الفرزدق :أقول لصاحبي من التعزي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الفرزدق :أقول لصاحبي من التعزي
أقُولُ لِصَاحبَيّ مِن التّعَزّي، | وَقَدْ نَكّبْنَ أكْثِبَةَ العُقَارِ |
أعِينَاني عَلى زَفَرَاتِ قَلْبٍ، | يَحِنّ بِرَامَتَينِ إلى النَّوَارِ |
إذا ذُكِرَتْ نَوَارُ لَهُ اسْتَهَلّتْ | مَدامِعُ مُسْبِلِ العَبَرَاتِ جَارِ |
فَلَمْ أرَ مِثْلَ ما قَطَعَتْ إلَيْنَا | مِن الظُّلَمِ الحَنادِسِ وَالصّحارِي |
تَخُوضُ فُرُوجَهُ حَتى أتَتْنَا | عَلى بُعْدِ المُنَاخِ مِنَ المَزَارِ |
وَكَيْفَ وِصَالُ مُنقَطِعٍ طَرِيدٍ | يَغُورُ مَعَ النّجومِ إلى المَغَارِ |
كَسَعْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ وَلّى | إلى شَرّ القَبَائِلِ وَالدّيَارِ |
إلى أهْلِ المَضَايِقِ مِنْ كُلَيْبٍ | كِلابٍ تَحْتَ أخْبِيَةٍ صِغَارِ |
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ، | ذَوِي الحُمُرَاتِ وَالعَمَدِ القِصَارِ |
نِسَاءٌ بِالمَضَايِقِ مَا يُوَارِي | مَخَازِيَهُنّ مُنْتَقَبُ الخِمَارِ |
ولَوْ تُرْمى بِلُؤمِ بَني كُلَيْبٍ | نُجُومُ اللّيلِ ما وَضَحَتْ لسارِي |
وَلَوْ لَبِسَ النّهارَ بَنُو كُلَيْبٍ | لَدَنّسَ لُؤمُهُمْ وَضَحَ النّهارِ |
وَمَا يَغْدُو عَزِيزُ بَني كُلَيْبٍ | لِيَطْلُبَ حَاجَةً إلاّ بِجَارِ |
بَنُو السِّيدِ الأشَائِمُ للأعَادِي، | نَمَوْني لِلْعُلَى وَبَنو ضِرَارِ |
وَعَائِذَةُ الّتي كَانَتْ تَمِيمٌ | تُقَدّمُهَا لِمَحْمِيَةِ الذِّمَارِ |
وَأصْحابُ الشّقِيقَةِ يَوْمَ لاقَوْا | بعني شَيْبانَ بِالأسَلِ الحِرَارِ |
وَسَامٍ عَاقِدٍ خَرَزَاتِ مُلْكٍ | يَقُودُ الخَيْلَ تَنْبِذُ بِالمهارِ |
أنَاخَ بِهِمْ مُغاضَبَةً فَلاقَى | شَعُوبَ المَوْتِ أوْ حَلَقَ الإسَارِ |
وَفَضّلَ آلَ ضَبّةَ كُلَّ يَوْمٍ | وَقَائِعُ بِالمُجَرَّدَةِ العَوَارِي |
وَتَقْدِيمٌ، إذا اعْتَرَكَ المَنَايَا، | بجُرْدِ الخَيْلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ |
وَتَقْتِيلُ المُلُوكِ ، وَإنّ مِنْهُمْ | فَوَارِسَ يَوْمَ طِخْفَةَ وَالنِّسارِ |
وَإنّهُمُ هُمُ الحَامُونَ لَمّا | تَوَاكَل مَنْ يَذُودُ عَنِ الذِّمَارِ |
وَمِنْهُمْ كانَتِ الرّؤسَاءُ قِدْماً، | وَهُمْ قَتلُوا العَدُأ بِكُلّ دارِ |
فَمَا أمْسَى لِضَبّةَ مِنْ عَدُوٍّ | يَنَامُ، وَلا يُنِيمُ مِنَ الحِذَارِ |
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى