عنترة بن شداد : بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَد
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عنترة بن شداد : بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَد
بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَد | طللٌ لعبلة َ مستهلُّ المعهدِ |
يا مسرحَ الآرام في وادي الحمى | هل فيكَ ذو شجنٍ يروحُ ويغتدي |
في أَيمَن العَلميْن دَرْسُ مَعالمٍ | أوهى بها جلدي وبانَ تجلدِي |
منْ كلّ فاتنة ٍ تلفتْ جيدُها | مرحاً كسالفة ِ الغزالِ الأغيد |
يا عبْلُ كمْ يُشْجَى فُؤَادي بالنَّوى | ويرُعني صَوْتُ الغُرابِ الأَسودِ |
كيف السُّلوُّ وما سمعتُ حمائماً | يَنْدُبْنَ إلاّ كُنْتُ أوَّلَ منْشِدِ |
ولقدْ حبستُ الدَّمع لا بخلاً بهِ | يوْم الوداعِ على رُسوم المَعهَدِ |
وسألتُ طير الدَّوح كم مثلي شجا | بأنينهِ وحنينهِ المتردّد |
ناديتهُ ومدامعي منهلة ٌ | أيْن الخليُّ منَ الشَّجيِّ المُكْمَدِ |
لو كنتَ مثلي ما لبثت ملوّناً | وهتفتّ في غضن النقا المتأوّد |
رَفعوا القبابَ على وُجوهٍ أشْرَقَتْ | فيها فغيّبت السهى في الفرقد |
واسْتوْقفُوا ماءَ العُيونِ بأعينٍ | مَكحولة بالسِّحْر لا بالإثمِدِ |
والشمسُ بين مضرَّجِ ومبلجٍ | والغُصنُ بين موَشَّحٍ ومقلَّدِ |
يطلعنَ بين سوالفٍ ومعاطف | وقلائد منْ لؤلوءٍ وزبرجدِ |
قالوا اللّقاء غداً بمنْعَرَج اللِّوى | واطولَ شَوْقِ المستَهامِ إلى غدِ |
وتخالُ أنفاسي إذا ردَّدتها | بين الطلول محتْ نقوشَ المبْرد |
وتنوفة ٍ مجهولة ٍ قد خضتها | بسنان رمحٍ نارهُ لمْ تخمدِ |
باكرتها في فتية ٍ عبسية ٍ | منْ كلِّ أرْوعَ في الكريهة ِ أصيدِ |
وتَرى بها الرَّاياتِ تَخفُقُ والقنا | وَتَرى العَجاجَ كمثْل بَحرٍ مُزْبدِ |
فهناك تنْظرُ آلُ عَبْسٍ مَوْقفي | والخيْلُ تَعثُر بالوشيج الأَمْلدِ |
وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ | في عارض مثلِ الغمام المرعدِ |
وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها | تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد |
وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا | مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفدِ |
باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها | أطفأتُ جَمرَ لهيبها المتوقِّدِ |
وكررتُ والأبطالُ بينَ تصادم | وتهاجمٍ وتحزُّبٍ وتشدُّدِ |
وفَوارسُ الهيجاءِ بينَ ممانعٍ | ومُدافعٍ ومخادعٍ ومُعربدِ |
والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسلٌ | والقومُ بين مجدَّلٍ ومقيدِ |
ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّرابِ وغيرُهُ | فوقَ الترابِ يئنُ غير موسَّدِ |
والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئة ٌ | والأفقُ مغبرُّ العنانِ الأربدِ |
أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجة ٍ | بسنان رمحٍ ذابلٍ ومهندِ |
رَغَّمتُ أنفَ الحاسِدينَ بسَطْوتي | فغدوا لها منْ راكعين وسجَّدِ |
مواضيع مماثلة
» عنترة بن شداد :
» عنترة بن شداد : أنا الهجين عنترهْ
» عنترة بن شداد : ألا يا عبل ضيعتِ العُهودا
» عنترة بن شداد : لمن الشموسُ عزيزة َ الأحداج
» عنترة بن شداد : لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني
» عنترة بن شداد : أنا الهجين عنترهْ
» عنترة بن شداد : ألا يا عبل ضيعتِ العُهودا
» عنترة بن شداد : لمن الشموسُ عزيزة َ الأحداج
» عنترة بن شداد : لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى