أبو تمام :عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو تمام :عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ
عفتْ أربعُ الحلاتِ للأربعِ الملدِ | لِكُل هَضِيم الكَشْحِ مَجْدُولَة ِ القَد |
لسلمى سلامانٍ وعمرَ عامرٍ | وهِنْدِ بَنِي هِنْدٍ وسُعْدِي بني سَعْدِ |
ديار هَراقتْ كُلَّ عَينٍ شَحيحَة ٍ | وأوطأتِ الأحزانَ كلَّ حشاً صلدِ |
فعُوجَا صُدُورَ الأرْحَبيَّ وأسْهِلا | بذاكَ الكثيبِ السهلِ والعلمِ الفردِ |
ولاتَسْألاني عَنْ هوى ً قد طَعِمْتُما | جَوَاهُ فليسَ الوَجْدُ إلاَّ من الوَجْدِ |
حطَطْتُ إلى أَرْضِ الجُدَيديّ أَرحُلي | بِمَهرِيَّة ٍ تَنْباعُ في السَّيْرِ أو تَخْدِي |
تَؤُمُّ شِهابَ الْحَرْبِ حَفصاً ورَهْطُهُ | بنو الحربِ لا ينبو ثراهمْ ولا يكدي |
ومنْ شكَّ أنَّ الجودَ والبأسَ فيهم | كمنْ شكَّ في أنَ الفصاحة َ في نجدِ |
أنَخْتُ إلى سَاحَاتهِمْ وجَنَابِهِمْ | ركابي وأضْحَى في دِيَارِهِمِ وَفْدِي |
إلى سيْفهِمْ حَفْصٍ ومازَال يُنْتَضَى | لهمْ مثلُ ذاكَ السيفِ منْ ذاكَ الغمدِ |
فَلمْ أغْشَ بَاباً أنكَرتْني كلابُهُ | ولم أَتَشَبَّثْ بالوَسيلَة ِ من بُعْدِ |
فأصبحتُ لا ذلُّ السؤالِ أصابني | ولا قدحتُ في خاطري روعة ُ الردِ |
يَرَى الوَعْدَ أَخْزَى العَارِ إِنْ هو لم تكن | مواهبهُ تأتي مقدمة ً الوعدِ |
فلوْ كانَ ما يعطيهِ غيثاً لأمطرتْ | سحائبهُ من غيرِ برقٍ ولا رعدِ |
دَرِيَّة ُ خيْلٍ مايزالُ لدى الوَغى | لهُ مخلبٌ وردٌ منَ الأسدِ الوردِ |
مِنَ القَوْمِ جَعْدٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ والنَّدَى | وليسَ بنانٌ يجتدى منهُ بالجعدِ |
وأنتَ وقد مجتْ خراسانُ داءها | وقد نَغِلَتْ أطرافُهَا نَغَلَ الجِلْدِ |
وأوْبَاشُها خُزْرٌ إلى العَرَب الأُلى | لِكيْما يكونَ الحُرُّ مِنْ خَوَلِ العَبْدِ |
لَياليَ باتَ العِزُّ في غَيْرِ بَيْتِه | وعظمَ وغدُ القومِ في الزمنِ الوغدِ |
وما قصدوا إذْ يسحبونَ على المنى | برُودَهُمُ إلاَّ إلى وَارِثِ البُرْدِ |
وراموا دمَ الإسلامِ لا منْ جهالة ٍ | ولا خطإٍ بل حاوَلُوهُ على عَمْدِ |
فمجوا بهِ سماً وصاباً ولو نأتْ | سيوفكَ عنهم كانَ أحلى منَ الشهدِ |
ضممتَ إلى قحطانِ عدنانَ كلها | ولَمْ يجِدُوا إذْ ذاك مِنْ ذاكَ مِنْ بُد |
فأَضْحَتْ بِكَ الأحْياءُ أَجْمَعُ أُلْفَة ً | كما أُحْكِمَتْ في النَّظم واسطة ُ العِقدِ |
وكنتَ هناكَ الأحنفَ الطبَّ في بني | تميمٍ جميعاً، والمُهلَّبَ في الأزْدِ |
وكنتَ أبا غسانَ مالكَ وائلٍ | عَشِيَّة َ دَانَى حَلْفَه الحِلْف بالعقدِ |
ولمَّا أماتَتْ أنجُمُ العَرَبِ الدُّجى | سرتْ وهيَ أتباعٌ لكوكبكِ السعدِ |
وهلْ أسدُ العريسِ إلاَّ الذي له | فضيلتهُ في حيثُ مجتمعُ الأسدِ |
فهمْ منكَ في جيشٍ قريبٍ قدومهُ | عليهمْ وهُمْ مِنْ يُمْنِ رأْيكَ في جُنْدِ |
ووقرتَ يافوخَ الجبانِ على الردى | وزِدتَ غدَاة َ الرَّوْع في نجْدَة ِ النَّجْدِ |
رأيتَ حروبُ الناسِ هزلاً وإن علا | سَناها وتلكَ الحرْبُ مُعْتَمدُ الجد |
فيا طيبَ مجناها ويا بردَ وقعها | على الكبدِ الحرى وزادَ على البردِ |
ورفَّعتَ طرفاً كان لوْلاكَ خاشعاً | وأوردتَ ذودَ العزَّ في أولِ الوردِ |
فَتى بَرَّحتْ هَاماتُهُ وفعالُهُ | بهِ فهو في جهْدٍ وما هو في جَهْد |
مَتَتُّ إليه بالقرابة ِ بَيْنَنا | وبالرَّحِم الدُّنيا فأغنتْ عنِ الوُد |
رأى سالفَ الدنيا وشابكَ آلهُ | أحقَّ بأنَّ يرعاهُ في سالفِ العهدِ |
فيا حُسنَ ذاكَ البِر إذْ أنا حاضر | وياطيبَ ذاكَ القَوْل والذكْر مِنْ بعدِي |
وما كنتُ ذا فقْر إلى صُلبِ مالِهِ | ما كانَ حفصٌ بالفقيرِ إلى حمدي |
ولكن رَأى شُكري قِلادَة سُؤْدُدٍ | فصَاغَ لها سِلكاً بَهيّاً مِنْ الرفْدِ |
فمَا فاتَني ما عِندَه مِنْ حبائِهِ | ولا فاتهُ منْ فاخرِ الشعرِ ما عندي |
وكَمْ مِنْ كَريمٍ قد تخضَّر قَلبُه | بذاكَ الثناءِ الغضِّ في طرقِ المجدِ |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى