المتنبي :ذي المعالي فليعلون من تعالى
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
المتنبي :ذي المعالي فليعلون من تعالى
ذي المَعَالي فلْيَعْلُوَنْ مَن تَعَالى | هَكَذا هَكَذا وَإلاّ فَلا لا |
شَرَفٌ يَنْطِحُ النّجومَ برَوْقَيْـ | ـهِ وَعِزٌّ يُقَلْقِلُ الأجْبَالا |
حَالُ أعْدائِنَا عَظيمٌ وَسَيْفُ الـ | ـدّوْلَةِ ابنُ السّيوفِ أعظَمُ حالا |
كُلّما أعْجَلُوا النّذيرَ مَسيراً | أعجَلَتْهُمْ جِيادُهُ الإعجَالا |
فأتَتْهُمْ خَوَارِقَ الأرْضِ ما تحـ | ـمِلُ إلاّ الحَديدَ وَالأبْطالا |
خَافِياتِ الألْوانِ قَدْ نَسَجَ النّقـ | ـعُ عَلَيْهَا بَرَاقِعاً وَجِلالا |
حَالَفَتْهُ صُدُورُهَا وَالعَوَالي | لَتَخُوضَنّ دُونَهُ الأهْوَالا |
وَلَتَمْضِنّ حَيثُ لا يَجِدُ الرّمـ | ـحُ مَداراً وَلا الحصانُ مَجَالا |
لا ألُومُ ابنَ لاوُنٍ مَلِكَ الرّو | م وَإنْ كانَ ما تَمَنّى مُحَالاَ |
أقْلَقَتْهُ بَنِيّةٌ بَينَ أُذْنَيْـ | ـهِ وَبَانٍ بَغَى السّماءَ فَنَالا |
كُلّما رَامَ حَطّها اتّسَعَ البَنْـ | ـيُ فَغَطّى جَبينَهُ وَالقَذالا |
يَجْمَعُ الرّومَ وَالصَّقالِبَ وَالبُلْـ | ـغَارَ فيهَا وَتَجْمَعُ الآجَالا |
وَتُوافيهِمِ بها في القَنَا السُّمْـ | ـرِ كمَا وَافَتِ العِطاشُ الصِّلالا |
قَصَدوا هَدْمَ سُورِهَا فَبَنَوْهُ | وَأتَوْا كَيْ يُقَصّرُوهُ فَطَالا |
وَاستَجَرّوا مكايِدَ الحَرْبِ حتى | تَرَكُوها لهَا عَلَيْهِمْ وَبَالا |
رُبّ أمْرٍ أتَاكَ لا تَحْمَدُ الفَعّـ | ـالَ فيهِ وَتَحْمَدُ الأفْعَالا |
وَقِسِيٍّ رُمِيتَ عَنها فَرَدّتْ | في قُلُوبِ الرّماةِ عَنكَ النّصَالا |
أخذوا الطُّرْقَ يَقطَعُونَ بها الرّسْـ | ـلَ فَكانَ انقِطاعُهَا إرْسَالا |
وَهُمُ البَحْرُ ذو الغَوَارِبِ إلاّ | أنّهُ صَارَ عندَ بحرِكَ آلا |
مَا مَضَوْا لم يُقاتِلُوكَ وَلَكِـ | ـنّ القِتالَ الذي كَفاكَ القِتَالا |
وَالذي قَطّعَ الرّقابَ مِنَ الضّرْ | بِ بكَفّيْكَ قَطّعَ الآمَالا |
وَالثّباتُ الذي أجادوا قَديماً | عَلّمَ الثّابِتِينَ ذا الإجْفَالا |
نَزَلُوا في مَصَارِعٍ عَرَفُوهَا | (يَنْدُبُونَ الأعْمَامَ وَالأخْوَالا |
تَحْمِلُ الرّيحُ بَيْنَهُمْ شَعَرَ الهَا | مِ وَتَذْرِي عَلَيهِمِ الأوْصَالا |
تُنْذِرُ الجِسْمَ أنْ يَقُومَ لَدَيها | فتُريهِ لِكُلّ عُضْوٍ مِثَالا |
أبْصَرُوا الطّعنَ في القلوبِ دِراكاً | قَبلَ أنْ يُبصِرُوا الرّماحَ خَيَالا |
وَإذا حاوَلَتْ طِعانَكَ خَيْلٌ | أبْصَرتْ أذْرُعَ القَنَا أمْيَالا |
بَسَطَ الرّعبُ في اليَمينِ يَميناً | فَتَوَلّوْا وَفي الشّمالِ شِمَالا |
يَنفُضُ الرّوْعُ أيدياً ليسَ تدري | أسُيُوفاً حَمَلْنَ أمْ أغْلالا |
وَوُجوهاً أخافَها مِنكَ وَجْهٌ | تَرَكَتْ حُسْنَهَا لَهُ وَالجَمَالا |
وَالعِيانُ الجَليُّ يُحْدِثُ للظّـ | ـنّ زَوالاً وَللمُرادِ انْتِقالا |
وَإذا ما خَلا الجَبَانُ بأرْضٍ | طَلَبَ الطّعْنَ وَحدَهُ وَالنّزَالا |
أقْسَمُوا لا رَأوْكَ إلاّ بقَلْبٍ | طَالَما غَرّتِ العُيُونُ الرّجَالا |
أيُّ عَيْنٍ تَأمّلَتْكَ فَلاقَتْـ | ـكَ وَطَرْفٍ رَنَا إلَيْكَ فَآلا |
مَا يَشُكُّ اللّعِينُ في أخْذِكَ الجَيـ | ـشَ فَهَلْ يَبعَثُ الجُيوشَ نَوَالا |
مَا لمَنْ يَنصِبُ الحَبَائِلَ في الأرْ | ضِ وَمَرْجاهُ أن يَصِيدَ الهِلالا |
إنّ دونَ التي على الدّرْبِ وَالأحْـ | ـدَبِ وَالنّهْرِ مِخلَطاً مِزْيَالا |
غَصَبَ الدّهْرَ وَالمُلُوكَ عَلَيْها | فَبَناهَا في وَجنَةِ الأرْضِ خَالا |
فهيَ تمشي مَشْيَ العَرُوسِ اختِيالاً | وَتَثَنّى عَلى الزّمَانِ دَلالا |
وَحَمَاهَا بكُلّ مُطّرِدِ الأكْـ | ـعُبِ جَوْرَ الزّمَانِ وَالأوْجَالا |
وَظُبىً تَعْرِفُ الحَرامَ مِنَ الحِـ | ـلّ فَقَدْ أفنَتِ الدّمَاءَ حَلالا |
في خَميسٍ مِنَ الأُسودِ بَئيسٍ | يَفْتَرِسْنَ النّفُوسَ وَالأمْوَالا |
إنّمَا أنْفُسُ الأنِيسِ سِبَاعٌ | يَتَفَارَسْنَ جَهْرَةً وَاغْتِيالا |
مَنْ أطاقَ التِماسَ شيءٍ غِلاباً | وَاغْتِصاباً لم يَلْتَمِسْهُ سُؤالا |
كُلُّ غادٍ لحَاجَةٍ يَتَمَنّى | أنْ يكونَ الغَضَنْفَرَ الرّئْبَالا |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
مواضيع مماثلة
» المتنبي : يا ذا المعالي ومعدن الأدب
» الشافعي :بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
» المتنبي :عيد بأية حال عدت يا عيد
» المتنبي :إلى أي حين أنت في زي محرم
» المتنبي :أي محل أرتقي
» الشافعي :بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
» المتنبي :عيد بأية حال عدت يا عيد
» المتنبي :إلى أي حين أنت في زي محرم
» المتنبي :أي محل أرتقي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى