أبو تمام : ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام : ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ
ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ | والجفنُ ثاكلُ هجعة ٍ ومنامِ ! |
يا حُفرة َ المعصومِ تربكِ مودعٌ | ماءَ الحياة ِ وقاتلُ الإعدامِ |
إنَّ الصفائح منكِ قد نضدتْ على | ملقى عظامٍ لوْ علمتِ عظامِ! |
فَتَقَ المَدَامِعَ أَنَّ لَحْدَكِ حَلَّه | سكنُ الزمان وممسكُ الأيامِ |
ومصرفُ الملكِ الجموح كأنهُ | قدْ زمَّ مصعبه لهُ بزمامِ |
هَدَمَتْ صُرُوفُ المَوْتِ أرفَعَ حائطٍ | ضُربَتْ دَعَائِمُه على الإِسلامِ |
دخَلَتْ على مَلِكِ المُلُوك رَوَاقَهُ | وتشزنتْ لمقومِ القوَّامِ |
مفتاحُ كل مدينة ٍ قدْ أبهمتْ | غلقاً ومخلي كلِّ دارِ مُقامِ |
ومُعرِّفُ الخلفاءِ أنَّ حظُوظها | في حَيز الإِسَراجِ والإِلجَامِ |
أَخَذَ الخِلافَة َ عَنْ أسِنَّتِه التي | مَنَعَتْ حِمَى الآَباءِ والأعمَامِ |
فلسورة ِ الأنفالِ في ميراثهِ | آثارُها ولسورة الأنعامِ |
ما دامَ هارونُ الخليفة َ فالهدى | في غِبْطَة ٍ مَوْصَولة ٍ بدَاومِ |
إنا رحلنا واثقين بواثقٍ | بالله شَمْسِ ضُحًى وَبَدْرِ تَمَامِ |
للهِ أيُّ حياة ٍ انبعثتْ لنا | يَوْمَ الخَمِيس وبَعْدَ أي حِمَامِ! |
أودى بخير إمامٍ اضطربتْ بهِ | شُعَبُ الرَّجَال وقَامَ خيْرُ إمامِ |
تِلْكَ الرّزيَّة ُ لا رزيَّة َ مِثْلُها | والقِسْمُ ليسَ كسَائِر الأقسَامِ |
أو يٌفتَقَدْ ذُو النُّون في الهيْجَا فقَدْ | دَفَعَ الإِلَهُ لنَا عَن الصَّمصَامِ |
أو جبَّ منا غاربٌ غدواً فقدْ | رحنَا بأتمكِ ذروة ٍ وسنام |
هَلْ غَيْرُ بُؤْسَى سَاعة ٍ ألبَسْتَها | بنداكَ ما لبستْ مِنَ الإنعامِ! |
نَقْضٌ كَرَجْعِ الطَّرْفِ قَدْ أبرمْتَه | يا ابنَ الخَلائِفِ أيَّما إبْرَامِ |
ما إن رأى الأقوامُ شمساً قبلَها | أفلَتْ فلمْ تُعقبهمُ بظلامِ |
أكرمْ بيَوْمِهِمُ الذي مُلكْتَهُمْ | في صدرِهِ وبعامهمْ منْ عامِ |
لو لمْ يكنْ بدعاً لقدْ نصبوا له | سمة ً يبينُ بها منَ الأعوامِ |
لغدوا وذاكَ الحولُ حولُ عبادة ٍ | فِيهِمْ وذَاكَ الشَّهْرُ شَهْرُ صِيَامِ |
لما دعوتُهمُ لأخذِ عهودهِمْ | طارَ السرورُ بمعرقٍ وشآمِ |
فكانَّ هذا قادِمٌ مِنْ غَيْبَة ٍ | وكأنَّ ذاكَ مبشرٌ بغلامِ |
قسمتْ أميرَ المؤمنين قلوبُهُمْ | بَيْنَ المحبَّة ِ فيكَ والإِعظَامِ |
شُرِحَتْ بِدَوْلَتِكَ الصُّدُورُ وأَصبَحَتْ | خشعُ العيونِ إليكَ وهيَ سوام |
ما أَحسِبُ القَمَرَ المُنيرَ إذا بَدَا | بدراً بأضوأ منكَ في الأوهامِ |
هِيَ بَيْعَة ُ الرضْوَانِ يُشْرَعُ وَسْطَها | بابُ السَّلامة ِ فادْخُلوا بِسَلامِ |
والمركبُ المنجي فمنْ يعدلْ بهِ | يَرْكَبْ جَمُوحاً غَير ذَاتِ لجامِ |
يتبعُ هواهُ ولا لقاح لرهطِهِ | بسلٌ وليستْ أرضُهُ بحرامِ |
وعِبَادَة ُ الأهوَاءِ في تَطْويحِها | بالدين فوْقَ عِبَادَة ِ الأصنَامِ |
إِنَّ الخِلاَفَة َ أَصَبَحَتْ حُجُرَاتُها | ضربَتْ على ضخم الهمومِ همامِ |
ملكٌ يرى الدنيا بأيسرِ لحظة ٍ | ويرى التقى رحماً من الأرحامِ |
لا قدحَ في عودِ الإمامة ِ بعدما | متَّتْ إليكَ بِحُرْمَة ٍ وَذِمَامِ |
هَيْهَاتَ تلكَ قلادة ُ اللَّهِ التي | ماكانَ يَتركُها بغيرِ نظَامِ |
إرْثُ النَّبِي وجَمْرَة ُ المُلْكِ التي | لم تخلُ من لهبٍ بكمْ وضرامِ |
مَذْخُورَة ٌ أحرَزْتَها بِحُكُومَة ٍ | للهِ تَعْلُو أَرْؤُسَ الحُكَّامِ |
لَسْنَا مُريدِي حُجَّة ٍ نشفي بِهَا | من ريبة ٍ سقماً من الأسقامِ |
والصَّبْرُ بالأرْوَاحِ يُعْرَفُ فَضْلُهُ | مِنْ غيرِهِ ابتُغِيَتْ ولا أعلاَمِ |
فَأَقِمْ مُخَالِفَنَا بِكل مُقَوَّمٍ | واحسِمْ مُغانِدَنا بكل حُسَامِ |
| صبرُ الملوكِ وليسَ بالاجسامِ |
لا تدهنوا في حكمِهِ فالبحرُ قدْ | تردي غوارِبهُ وليسَ بطامِ |
يابنَ الكَوَاكِب من أئمَّة ِ هاشِمٍ | والرَّجَّحِ الأحسابِ والأحلامِ |
أهدى إليكَ الشعْرَ كُلُّ مُفَهَّهٍ | خطلٍ وسدَّدَ فيكَ كلُّ عبامِ |
غَرَضُ المدِيح تقَارَبَتْ آفاقُه | ورمى فقرطسَ فيه غيرُ الرامي |
مواضيع مماثلة
» الحطيئة :يا ليت كلَّ خليلٍ كنت آملهُ
» جرير :إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ
» الشافعي :وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي
» الشافعي :وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
» أبو العتاهية :هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
» جرير :إليكَ كلفنا كلَّ يومِ هجيرة ٍ
» الشافعي :وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي
» الشافعي :وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
» أبو العتاهية :هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى