ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً | ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ |
نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ | نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ |
رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى | فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ |
فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ | تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ |
وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا | لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي |
وهَذا أوّلُ النّاعينَ طُرّاً | لأوّلِ مَيْتَةٍ في ذا الجَلالِ |
كأنّ المَوْتَ لم يَفْجَعْ بنَفْسٍ | ولم يَخْطُرْ لمَخلُوقٍ بِبالِ |
صَلاةُ الله خالِقِنا حَنُوطٌ | على الوَجْهِ المُكَفَّنِ بالجَمَالِ |
على المَدْفونِ قَبلَ التُّرْبِ صَوْناً | وقَبلَ اللّحدِ في كَرَمِ الخِلالِ |
فإنّ لهُ ببَطْنِ الأرْضِ شَخْصاً | جَديداً ذِكْرُناهُ وهْوَ بَالِ |
أطابَ النّفسَ أنّكِ مُتِّ مَوْتاً | تَمَنّتْهُ البَوَاقي والخَوَالي |
وزُلْتِ ولم تَرَيْ يَوْماً كَريهاً | تُسَرّ النّفسُ فيهِ بالزّوالِ |
رِواقُ العِزّ فَوْقَكِ مُسْبَطِرٌّ | ومُلْكُ عَليٍّ ابنِكِ في كمَالِ |
سَقَى مَثْواكِ غادٍ في الغَوادي | نَظيرُ نَوَالِ كَفّكِ في النّوالِ |
لِساحبهِ على الأجداثِ حَفْشٌ | كأيدي الخَيلِ أبصَرتِ المَخالي |
أُسائِلُ عَنكِ بعدَكِ كلّ مَجدٍ | وما عَهدي بمَجدٍ عَنكِ خالِ |
يَمُرّ بقَبرِكِ العافي فيَبكي | ويَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السّؤالِ |
وما أهداكِ لِلْجَدْوَى عَلَيْهِ | لَوَ انّكِ تَقدِرينَ على فَعَالِ |
بعَيشِكِ هلْ سَلَوْتِ فإنّ قَلبي | وإنْ جانَبْتُ أرْضَكِ غيرُ سالِ |
نَزَلْتِ على الكَراهَةِ في مَكانٍ | بَعُدْتِ عنِ النُّعامى والشَّمالِ |
تُحَجّبُ عنكِ رائحَةُ الخُزامَى | وتُمْنَعُ منكِ أنْداءُ الطِّلالِ |
بدارٍ كلّ ساكِنِها غَريبٌ | بَعيدُ الدّارِ مُنْبَتُّ الحِبالِ |
حَصانٌ مثلُ ماءِ المُزْنِ فيهِ | كَتُومُ السّرّ صادِقَةُ المَقالِ |
يُعَلّلُها نِطاسِيُّ الشّكايَا | وواحِدُها نِطاسِيُّ المَعَالي |
إذا وَصَفُوا لهُ داءً بثَغْرٍ | سَقاهُ أسِنّةَ الأسَلِ الطِّوالِ |
ولَيسَتْ كالإناثِ ولا اللّواتي | تُعَدّ لها القُبورُ منَ الحِجالِ |
ولا مَنْ في جَنازَتِها تِجارٌ | يكونُ وَداعُها نَفضَ النّعالِ |
مَشَى الأمَراءُ حَوْلَيها حُفاةً | كأنّ المَرْوَ من زِفِّ الرّئَالِ |
وأبْرَزَتِ الخُدورُ مُخَبّآتٍ | يَضَعْنَ النِّقْسَ أمكِنَةَ الغَوالي |
أتَتْهُنّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ | فدَمْعُ الحُزْنِ في دَمعِ الدّلالِ |
ولوْ كانَ النّساءُ كمَنْ فَقَدْنا | لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ |
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ | ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ |
وأفجَعُ مَنْ فَقَدْنا مَن وَجَدْنا | قُبَيلَ الفَقْدِ مَفْقُودَ المِثالِ |
يُدَفِّنُ بَعْضُنا بَعضاً وتَمْشِي | أواخِرُنا على هامِ الأوالي |
وكَمْ عَيْنٍ مُقَبّلَةِ النّواحي | كَحيلٌ بالجَنادِلِ والرّمالِ |
ومُغْضٍ كانَ لا يُغْضِي لخَطبٍ | وبالٍ كانَ يَفكُرُ في الهُزالِ |
أسَيْفَ الدّوْلَةِ اسْتَنجِدْ بصَبرٍ | وكيفَ بمِثْلِ صَبرِكَ للجِبالِ |
وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ التّعَزّي | وخوْضَ الموْتِ في الحرْبِ السِّجالِ |
وحالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شتى | وحالُكَ واحدٌ في كلّ حالِ |
فلا غِيضَتْ بحارُكَ يا جَمُوماً | على عَلَلِ الغَرائبِ والدِّخالِ |
رأيتُكَ في الّذينَ أرَى مُلُوكاً | كأنّكَ مُسْتَقيمٌ في مُحالِ |
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ | فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» المتنبي :يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
» المتنبي :
» المتنبي :أي محل أرتقي
» المتنبي : أمساور أم قرن شمس هذا
» المتنبي :نال الذي نلت منه منى
» المتنبي :
» المتنبي :أي محل أرتقي
» المتنبي : أمساور أم قرن شمس هذا
» المتنبي :نال الذي نلت منه منى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى