المتنبي :إن يكن صبر ذي الرزيئة فضلا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
المتنبي :إن يكن صبر ذي الرزيئة فضلا
إنْ يكُنْ صَبرُ ذي الرّزيئَةِ فَضْلا | تكُنِ الأفضَلَ الأعَزّ الأجَلاّ |
أنتَ يا فوْقَ أنْ تُعَزّى عنِ الأحـ | ـبابِ فوْقَ الذي يُعزّيكَ عَقْلا |
وَبألفاظِكَ اهْتَدَى فإذا عَزّ | اكَ قَالَ الذي لَهُ قُلتَ قَبْلا |
قَدْ بَلَوْتَ الخُطوبَ مُرّاً وَحُلْواً | وَسَلَكتَ الأيّامَ حَزْناً وَسَهْلا |
وَقَتَلْتَ الزّمانَ عِلْماً فَمَا يُغْـ | رِبُ قَوْلاً وَلا يُجَدِّدُ فِعْلا |
أجِدُ الحُزْنَ فيكَ حِفْظاً وَعَقْلاً | وَأرَاهُ في النّاسِ ذُعراً وجَهْلا |
لَكَ إلْفٌ يَجُرّهُ وَإذا مَا | كرُمَ الأصْلُ كانَ للإلْفِ أصلا |
وَوَفَاءٌ نَبَتَّ فيهِ وَلَكِنْ | لم يَزَلْ للوَفَاء أهْلُكَ أهْلا |
إنّ خَيرَ الدّمُوعِ عَوْناً لَدَمْعٌ | بَعَثَتْهُ رِعايَةٌ فاسْتَهَلاّ |
أينَ ذي الرِّقّةُ التي لَكَ في الحَرْ | بِ إذا استُكرِهَ الحَديدُ وَصَلاّ |
أينَ خَلّفْتَهَا غَداةَ لَقِيتَ الـ | ـرّومَ وَالهَامُ بالصّوارِمِ تُفْلَى |
قاسَمَتْكَ المَنُونُ شَخْصَينِ جوْراً | جَعَلَ القِسْمُ نَفْسَهُ فيهِ عَدْلا |
فإذا قِسْتَ ما أخَذْنَ بمَا غَا | دَرْنَ سرّى عَنِ الفُؤادِ وَسَلّى |
وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى | وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى |
وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغَلْتَ المَنَايَا | بالأعادي فكَيفَ يَطلُبنَ شُغلا |
وَكَمِ انتَشْتَ بالسّيُوفِ منَ الدهـ | ـرِ أسيراً وَبالنّوَالِ مُقِلاّ |
عَدّها نُصرَةً عَلَيْهِ فَلَمّا | صَالَ خَتْلاً رَآهُ أدرَكَ تَبْلا |
كَذَبَتْهُ ظُنُونُهُ، أنْتَ تُبْليـ | ـهِ وَتَبْقى في نِعْمَةٍ لَيسَ تَبْلَى |
وَلَقَدْ رَامَكَ العُداةُ كَمَا رَا | مَ فلَمْ يجرَحوا لشَخصِكَ ظِلاّ |
وَلَقَدْ رُمْتَ بالسّعادَةِ بَعْضاً | من نُفُوسِ العِدى فأدركتَ كُلاّ |
قارَعَتْ رُمحَكَ الرّماحُ وَلَكِنْ | تَرَكَ الرّامحِينَ رُمحُكَ عُزْلا |
لوْ يكونُ الذي وَرَدْتَ من الفَجْـ | ـعَةِ طَعناً أوْرَدْتَهُ الخَيلَ قُبْلا |
وَلَكَشّفْتَ ذا الحَنينَ بضَرْبٍ | طالمَا كَشّفَ الكُرُوبَ وجَلّى |
خِطْبَةٌ للحِمامِ لَيسَ لهَا رَدٌّ | وَإنْ كانَتِ المُسمّاةَ ثُكْلا |
وَإذا لم تَجِدْ مِنَ النّاسِ كُفأً | ذاتُ خِدْرٍ أرَادَتِ المَوْتَ بَعلا |
وَلَذيذُ الحَيَاةِ أنْفَسُ في النّفْـ | ـسِ وَأشهَى من أنْ يُمَلّ وَأحْلَى |
وَإذا الشّيخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَـ | ـلّ حَيَاةً وَإنّمَا الضّعْفَ مَلاّ |
آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ | فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى |
أبَداً تَسْتَرِدّ مَا تَهَبُ الدّنْـ | ـيَا فَيا لَيتَ جُودَها كانَ بُخْلا |
فكفَتْ كوْنَ فُرْحةٍ تورِثُ الغمّ | وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجْدَ خِلاّ |
وَهيَ مَعشُوقةٌ على الغَدْرِ لا تَحْـ | ـفَظُ عَهْداً وَلا تُتَمّمُ وَصْلا |
كُلُّ دَمْعٍ يَسيلُ مِنهَا عَلَيْها | وَبِفَكّ اليَدَينِ عَنْها تُخَلّى |
شِيَمُ الغَانِيَاتِ فِيها فَمَا أدْ | ري لذا أنّثَ اسْمَها النّاسُ أم لا |
يا مَليكَ الوَرَى المُفَرِّقَ مَحْياً | وَمَمَاتاً فيهِمْ وَعِزّاً وَذُلاّ |
قَلّدَ الله دَوْلَةً سَيْفُهَا أنْـ | ـتَ حُساماً بالمَكْرُماتِ مُحَلّى |
فَبِهِ أغْنَتِ المَوَاليَ بَذْلاً | وَبِهِ أفْنَتِ الأعاديَ قَتْلا |
وَإذا اهْتَزّ للنّدَى كانَ بَحراً | وَإذا اهْتَزّ للرّدَى كان نَصْلا |
وَإذا الأرْضُ أظلمتْ كانَ شَمساً | وَإذا الأرْضُ أمحَلَتْ كانَ وَبْلا |
وَهوَ الضّارِبُ الكَتيبَةَ وَالطّعْـ | ـنَةُ تَغْلُو وَالضّرْبُ أغلى وَأغلَى |
أيّهَا البَاهِرُ العُقُولَ فَمَا تُدْ | رَكُ وَصْفاً أتعَبْتَ فكري فمَهْلا |
مَنْ تَعَاطَى تَشَبّهاً بِكَ أعْيَا | هُ وَمَنْ دَلّ في طَرِيقِكَ ضَلا |
وَإذا ما اشتَهَى خُلُودَكَ داعٍ | قالَ لا زُلتَ أوْ ترَى لكَ مِثْلا |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» المتنبي :
» المتنبي :يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
» المتنبي :عيد بأية حال عدت يا عيد
» المتنبي :إلى أي حين أنت في زي محرم
» المتنبي :أي محل أرتقي
» المتنبي :يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
» المتنبي :عيد بأية حال عدت يا عيد
» المتنبي :إلى أي حين أنت في زي محرم
» المتنبي :أي محل أرتقي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى