صيــام مـرضى السكــري في رمضــان حــرام

 أفتت لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية بحُرمة صوم مرضى السكري وكل من يتلقوا أوامر بعدم الصوم من قبل أطبائهم، معتبرة ذلك بمثابة إلقاء الشخص لنفسه في التهلكة وهو الأمر الحرام شرعا، لقوله عز وجل: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، حيث رخصت وزارة الشؤون الدينية بالإفطار لمرضى السكري في شهر رمضان المقبل، في حال كان ذلك أمرا من طبيب مختص وثقة واعتبرت ذلك واجبا لأن الطبيب هو الجهة المخولة -حسبها- في مثل هذه الحالات بإعطاء الرخصة. وجهت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تعليما إلى مديرياتها عبر 48 ولاية تدعو الأئمة إلى تخصيص خُطب الجمعة المقبلة لتحسيس مرضى السكري، فضلا عن حملات للتبرع بالدم ودفع زكاة الفطر تحسبا لشهر رمضان المقبل، حيث تضمنت التعليمات إلزام الأئمة بالتأكيد على ضرورة ربط العلم بالدين في مسألة الصيام لإقناع بعض المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة بعدم الصيام، وهذا من خلال تفعيل دور الأئمة والمرشدات الذين يتصلون مباشرة بالمواطنين لفهم العلاقة الموجودة بين الصوم والمرض، وما هي درجة المرض الذي تصحّ فيه الرخصة. كما قال الأستاذ رابح مرابطي، ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس، على هامش منتدى إطلاق الحملة السنوية لداء السكري ورمضان، إن شريحة مرضى السكري لا تخلو من ثلاث حالات، أولها يمكن لصاحبها أن يصوم شهر رمضان المقبل، بمعنى أنه لا يؤثر فيه الصيام، بل يجد راحة في نفسه بعد استشارة الطبيب المختص، أما الحالة الثانية فيستطيع المصاب بالسكري أن يصوم، لكن بصعوبة، وفي حال وجد مشقة فيجب عليه أن يفطر، سواء جرّب بنفسه أو استشار الطبيب الذي رخص له الصيام. وأضاف المتحدث أن الحالة الثالثة والخطيرة هي عندما يطلب الطبيب من المريض المصاب بداء السكري أن يفطر، فالصيام بالنسبة لهذا الشخص حرام، ولا يعتبر طاعة بل معصية، ويجب عليه أن يفطر ويأخذ بنصيحة الطبيب وأن يأخذ بهذه الرخصة، وفي حال صام فإن صومه صحيح لكنه آثم، لأنه أدى بنفسه إلى التهلكة باعتبار صحته ملكا لله عز وجل، وإن صام المريض في هذه الحالة فإنه يعرض نفسه للهلاك أو يزيد من مضاعفات أو يتأخر العلاج، خاصة وتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف. وأفتى ممثل لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية بجواز إفطار هذه الفئة خلال شهر رمضان المقبل، مع دفع فدية إطعام مسكين لكل يوم، داعيا المصابين بداء السكري الذين يحذرهم الطبيب من مشقة الصوم بضبط أنفسهم والعمل بالشريعة الإسلامية ولا يرموا بأنفسهم إلى التهلكة، مؤكدا أن الله يضاعف أجرهم إذا عوّضوا عدم صيامهم بالصدقة خلال الشهر العظيم.