الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النبأ
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النبأ
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)
يقول تعالى مخبرًا عن السعداء وما أعد لهم تعالى من الكرامة والنعيم
المقيم، فقال: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ) قال ابن عباس والضحاك:
متنـزها. وقال مجاهد، وقتادة: فازوا، فنجوا من النار. الأظهر هاهنا قولُ بن
عباس؛ لأنه قال بعده: (حَدَائِقَ ) وهي البساتين من النخيل وغيرها
(وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) أي: وحورًا كواعب. قال ابن عباس
ومجاهد، وغير واحد: (كواعب ) أي: نواهد، يعنون أن ثُدُيَّهن نواهد لم
يتدلين لأنهن أبكار عُرُب أتراب، أي: في سن واحدة، كما تقدم بيانه في سورة
"الواقعة".
قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدّشتكيّ،
حدثني أبي، عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد رب بن تيم اليشكرى، حدثنا عطية
بن سليمان أبو الغيث، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي، عن
أبي أمامة: أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن قُمُص
أهل الجنة لتبدو من رضوان الله، وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم: يا أهل
الجنة، ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب"
وقوله: (وَكَأْسًا دِهَاقًا ) قال ابن عباس: مملوءة متتابعة. وقال
عكرمة: صافية. وقال مجاهد، والحسن وقتادة، وابن زيد: (دهاقا ) الملأى
المترعة. وقال مجاهد وسعيد بن جبير: هي المتتابعة.
وقوله: (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا ) كقوله: لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ [الطور : 23] أي: ليس فيها كلام لاغٍ عَارٍ عن الفائدة، ولا إثم كذب، بل هي دار السلام، وكل كلام فيها سالم من النقص.
وقوله: (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ) أي: هذا الذي ذكرناه
جازاهم الله به وأعطاهموه، بفضله ومَنِّه وإحسانه ورحمته؛ (عَطَاءً
حِسَابًا ) أي: كافيًا وافرًا شاملا كثيرًا؛ تقول العرب: "أعطاني فأحسبني"
أي: كفاني. ومنه "حسبي الله" ، أي: الله كافيّ.
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)
إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا
قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله، وأنه رب السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، وأنه الرحمن الذي شملت رحمته كل شيء.
وقوله: (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ) أي: لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه، كقوله: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ [البقرة : 255] ، وكقوله: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ [هود : 105]
وقوله: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا
يَتَكَلَّمُونَ ) اختلف المفسرون في المراد بالروح هاهنا، ما هو؟ على
أقوال:
أحدها: رواه العوفي، عن ابن عباس: أنهم أرواح بني آدم.
الثاني: هم بنو آدم. قاله الحسن، وقتادة، وقال قتادة: هذا مما كان ابن عباس يكتمه.
الثالث: أنهم خَلق من خلق الله، على صُور بني آدم، وليسوا بملائكة ولا
ببشر، وهم يأكلون ويشربون. قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو صالح والأعمش.
الرابع: هو جبريل. قاله الشعبي، وسعيد بن جبير، والضحاك. ويستشهد لهذا القول بقوله: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [الشعراء : 193 ، 194] وقال مقاتل بن حيان: الروح: أشرف الملائكة، وأقرب إلى الرب عز وجل، وصاحب الوحي.
والخامس: أنه القرآن. قاله ابن زيد، كقوله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا الآية [الشورى : 52].
والسادس: أنه ملك من الملائكة بقدر جميع المخلوقات؛ قال علي بن أبي
طلحة، عن ابن عباس: قوله: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ) قال: هو ملك عظيم من
أعظم الملائكة خلقًا.
وقال ابن جرير: حدثني محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا رَواد بن الجراح، عن أبي حمزة،
عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود قال: الروح: في السماء الرابعة هو أعظم
من السموات ومن الجبال ومن الملائكة، يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة،
يخلق الله من كل تسبيحة مَلَكًا من الملائكة يجيء يوم القيامة صفًا وحده ، وهذا قول غريب جدًا.
وقد قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله بن عرْس المصري، حدثنا وهب [الله بن رزق أبو هريرة، حدثنا بشر بن بكر]
، حدثنا الأوزاعي، حدثني عطاء، عن عبد الله بن عباس: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: "إن لله ملكا لو قيل له: التقم السماوات السبع
والأرضين بلقمة واحدة، لفعل، تسبيحه: سبحانك حيث كنت" .
وهذا حديث غريب جدًا، وفي رفعه نظر، وقد يكون موقوفًا على ابن عباس، ويكون مما تلقاه من الإسرائيليات، والله أعلم.
وتَوَقَّفَ ابنُ جرير فلم يقطَع بواحد من هذه الأقوال كلها، والأشبه -والله أعلم-أنهم بنو آدم.
وقوله: (إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ ) كقوله: لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ [هود : 105]. وكما ثبت في الصحيح: "ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل".
وقوله (وَقَالَ صَوَابًا ) أي: حقا، ومن الحق: "لا إله إلا الله" ، كما قاله أبو صالح، وعكرمة.
وقوله: (ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ) أي: الكائن لا محالة، (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ) أي: مرجعا وطريقا يهتدي إليه ومنهجا يمر به عليه.
وقوله: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) يعني: يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبا، لأن كل ما هو آت آت.
(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) أي: يعرض عليه جميع أعماله، خيرها وشرها، قديمها وحديثها، كقوله: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا [الكهف : 49] ، وكقوله: يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ [القيامة : 13] .
(وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ) أي: يود الكافر
يومئذ أنه كان في الدار الدنيا ترابا، ولم يكن خُلِقَ، ولا خرج إلى الوجود.
وذلك حين عاين عذاب الله، ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سُطَّرت عليه بأيدي
الملائكة السَّفَرة الكرام البَرَرة، وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين
الحيوانات التي كانت في الدنيا، فيفصل بينها بحكمه
العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجمَّاء من القرناء. فإذا فرغ من
الحكم بينها قال لها: كوني ترابا، فتصير ترابا. فعند ذلك يقول الكافر:
(يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ) أي: كنت حيوانا فأرجع إلى التراب. وقد
ورد معنى هذا في حديث الصّور المشهور وورد فيه آثار عن أبي هُرَيرة، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما.
[آخر تفسير سورة "عم" ]
يقول تعالى مخبرًا عن السعداء وما أعد لهم تعالى من الكرامة والنعيم
المقيم، فقال: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ) قال ابن عباس والضحاك:
متنـزها. وقال مجاهد، وقتادة: فازوا، فنجوا من النار. الأظهر هاهنا قولُ بن
عباس؛ لأنه قال بعده: (حَدَائِقَ ) وهي البساتين من النخيل وغيرها
(وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) أي: وحورًا كواعب. قال ابن عباس
ومجاهد، وغير واحد: (كواعب ) أي: نواهد، يعنون أن ثُدُيَّهن نواهد لم
يتدلين لأنهن أبكار عُرُب أتراب، أي: في سن واحدة، كما تقدم بيانه في سورة
"الواقعة".
قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدّشتكيّ،
حدثني أبي، عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد رب بن تيم اليشكرى، حدثنا عطية
بن سليمان أبو الغيث، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي، عن
أبي أمامة: أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن قُمُص
أهل الجنة لتبدو من رضوان الله، وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم: يا أهل
الجنة، ماذا تريدون أن أمطركم؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب"
وقوله: (وَكَأْسًا دِهَاقًا ) قال ابن عباس: مملوءة متتابعة. وقال
عكرمة: صافية. وقال مجاهد، والحسن وقتادة، وابن زيد: (دهاقا ) الملأى
المترعة. وقال مجاهد وسعيد بن جبير: هي المتتابعة.
وقوله: (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا ) كقوله: لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ [الطور : 23] أي: ليس فيها كلام لاغٍ عَارٍ عن الفائدة، ولا إثم كذب، بل هي دار السلام، وكل كلام فيها سالم من النقص.
وقوله: (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ) أي: هذا الذي ذكرناه
جازاهم الله به وأعطاهموه، بفضله ومَنِّه وإحسانه ورحمته؛ (عَطَاءً
حِسَابًا ) أي: كافيًا وافرًا شاملا كثيرًا؛ تقول العرب: "أعطاني فأحسبني"
أي: كفاني. ومنه "حسبي الله" ، أي: الله كافيّ.
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)
إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا
قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله، وأنه رب السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، وأنه الرحمن الذي شملت رحمته كل شيء.
وقوله: (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ) أي: لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه، كقوله: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ [البقرة : 255] ، وكقوله: يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ [هود : 105]
وقوله: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا
يَتَكَلَّمُونَ ) اختلف المفسرون في المراد بالروح هاهنا، ما هو؟ على
أقوال:
أحدها: رواه العوفي، عن ابن عباس: أنهم أرواح بني آدم.
الثاني: هم بنو آدم. قاله الحسن، وقتادة، وقال قتادة: هذا مما كان ابن عباس يكتمه.
الثالث: أنهم خَلق من خلق الله، على صُور بني آدم، وليسوا بملائكة ولا
ببشر، وهم يأكلون ويشربون. قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو صالح والأعمش.
الرابع: هو جبريل. قاله الشعبي، وسعيد بن جبير، والضحاك. ويستشهد لهذا القول بقوله: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [الشعراء : 193 ، 194] وقال مقاتل بن حيان: الروح: أشرف الملائكة، وأقرب إلى الرب عز وجل، وصاحب الوحي.
والخامس: أنه القرآن. قاله ابن زيد، كقوله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا الآية [الشورى : 52].
والسادس: أنه ملك من الملائكة بقدر جميع المخلوقات؛ قال علي بن أبي
طلحة، عن ابن عباس: قوله: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ) قال: هو ملك عظيم من
أعظم الملائكة خلقًا.
وقال ابن جرير: حدثني محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا رَواد بن الجراح، عن أبي حمزة،
عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود قال: الروح: في السماء الرابعة هو أعظم
من السموات ومن الجبال ومن الملائكة، يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة،
يخلق الله من كل تسبيحة مَلَكًا من الملائكة يجيء يوم القيامة صفًا وحده ، وهذا قول غريب جدًا.
وقد قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله بن عرْس المصري، حدثنا وهب [الله بن رزق أبو هريرة، حدثنا بشر بن بكر]
، حدثنا الأوزاعي، حدثني عطاء، عن عبد الله بن عباس: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: "إن لله ملكا لو قيل له: التقم السماوات السبع
والأرضين بلقمة واحدة، لفعل، تسبيحه: سبحانك حيث كنت" .
وهذا حديث غريب جدًا، وفي رفعه نظر، وقد يكون موقوفًا على ابن عباس، ويكون مما تلقاه من الإسرائيليات، والله أعلم.
وتَوَقَّفَ ابنُ جرير فلم يقطَع بواحد من هذه الأقوال كلها، والأشبه -والله أعلم-أنهم بنو آدم.
وقوله: (إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ ) كقوله: لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ [هود : 105]. وكما ثبت في الصحيح: "ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل".
وقوله (وَقَالَ صَوَابًا ) أي: حقا، ومن الحق: "لا إله إلا الله" ، كما قاله أبو صالح، وعكرمة.
وقوله: (ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ) أي: الكائن لا محالة، (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ) أي: مرجعا وطريقا يهتدي إليه ومنهجا يمر به عليه.
وقوله: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) يعني: يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبا، لأن كل ما هو آت آت.
(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) أي: يعرض عليه جميع أعماله، خيرها وشرها، قديمها وحديثها، كقوله: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا [الكهف : 49] ، وكقوله: يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ [القيامة : 13] .
(وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ) أي: يود الكافر
يومئذ أنه كان في الدار الدنيا ترابا، ولم يكن خُلِقَ، ولا خرج إلى الوجود.
وذلك حين عاين عذاب الله، ونظر إلى أعماله الفاسدة قد سُطَّرت عليه بأيدي
الملائكة السَّفَرة الكرام البَرَرة، وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين
الحيوانات التي كانت في الدنيا، فيفصل بينها بحكمه
العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجمَّاء من القرناء. فإذا فرغ من
الحكم بينها قال لها: كوني ترابا، فتصير ترابا. فعند ذلك يقول الكافر:
(يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ) أي: كنت حيوانا فأرجع إلى التراب. وقد
ورد معنى هذا في حديث الصّور المشهور وورد فيه آثار عن أبي هُرَيرة، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما.
[آخر تفسير سورة "عم" ]
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النبأ
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النبأ
شكرا على الموضوع
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النبأ
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة المرسلات
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الطلاق
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة التحريم
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النازعات
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الطلاق
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة التحريم
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة النازعات
» الجزء الثاني والأخير من تفسير سورة الليل
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى