المتنبي : دروع لملك الروم هذي الرسائل
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
المتنبي : دروع لملك الروم هذي الرسائل
دُرُوعٌ لمَلْكِ الرّومِ هذي الرّسائِلُ | يَرُدّ بهَا عَنْ نَفْسِهِ وَيُشَاغِلُ |
هيَ الزّرَدُ الضّافي علَيْهِ وَلَفْظُها | عَلَيْكَ ثَنَاءٌ سَابِغٌ وَفَضائِلُ |
وَأنّى اهْتَدَى هذا الرّسُولُ بأرْضِهِ | وَما سكَنَتْ مذْ سرْتَ فيها القساطِلُ |
وَمن أيّ ماءٍ كانَ يَسقي جِيادَهُ | وَلم تَصْفُ مِن مَزْجِ الدّماءِ المَناهِلُ |
أتَاكَ يكادُ الرّأسُ يَجْحَدُ عُنقَهُ | وَتَنْقَدّ تحتَ الدّرْعِ منهُ المَفَاصِلُ |
يُقَوِّمُ تَقْوِيمُ السِّماطَينِ مَشْيَهُ | إلَيكَ إذا ما عَوّجَتْهُ الأفَاكِلُ |
فَقَاسَمَكَ العَينَينِ منهُ وَلَحْظَهُ | سَمِيُّكَ وَالخِلُّ الذي لا تُزَايِلُ |
وَأبصَرَ منكَ الرّزْقَ وَالرّزْقُ مُطمِعٌ | وَأبصَرَ منهُ المَوْتَ وَالمَوْتُ هَائِلُ |
وَقَبّلَ كُمّاً قَبّلَ التُّرْبَ قَبْلَهُ | وَكُلُّ كَميٍّ وَاقِفٌ مُتَضائِلُ |
وَأسْعَدُ مُشتاقٍ وَأظْفَرُ طَالِبٍ | هُمَامٌ إلى تَقبيلِ كُمّكَ وَاصِلُ |
مَكانٌ تَمنّاهُ الشّفَاهُ وَدونَهُ | صُدورُ المَذاكي وَالرّماحُ الذّوَابِلُ |
فَما بَلّغَتْهُ ما أرَادَ كَرامَةٌ | عَلَيْكَ وَلَكِنْ لم يخِبْ لكَ سائِلُ |
وَأكْبَرَ مِنْهُ هِمّةً بَعَثَتْ بِهِ | إلَيْكَ العِدى وَاستَنظَرَته الجَحافِلُ |
فأقْبَلَ مِنْ أصْحابِهِ وَهوَ مُرْسَلٌ | وَعادَ إلى أصْحابِهِ وَهْوَ عاذِلُ |
تَحَيّرَ في سَيْفٍ رَبيعَةُ أصْلُهُ | وَطابِعُهُ الرّحْم?نُ وَالمَجدُ صاقِلُ |
وَمَا لَوْنُهُ مِمّا تُحَصّلُ مُقْلَةٌ | وَلا حَدُّهُ مِمّا تَجُسُّ الأنامِلُ |
إذا عايَنَتْكَ الرُّسْلُ هانَتْ نُفُوسُها | عَلَيْها وَما جاءَتْ بهِ وَالمُرَاسِلُ |
رَجَا الرّومُ مَنْ تُرْجى النّوَافلُ كلّها | لَدَيهِ وَلا تُرْجى لدَيهِ الطّوَائِلُ |
فإنْ كانَ خوْفُ القَتلِ وَالأسرِ ساقَهم | فقَد فعَلوا ما القَتلُ وَالأسرُ فاعِلُ |
فخافُوكَ حتى ما لقَتلٍ زِيادَةٌ | وَجاؤوكَ حتى ما تُرَادُ السّلاسِلُ |
أرَى كُلَّ ذي مُلْكٍ إلَيكَ مَصِيرُهُ | كأنّكَ بَحْرٌ وَالمُلُوكُ جَداوِلُ |
إذا مَطَرَتْ مِنهُمْ ومنكَ سَحائِبٌ | فَوَابِلُهُمْ طَلٌّ وَطَلُّكَ وَابِلُ |
كريمٌ متى اسْتُوهِبْتَ ما أنتَ رَاكبٌ | وَقد لَقِحتْ حَرْبٌ فإنّكَ نازِلُ |
أذا الجُودِ أعْطِ النّاسَ ما أنتَ مالكٌ | وَلا تُعْطِيَنّ النّاسَ ما أنَا قائِلُ |
أفي كلّ يوْمٍ تحتَ ضِبْني شُوَيْعِرٌ | ضَعيفٌ يُقاويني قَصِيرٌ يُطاوِلُ |
لِساني بنُطْقي صامِتٌ عنهُ عادِلٌ | وَقَلبي بصَمتي ضاحِكٌ منهُ هازِلُ |
وَأتْعَبُ مَنْ ناداكَ مَنْ لا تُجيبُهُ | وَأغيَظُ مَنْ عاداكَ مَن لا تُشاكلُ |
وَما التّيهُ طبّي فيهِمِ غَيرَ أنّني | بَغيضٌ إليّ الجاهِلُ المُتَعَاقِلُ |
وَأكْبَرُ تيهي أنّني بكَ وَاثِقٌ | وَأكْثَرُ مالي أنّني لَكَ آمِلُ |
لَعَلّ لسَيْفِ الدّوْلَةِ القَرْمِ هَبّةً | يَعيشُ بها حَقٌّ وَيَهلِكُ باطِلُ |
رَمَيْتُ عِداهُ بالقَوافي وَفَضْلِهِ | وَهُنّ الغَوَازي السّالماتُ القَوَاتِلُ |
وقَدْ زَعَمُوا أنّ النّجومَ خَوالِدٌ | وَلَوْ حارَبَتْهُ نَاحَ فيها الثّواكِلُ |
وَمَا كانَ أدْناها لَهُ لَوْ أرَادَهَا | وَألْطَفَهَا لَوْ أنّهُ المُتَنَاوِلُ |
قَريبٌ عَلَيْهِ كُلُّ ناءٍ على الوَرَى | إذا لَثّمَتْهُ بالغُبَارِ القَنَابِلُ |
تُدَبّرُ شرْقَ الأرْض وَالغرْبَ كَفُّهُ | وَلَيسَ لها وَقْتاً عنِ الجُودِ شَاغِلُ |
يُتَبِّعُ هُرّابَ الرّجالِ مُرَادَهُ | فَمَنْ فَرّ حَرْباً عارَضَتْهُ الغَوَائِلُ |
وَمَنْ فَرّ مِنْ إحْسَانِهِ حَسَداً لَهُ | تَلَقّاهُ منْهُ حَيثُما سارَ نَائِلُ |
فَتًى لا يَرَى إحْسانَهُ وَهْوَ كامِلٌ | لهُ كامِلاً حتى يُرَى وهوَ شَامِلُ |
إذا العَرَبُ العَرْباءُ رَازَتْ نُفُوسَها | فأنْتَ فَتَاهَا وَالمَليكُ الحُلاحِلُ |
أطاعَتْكَ في أرْوَاحِهَا وَتَصَرّفَتْ | بأمرِكَ وَالتَفّتْ عَلَيْكَ القَبَائِلُ |
وَكُلُّ أنَابِيبِ القَنَا مَدَدٌ لَهُ | وَما يَنكُتُ الفُرْسانَ إلاّ العَوَامِلُ |
رَأيتُك لوْ لم يَقتَضِ الطّعنُ في الوَغى | إلَيكَ انقِياداً لاقتَضَتْهُ الشّمائِلُ |
وَمَنْ لم تُعَلّمْهُ لكَ الذّلَّ نَفْسُهُ | منَ النّاسِ طُرّاً عَلّمَتْهُ المَناصِلُ |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» شرح طريقة جعل كل الرسائل مقروءة في الفايس بوك
» مواقع لتحميل الرسائل الجامعية في الجزائر
» رأيكم يهمنا بخصوص الرسائل الخاصة
» سورة الروم
» (The Romans) - سورة الروم
» مواقع لتحميل الرسائل الجامعية في الجزائر
» رأيكم يهمنا بخصوص الرسائل الخاصة
» سورة الروم
» (The Romans) - سورة الروم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى