ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  Empty الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف اعصار الثلاثاء 17 مايو - 15:13:29

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ
أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنـْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا
يَعْمَلُونَ (66) الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1
ثم قال جل وعلا ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا )
أي: لو أنهم آمنوا بالله ورسوله، واتقوا ما كانوا يتعاطونه من المحارم
والمآثم ( لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ
جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) أي: لأزلنا عنهم المحذور ولحصّلْناهم الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP المقصود .
( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ وَمَا أُنـزلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ ) قال ابن عباس، وغيره: يعني القرآن. ( لأكَلُوا
مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) أي: لو أنهم عملوا بما في
الكتب التي بأيديهم عن الأنبياء، على ما هي عليه، من غير تحريف ولا تغيير
ولا تبديل، لقادهم ذلك إلى اتباع الحق والعمل بمقتضى ما بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فإن كتبهم ناطقة بتصديقه والأمر باتباعه حتمًا لا محالة.
وقوله: ( لأكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) يعني بذلك الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP كثرة الرزق النازل عليهم من السماء والنابت لهم من الأرض.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ( لأكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ ) يعني: لأرسل [السماء] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عليهم مدرارًا، ( وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) يعني: يخرج من الأرض بركاتها.
وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، والسُّدِّي، كما قال [تعالى] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ
بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الأعراف: 96]، الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وقال: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
[لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الروم:41]. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال بعضهم: معناه ( لأكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) يعني: من غير كَد ولا تعب ولا شقاء ولا عناء.
وقال ابن جرير: قال بعضهم: معناه: لكانوا في الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الخير، كما يقول القائل: "هو في الخير من قرَنه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP إلى قدمه". ثم رد هذا القول لمخالفة أقوال السلف الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وقد ذكر ابن أبي حاتم، عند قوله: ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ ) حديث الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
علقمة، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أن يرفع العلم". فقال زياد بن لبيد:
يا رسول الله، وكيف يرفع العلم وقد قرأنا القرآن وعلمناه أبناءنا؟! قال الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ثكلتك أمك يا ابن لبيد! إن كنت لأراك الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP من أفقه أهل المدينة، أوليست الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى، فما أغنى عنهم حين تركوا أمر
الله" ثم قرأ ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ )
هكذا أورده الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ابن أبي حاتم حديثًا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP معلقًا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2 من أول إسناده، مرسلا في آخره. وقد رواه الإمام أحمد بن حنبل متصلا موصولا فقال:
حدثنا وَكِيع، حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن زياد بن لَبِيد قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: "وذاك عند الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
ذهاب العلم". قال: قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن
ونُقْرئه أبناءنا، ويُقْرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال: "ثكلتك
أمك يا ابن أم لبيد، إن كنتُ لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه
اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء"
وكذا رواه ابن ماجه، عن أبى بكر بن أبي شيبة، عن وكيع بإسناده نحوه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2 وهذا إسناد صحيح.
وقوله: ( مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) كقوله تعالى: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الأعراف:159]، وكقوله عن أتباع عيسى: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ [وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الحديد:27]. فجعل أعلى مقاماتهم الاقتصاد، وهو الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP أوسط مقامات هذه الأمة، وفوق ذلك رتبة السابقين الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP كما في قوله تعالى: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 ثُمَّ
أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 الآية [فاطر:32 ، 33]. والصحيح أن الأقسام الثلاثة من هذه الأمة يدخلون الجنة.
وقد قال أبو بكر بن مَرْدُويه: حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أحمد بن
يونس الضَّبِّي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا أبو مَعْشَر، عن يعقوب بن يزيد
بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: "تفرقت أمة موسى على إحدى الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وسبعين ملة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على
ثنتين وسبعين ملة، واحدة منها في الجنة وإحدى وسبعون منها في النار، وتعلو
أمتي على الفرقتين جميعًا. واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار".
قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "الجماعات الجماعات".
قال يعقوب بن يزيد الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
كان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، تلا فيه قرآنا: ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ
جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) إلى قوله تعالى: ( مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) وتلا أيضًا: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الأعراف:181] يعني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وهذا حديث غريب جدًا من هذا الوجه وبهذا السياق. وحديثُ افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مَرْوي من طرق عديدة، وقد ذكرناه في موضع آخر. ولله الحمد والمنة.
الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنـْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ
لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1
يقول تعالى مخاطبًا عبده ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم باسم
الرسالة، وآمرًا له بالإبلاغ بجميع ما أرسله الله به، وقد امتثل صلوات الله
وسلامه عليه ذلك، وقام به أتمّ القيام.
قال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن
إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: من حَدّثَك أن محمدًا صلى
الله عليه وسلم الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP كتم شيئًا مما أُنـزل عليه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP فقد كذب، الله الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP يقول: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) الآية.
هكذا رواه ههنا مختصرًا، وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولا. وكذا رواه
مسلم في "كتاب الإيمان"، والترمذي والنسائي في "كتاب التفسير" من سننهما من
طرق، عن عامر الشعبي، عن مسروق بن الأجدع، عنها رضي الله عنها. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وفي الصحيحين عنها أيضا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP أنها قالت: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما من القرآن شيئًا لكتم هذه الآية: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الأحزاب:37]. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP هارون بن عنترة، عن أبيه قال: كنت عند ابن عباس فجاء الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
رجل فقال له: إن ناسًا يأتونا فيخبرونا أن عندكم شيئًا لم يبده رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم للناس. فقال: ألم تعلم أن الله تعالى قال: ( يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) والله ما
ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداءَ في بيضاء.
وهذا إسناد جيد، وهكذا في صحيح البخاري من رواية أبي جُحَيفَة وهب بن
عبد الله السّوائي قال: قلت لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: هل عندكم شيء
من الوحي مما ليس في القرآن؟ فقال: لا والذي الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فَهْمًا يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في
هذه الصحيفة. قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفَكَاك الأسير، وألا
يقتل مسلم بكافر الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP .
وقال البخاري: قال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وقد شهدت له أمته ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل، في خطبته يوم حجة الوداع، وقد كان هناك من الصحابه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP نحو من أربعين ألفًا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
كما ثبت في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال في خطبته يومئذ: "أيها الناس، إنكم مسئولون عني، فما أنتم
قائلون؟" قالوا: نشهد أنك قد بَلّغت وأدّيتَ ونصحت. فجعل يرفع إصبعه إلى
السماء ويَقلبها الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP إليهم ويقول: "اللهم هل بَلَّغْتُ، اللهم هل بلغت". الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن نُمير، حدثنا فضيل -يعني ابن غَزْوان-عن
عِكْرمَة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع: "يأيها الناس، أيّ يوم هذا؟" قالوا: يوم حرام. قال: "أيّ بلد هذا؟"
قالوا: بلد حرام. قال: "فأيّ شهر هذا؟" قالوا: شهر حرام. قال: "فإن
أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في
شهركم هذا". ثم أعادها مرارًا. ثم رفع إصبعه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
إلى السماء فقال: "اللهم هل بلغت!" مرارًا -قال: يقول ابن عباس: والله
لَوصِيَّةٌ إلى ربه عز وجل-ثم قال: "ألا فليبلغ الشاهدُ الغائِبَ، لا
ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض".
وقد روى البخاري عن علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد عن فضيل بن غزوان، به نحوه. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقوله: ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) يعني: وإن
لم تُؤد إلى الناس ما أرسلتك به ( فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) أي: وقد
عَلِم ما يترتب على ذلك لو وقع.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) يعني: إن كتمت آية مما أنـزل إليك من ربك لم تبلغ
رسالته.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا قُبَيْصة بن عُقْبَةَ الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
حدثنا سفيان، عن رجل، عن مجاهد قال: لما نـزلت: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ
بَلِّغْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) قال: "يا رب، كيف أصنع وأنا
وحدي؟ يجتمعون عليَّ". فنـزلت ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ )
ورواه ابن جرير، من طريق سفيان -وهو الثوري-به.
وقوله: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) أي: بلغ أنت رسالتي، وأنا حافظك وناصرك ومؤيدك على أعدائك ومظفرك بهم، فلا تخف ولا تحزن، فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نـزول هذه الآية يُحْرَس الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP كما قال الإمام أحمد:
حدثنا يزيد، حدثنا يحيى، قال سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث: أن
عائشة كانت تحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سَهِر ذات ليلة، وهي إلى
جنبه، قالت: فقلتُ: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: "ليت رجلا صالحاً من
أصحابي يحرسني الليلة؟" قالت: فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال:
"من هذا؟" فقال: أنا سعد بن مالك. فقال: "ما جاء بك؟" قال: جئت لأحرسك يا
رسول الله. قالت: فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه. أخرجاه
في الصحيحين من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، به. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وفي لفظ: سَهِر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة مَقْدَمِه المدينة. يعني: على أثر هجرته [إليها] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بعد دخوله بعائشة، رضي الله عنها، وكان ذلك في سنة ثنتين منها.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري نـزيل مصر، حدثنا
مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحارث بن عُبَيد -يعني أبا قدامة-عن الجُرَيري، عن
عبد الله بن شَقِيق، عن عائشة [رضي الله عنها] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحْرَس حتى نـزلت هذه الآية: (
وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قالت: فأخرج النبي صلى الله عليه
وسلم رأسه من القُبَّة، وقال: "يأيها الناس، انصرفوا فقد عصمني الله عز
وجل".
وهكذا رواه الترمذي، عن عبد بن حُمَيد وعن نصر بن علي الجَهْضمي، كلاهما عن مسلم بن إبراهيم، به. ثم قال: وهذا حديث غريب.
وهكذا رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه، من طريق مسلم بن إبراهيم، به.
ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وكذا رواه سعيد بن منصور، عن
الحارث بن عُبَيد أبي قدامة [الأيادي] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عن الجُرَيري، عن عبد الله بن شَقِيق، عن عائشة، به. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
ثم قال الترمذي: وقد روى بعضهم هذا عن الجُرَيري، عن ابن شقيق قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس. ولم يذكر عائشة.
قلت: هكذا رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ، وابن مردويه من طريق وُهَيْب الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP كلاهما عن الجُرَيري، عن عبد الله بن شقيق مرسلا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2 وقد روى هذا مرسلا عن سعيد بن جبَيْر ومحمد بن كعب القُرَظي، رواهما ابن جرير الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP والربيع بن أنس رواه ابن مردويه، ثم قال:
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن رِشدِين المصري، حدثنا خالد بن عبد السلام الصَّدفي، حدثنا الفضل بن المختار، عن عبد الله الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بن مَوْهَب، عن عصمة بن مالك الْخَظْمي الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نـزلت: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) فترك الحرس. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا حمد الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بن محمد بن حمد أبو نصر الكاتب البغدادي، حدثنا كُرْدُوس بن محمد الواسطي، حدثنا معلي بن عبد الرحمن الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: كان العباس عم رسول الله الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه، فلما نـزلت هذه الآية: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ترك رسول الله الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم الحرس. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
حدثنا علي بن أبي حامد المديني، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد
بن مُفَضَّل بن إبراهيم الأشعري، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن معاوية بن
عمار، حدثنا أبي قال: سمعت أبا الزبير المكي يحدث، عن جابر بن عبد الله
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بعث معه أبو طالب من يكلؤه،
حتى نـزلت: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) فذهب ليبعث معه، فقال:
"يا عم، إن الله قد عصمني، لا حاجة لي إلى من تبعث".
وهذا حديث غريب وفيه نكارة الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP فإن هذه الآية مدنية، وهذا الحديث يقتضي أنها مكية.
ثم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو
كُرَيْب، حدثنا عبد الحميد الحمَّاني، عن النضر، عن عكرمة، عن ابن عباس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس، فكان يرسل معه أبو طالب كل
يوم رجالا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
من بني هاشم يحرسونه، حتى نـزلت عليه هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )
قال: فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه، فقال: "إن الله قد عصمني من الجن
والإنس".
ورواه الطبراني عن يعقوب بن غَيْلان العماني، عن أبي كريب به. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP

وهذا أيضا غريب. والصحيح أن هذه الآية مدنية، بل هي من أواخر ما نـزل بها، والله أعلم.
ومن عصمة الله [عز وجل] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
لرسوله حفْظُه له من أهل مكة وصناديدها وحسادها ومُعَانديها ومترفيها، مع
شدة العداوة والبَغْضة ونصب المحاربة له ليلا ونهارًا، بما يخلقه الله
تعالى من الأسباب العظيمة بقَدَره وحكمته الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
العظيمة. فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب، إذ كان رئيسًا مطاعًا
كبيرًا في قريش، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه
وسلم لا شرعية، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها، ولكن لما كان
بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر هابوه واحترموه، فلما مات أبو طالب نال منه
المشركون أذى يسيرًا، ثم قيض الله [عز وجل] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
له الأنصار فبايعوه على الإسلام، وعلى أن يتحول إلى دارهم -وهي المدينة،
فلما صار إليها حَمَوه من الأحمر والأسود، فكلما هم أحد من المشركين وأهل
الكتاب بسوء كاده الله ورد كيده عليه، لما كاده اليهود بالسحر حماه الله
منهم، وأنـزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء، ولما سم اليهود ذراع
تلك الشاة بخيبر، أعلمه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الله به وحماه [الله] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP منه؛ ولهذا أشباه كثيرة جدًا يطول ذكرها، فمن ذلك ما ذكره المفسرون عند هذه الآية الكريمة:
فقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا أبو
مَعْشَرٍ، عن محمد بن كعب القُرَظِي وغيره قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا نـزل منـزلا اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها. فأتاه
أعرابي فاخترط سيفه ثم قال: من يمنعك مني؟ فقال: "الله عز وجل"، فَرُعِدَت
يد الأعرابي وسقط السيف منه، قال: وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه،
فأنـزل الله عز وجل: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد
القَطَّان، حدثنا زيد بن الحُبَاب، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني زيد بن
أسلم، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه
وسلم بني أنمار، نـزل ذات الرِّقاع الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بأعلى نخل، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه، فقال غَوْرَث بن الحارث الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
من بني النجار: لأقتلن محمدًا. فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له:
أعطني سيفك. فإذا أعطانيه قتلته به، قال: فأتاه فقال: يا محمد، أعطني سيفك
أشيمُه. فأعطاه إياه، فَرُعدت يده حتى سقط السيف من يده، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "حال الله بينك وبين ما تريد" فأنـزل الله، عز وجل: (
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ
لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ )
وهذا حديث غريب من هذا الوجه وقصة "غَوْرَث بن الحارث" مشهورة في الصحيح. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP

وقال أبو بكر بن مَرْدُويه: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم،
حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا آدم، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كنا إذا صحبنا الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها، فينـزل
تحتها، فنـزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها، فجاء رجل فأخذه فقال: يا
محمد، من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله يمنعني منك،
ضع السيف". فوضعه، فأنـزل الله، عز وجل: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ )
وكذا رواه أبو حاتم بن حِبَّان في صحيحه، عن عبد الله بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن المؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت أبا إسرائيل
-يعني الجُشَمي-سمعت جَعْدَة -هو ابن خالد بن الصِّمَّة الجشمي-رضي الله
عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى رجلا سمينًا، فجعل النبي صلى
الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده ويقول: "لو كان هذا في غير هذا لكان
خيرًا لك". قال: وأتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقال: هذا أراد أن
يقتلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم تُرَع، لم تُرَع، ولو أردتَ ذلك
لم يسلطك الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الله عليَّ". الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) أي: بلغ أنت، والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كما قال: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [البقرة:272] وقال الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1 [الرعد:40].
الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B2 قُلْ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا
التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) لَقَدْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلا
كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا
كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  B1
يقول تعالى: قل يا محمد: ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ
) أي: من الدين، ( حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ ) أي: حتى
تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنـزلة من الله على الأنبياء، وتعملوا
بما فيها ومما فيها الأمر الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
باتباع بمحمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بمبعثه، والاقتداء بشريعته؛
ولهذا قال ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد، في قوله: ( وَمَا أُنـزلَ
إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعني: القرآن العظيم.
وقوله: ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) تقدم تفسيره ( فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ
الْكَافِرِينَ ) أي: فلا تحزن عليهم ولا يَهيدنَّك ذلك منهم.
ثم قال: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) وهم: المسلمون ( وَالَّذِينَ
هَادُوا ) وهم: حملة التوراة ( وَالصَّابِئُونَ ) -لما طال الفصل حسن العطف
بالرفع. والصابئون: طائفة بين الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP النصارى والمجوس، ليس لهم دين. قاله مجاهد، وعنه: بين الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP اليهود والمجوس. وقال سعيد بن جبير: بين الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP اليهود والنصارى، وعن الحسن [والحكم] الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
إنهم كالمجوس. وقال قتادة: هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى غير
القبلة، ويقرؤون الزبور. وقال وَهْب بن مُنَبّه: هم قوم يعرفون الله وحده،
وليست لهم شريعة يعملون بها، ولم يحدثوا كفرًا.
وقال ابن وَهْب: أخبرني ابن أبي الزَّنَاد، عن أبيه قال: الصابئون: قوم
مما يلي العراق، وهم بكوثى، وهم يؤمنون بالنبيين كلهم، ويصومون كل سنة
ثلاثين يوما، ويصلون إلى اليمن كل يوم خمس صلوات. وقيل غير ذلك.
وأما النصارى فمعروفون، وهم حملة الإنجيل.
والمقصود: أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
الآخر، وهو المعاد والجزاء يوم الدين، وعملت عملا صالحًا، ولا يكون ذلك
كذلك حتى يكون موافقًا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع
الثقلين فمن اتصف بذلك ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلونه الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) وقد تقدم الكلام على نظيراتها في سورة البقرة، بما أغنى عن إعادته. الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
يذكر تعالى أنه أخذ العهود والمواثيق على بني إسرائيل، على السمع
والطاعة لله ولرسوله، فنقضوا تلك العهود والمواثيق، واتبعوا آراءهم
وأهواءهم وقدموها على الشرائع، فما وافقهم منها قبلوه، وما خالفهم ردوه؛
ولهذا قال: ( كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ
فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ )



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:00:18

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف اعصار الثلاثاء 17 مايو - 16:31:25

نورت الموضوع مشكور



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:21:40

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء السادس عشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 22:01:43

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى