ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 17:32:04

[وهي مدنية] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
قال العَوْفِي عن ابن عباس: نزلت سورةُ النساء بالمدينة. وكذا رَوَى ابن
مردويه عن عبد الله بن الزبير، وزيد بن ثابت، ورَوَى من طريق عبد الله بن
لَهِيعة، عن أخيه عيسى، عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت سورة النساء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا حَبْس " الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2
.
وقال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو البَخْتَرِي
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
عبد الله بن محمد شاكر، حدثنا محمد بن بِشْر العَبْدي، حدثنا مِسْعَر بن
كِدَام، عن مَعْن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، عن عبد الله
بن مسعود، رضي الله عنه، قال: إن في سورة النساء لخمسُ آيات ما يَسُرّني
أن لي بها الدنيا وما فيها:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
الآية، و الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

الآية، و الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

و الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

الآية، و الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
ثم قال: هذا إسناد صحيح إن كان عبد الرحمن سمع من أبيه، فقد اختلف في ذلك


الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن رجل، عن ابن مسعود قال في خمس آيات من

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
النساء: لهن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
أحب إلَيّ من الدنيا جَميعًا:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
وقوله: الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
وقوله:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

وقوله:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ
يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
وقوله:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
رواه ابن جرير: ثم روى من طريق صالح المري، عن قتادة، عن ابن عباس قال: ثماني آيات نزلت في سورة النساء هي خير
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
لهذه الأمة مما طَلَعت عليه الشمس وغربت، أولاهن:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
والثانية:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

والثالثة:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ
ضَعِيفًا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
.
ثم ذكر قول الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
ابن مسعود سواء، يعني في الخمسة. الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
الباقية.
وروى الحاكم من طريق أبي نُعَيم، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن عبيد الله
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بن أبي يزيد، عن ابن أبي مُلَيْكَة؛ سمعت ابن عباس يقول: سلوني عن سورة النساء، فإني قرأت القرآن وأنا صغير. ثم قال: هذا حديث
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
< 2-206 >

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2






يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا







(1) الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه، وهي عبادته وحده لا شريك له، ومُنَبّهًا
لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة، وهي آدم، عليه السلام (
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) وهي حواء، عليها السلام، خلقت من ضِلعه
الأيسر الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا وكيع، عن
أبي هلال، عن قتادة، عن ابن عباس قال: خُلقَت المرأة من الرجل، فجعل
نَهْمَتَها في الرجل، وخلق الرجل من الأرض، فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا
نساءكم.
وفي الحديث الصحيح: "إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع
أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عِوَج" الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقوله: ( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) أي: وذَرَأ
منهما، أي: من آدم وحواء رجالا كثيرا ونساء، ونَشَرهم في أقطار العالم على
اختلاف أصنافهم وصفاتهم وألوانهم ولغاتهم، ثم إليه بعد ذلك المعاد والمحشر.

ثم قال تعالى: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالأرْحَامَ ) أي: واتقوا الله بطاعتكم إياه، قال إبراهيم ومجاهد والحسن: (
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ ) أي: كما يقال: أسألك بالله وبالرَّحِم. وقال
الضحاك: واتقوا الله الذي به تعاقدون وتعاهدون، واتقوا الأرحام أن تقطعوها،
ولكن بروها وصِلُوها، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، والضحاك،
والربيع وغير واحد.
وقرأ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP بعضهم: ( والأرحام ) بالخفض على العطف على الضمير في به، أي: تساءلون بالله وبالأرحام، كما قال مجاهد وغيره.
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) أي: هو مراقب لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[البروج: 9] .
وفي الحديث الصحيح: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 وهذا إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب؛ ولهذا ذكر تعالى أن أصل الخلق من أب [واحد] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وأم واحدة؛ ليعطفَ بعضهم على < 2-207 >
بعض، ويحننهم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
على ضعفائهم، وقد ثبت في صحيح مسلم، من حديث جَرِير بن عبد الله البَجَلي؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه أولئك النفر من مُضَر -وهم
مُجْتابو النِّمار -أي من عُريِّهم وفَقْرهم -قام فَخَطَب الناس بعد صلاة
الظهر فقال في خطبته: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) حتى ختم الآية الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وقال:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [وَاتَّقُوا اللَّهَ] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[الحشر:18 ] ثم حَضَّهم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP على الصدقة فقال: "تَصَدَّقَ رجُلٌ من دِينَاره، من دِرْهَمِه، من صَاعِ بُرِّه، صَاعِ تَمْره ..." وذكر تمام الحديث الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وهكذا رواه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الإمام أحمد وأهل السنن عن ابن مسعود في خُطْبَة الحاجة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وفيها ثم يقرأ ثلاث آيات هذه منها: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ) الآية.
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2






وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ
بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ
كَانَ حُوبًا كَبِيرًا







(2)






وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ
لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا
تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى
أَلا تَعُولُوا







(3)






وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا







(4) الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
يأمر تعالى بدفع أموال اليتامى إليهم إذا بلغوا الحُلُم كاملة موفرة،
وينهى عن أكلها وضَمِّها إلى أموالهم؛ ولهذا قال: ( وَلا تَتَبَدَّلُوا
الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ) قال سفيان الثوري، عن أبي صالح: لا تعْجل بالرزق
الحرام قبل أن يأتيك الرزق الحلال الذي قدر لك.
وقال سعيد بن جبير: لا تبَدَّلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من
أموالكم، يقول: لا تبذروا أموالكم الحلال وتأكلوا أموالهم الحرام.
وقال سعيد بن المسيّب والزهري: لا تُعْط مهزولا وتأخذ سمينا.
وقال إبراهيم النَّخَعِي والضحاك: لا تعط زائفًا وتأخذ جيدًا.
وقال السُّدِّي: كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غَنم اليتيم، ويجعل فيها مكانها الشاة المهزولة، ويقول الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP شاة بشاة، ويأخذ الدرهم الجَيِّد ويطرح مكانه الزّيْف، ويقول: درهم بدرهم.
وقوله: ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ ) قال
مجاهد، وسعيد بن جبَيْر، ومقاتل بن حَيَّان، والسّدي، وسفيان بن حُسَين: أي
لا تخلطوها فتأكلوها جميعا.
< 2-208 >

وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ) قال ابن عباس: أي إثمًا كبيرًا عظيما.
وقد رواه ابن مَرْدُويه، عن أبي هريرة قال: سئِل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن قوله: ( حُوبًا كَبِيرًا ) قال: "إثما كبيرًا". ولكن في
إسناده محمد بن يونس الكُدَيْمي وهو ضعيف الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2
وهكذا رُوي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وابن سيرين، وقتادة،
والضحاك، ومقاتل بن حيان، وأبي مالك، وزيد بن أسلم، وأبي سِنَان مثل قول
ابن عباس.
وفي الحديث المروي في سنن أبي داود: "اغفر لنا حوبنا وخطايانا".
وروى ابن مَرْدويه بإسناده إلى واصل، مولى أبي عيينة، عن محمد بن
سِيرِين، عن ابن عباس: أن أبا أيوب طَلَّق امرأته، فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم: "يا أبا أيوب، إن طلاق أم أيوب كان حوبا" قال الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ابن سيرين: الحوب الإثم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
ثم قال ابن مردويه: حدثنا عبد الباقي، حدثنا بشر بن موسى، أخبرنا
هَوْذَة بن خليفة، أخبرنا عَوْف، عن أنس: أن أبا أيوب أراد طلاق أم أيوب،
فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن طلاق أم أيوب لحوب
فأمسكها" الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 ثم رواه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
ابن مردويه والحاكم في مستدركه من حديث علي بن عاصم، عن حُمَيد الطويل،
سمعت أنس بن مالك يقول: أراد أبو طلحة أن يطلق أم سُليم فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: "إن طلاق أم سليم لحوب" فكف الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
والمعنى: إن أكلكم أموالهم مع أموالكم إثم عظيم وخطأ كبير فاجتنبوه.
وقوله: ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ) أي: إذا كان الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP تحت حجر أحدكم يتيمة وخاف ألا يعطيها مهر مثلها، فليعدل إلى ما سواها من النساء، فإنهن كثير، ولم يضيق الله عليه.
وقال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام، عن ابن جُرَيج،
أخبرني هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة؛ أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها،
وكان لها عَذْق. وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها من نفسه شيء فنزلت فيه: (
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا [فِي الْيَتَامَى] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP )
أحسبه قال: كانت < 2-209 >
شريكَتَه في ذلك العَذْق وفي ماله.
ثم قال البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد،
عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة
عن قول الله تعالى الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ) قالت: يا ابن أختي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تَشْرَكه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في ماله ويعجبُه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يَقْسِط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن، ويبلغُوا بهنَّ أعلى سُنتهنَّ في الصداق،
وأمِروا أن ينكحُوا ما طاب لهم من النساء سواهُنَّ. قال عروة: قالت عائشة :
وإن الناس استفْتَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فأنزل
الله [تعالى] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

قالت عائشة: وقولُ الله في الآية الأخرى:

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

[النساء: 127] رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال. فنهوا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أن ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من يتامى الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إذا كُن قليلات المال والجمال الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقوله:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[فاطر:1] أي: انكحوا ما شئتم من النساء سواهن إن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP شاء أحدكم ثنتين، [وإن شاء ثلاثا] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وإن شاء أربعا، كما قال تعالى:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[ فاطر: 1 ] أي: منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ولا ينفي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ما عدا ذلك في الملائكة لدلالة الدليل عليه، بخلاف قصر الرجال على أربع، فمن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP هذه الآية كما قاله ابن عباس وجمهور العلماء؛ لأن المقام مقام امتنان وإباحة، فلو كان يجوز الجمع بين أكثر من أربع لذكره.
قال الشافعي: وقد دَلَّت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبينة عن
الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين أكثر
من أربع نسوة.
وهذا الذي قاله الشافعي، رحمه الله، مجمع عليه بين العلماء، إلا ما
حُكي عن طائفة من الشيعة أنه يجوز الجمع بين أكثر من أربع إلى تسع. وقال
بعضهم: بلا حصر. وقد يتمسك بعضهم بفعل النبي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP صلى الله عليه وسلم في جمعه بين أكثر من أربع إلى تسع كما ثبت في الصحيحين، وإما إحدى عشرة كما جاء في بعض ألفاظ البخاري. وقد علقه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
البخاري، وقد روينا عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج بخمس
عشرة امرأة، ودخل منهن بثلاث عشرة، واجتمع عنده إحدى عشرة ومات عن تسع .
وهذا عند العلماء من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره من
الأمة، لما سنذكره من الأحاديث الدالة على الحصر في أربع.
< 2-210 >

ذكر الأحاديث في ذلك:
قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا حدثنا معمر، عن
الزهري. قال ابن جعفر في حديثه: أنبأنا ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه: أن
غيلان بن سَلَمة الثقفي أسلم وتحته عشرة نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم: اختر منهن أربعا. فلما كان في عهد عمر طلق نساءه، وقسم ماله بين
بنيه، فبلغ ذلك عمر فقال: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك
فقذفه في نفسك الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
ولعلك لا تمكث إلا قليلا. وايم الله لتراجعنَّ نساءك ولترجعن في مالك أو
لأورثُهن منك، ولآمرن بقبرك فيرجم، كما رجم قبرُ أبي رِغَال الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وهكذا رواه الشافعي والترمذي وابن ماجة والدارقطني والبيهقي وغيرهم عن
إسماعيل بن عُلَيَّة وغُنْدَر ويزيد بن زُرَيع وسعيد بن أبي عَرُوبة،
وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، والفضل بن
موسى وغيرهم من الحفاظ، عن مَعْمَر -بإسناده -مثله إلى قوله: اختر الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP منهن أربعا. وباقي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الحديث في قصة عمر من أفراد أحمد الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2
وهي زيادة حسنة وهي مضعفة لما علل به البخاري هذا الحديث فيما حكاه عنه
الترمذي، حيث قال بعد روايته له: سمعتُ البخاري يقول: هذا حديث غير محفوظ،
والصحيح ما روى شُعَيْب وغيره، عن الزهري، حُدّثتُ عن محمد بن سُوَيد
الثقفي أنّ غيلان بن سلمة، فذكره. قال البخاري: وإنما حديث الزهري عن سالم
عن أبيه: أن رجلا من ثقيف طلق نساءه، فقال له عمر: لتراجعَنَّ نساءك أو
لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغَال.
وهذا التعليل فيه نظر، والله أعلم. وقد رواه عبد الرزاق، عن مَعمر، عن الزهري مرسلا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وهكذا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP رواه مالك، عن الزهري مرسلا. قال أبو زرعة: وهو أصح الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
قال البيهقي: ورواه عقيل، عن الزهري: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد.
قال أبو حاتم: وهذا وَهْم، إنما هو الزهري عن عثمان بن أبي سويد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، < 2-211 >
فذكره الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
قال البيهقي: ورواه يونس وابن عُيَيْنَةَ، عن الزهري، عن محمد بن أبي سويد.
وهذا كما علله البخاري. وهذا الإسناد الذي قدمناه من مسند الإمام أحمد رجاله ثقاتٌ على شرط الصحيحين الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ثم قد رُوي من غير طريق مَعْمَر، بل والزهري قال الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو علي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الحافظ، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي، حدثنا أبو بُرَيد عَمْرو بن يزيد الجرمي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أخبرنا سيف بن عُبَيد الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
حدثنا سَرَّار بن مُجَشَّر، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر: أن غيلان
بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم وأسلَمْنَ معه، فأمره النبي صلى الله
عليه وسلم أن يختار منهن أربعا. هكذا أخرجه النسائي في سننه. قال أبو علي
بن السكن: تفرد به سرار بنُ مُجَشر وهو ثقة، وكذا وثقه ابن معين. قال أبو
علي: وكذلك رواه السَّمَيْدع بن واهب الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عن سرار.
قال البيهقي: وروينا من حديث قيس بن الحارث أو الحارث بن قيس، وعروة بن مسعود الثقفي، وصفوان بن أمية -يعني حديث غيلان بن سلمة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
فوجهُ الدلالة أنَّه لو كان يجوز الجمعُ بين أكثر من أربع لسوغَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سائرهن في بقاء العشرة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وقد أسلمن معه، فلما أمره بإمساك أربع وفراق سائرهن دل على أنه لا يجوز
الجمعُ بين أكثر من أربع بحال، وإذا كان هذا في الدوام، ففي الاستئناف
بطريق الأولى والأحرى، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
حديث آخر في ذلك: روى أبو داود وابن ماجة في سننهما الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن حُمَيضة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بن الشَّمَرْدَل -وعند ابن ماجة: بنت الشمردل، وحكى أبو داود أن منهم من
يقول: الشمرذل بالذال المعجمة -عن قيس بن الحارث. وعند أبي داود في رواية:
الحارث بن قيس بن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عميرة الأسدي قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اختر منهن أربعا".
وهذا الإسناد حسن، ومجرد هذا الاختلاف لا يضر مثلُه، لما للحديث من الشواهد الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
حديث آخر في ذلك: قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله، في < 2-212 >
مسنده: أخبرني من سمع ابن أبي الزِّناد يقول: أخبرني عبد المجيد بن سُهَيل بن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
عبد الرحمن عن عوف بن الحارث، عن نوفل بن معاوية الديلي، رضي الله عنه،
قال: أسلمت وعندي خمس نسوة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختر الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أربعا أيتهن شئت، وفارق الأخرى"، فَعَمَدت إلى أقدمهن صحبة عجوز عاقر معي منذ ستين سنة، فطلقتها الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
فهذه كلها شواهد بصحة ما تقدم من حديث غَيْلان كما قاله الحافظ أبو بكر البيهقي، رحمه الله الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقوله: ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) أي: فإن خشيتم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP من تعداد النساء ألا تعدلوا بينهن، كما قال تعالى:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[النساء: 129] فمن خاف من ذلك فيقتصر على واحدة، أو على الجواري السراري، فإنه لا يجب قسم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP بينهن، ولكن يستحب، فمن فعل فحسن، ومن لا فلا حرج.
وقوله: ( ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا ) قال بعضهم: [أي] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أدنى ألا تكثر عائلتكم. قاله زيد بن أسلم وسفيان بن عيينة والشافعي، رحمهم الله، وهذا مأخوذ من قوله تعالى:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
أي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP فقرًا
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[التوبة: 28] وقال الشاعر الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP

فمــا يَــدري الفقـير متـى غنـاه


ومَــا يَــدرِي الغَنـيُّ متـى يعيـل
وتقول
العرب: عال الرجل يعيل عَيْلة، إذا افتقر ولكن في هذا التفسير هاهنا نظر؛
فإنه كما يخشى كثرة العائلة من تعداد الحرائر، كذلك يخشى من تعداد السراري
أيضا. والصحيح قول الجمهور: ( ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا ) أي: لا
تجوروا. يقال: عال في الحكم: إذا قَسَط وظلم وجار، وقال أبو طالب في قصيدته
المشهورة:

بميــزان قسطٍ لا يَخيـس الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP شعيرة


له شــاهد من نفسه غيـر عـائل الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وقال هُشَيم: عن أبي إسحاق قال: كتب عثمان بن عفان إلى أهل الكوفة في شيء عاتبوه فيه: إني لست بميزان لا أعول. رواه ابن جرير.
وقد روى ابن أبي حاتم، وابن مَرْدويه، وأبو حاتم ابن حِبَّان في صحيحه،
من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، حدثنا محمد بن شعيب، عن عمر بن
محمد بن زيد، عن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
عبد الله بن عمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى الله
عليه وسلم ( ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا ) قال: "لا تجوروا".
< 2-213 >

قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث خطأ، والصحيح: عن عائشة. موقوف الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقال ابن أبي حاتم: وروى عن ابن عباس، وعائشة، ومجاهد، وعكرمة، والحسن،
وأبي مالك وأبي رَزِين والنَّخعي، والشَّعْبي، والضحاك، وعطاء الخراساني،
وقتادة، والسُّدِّي، ومُقاتل بن حَيَّان: أنهم قالوا: لا تميلوا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وقد استشهد عِكْرمة، رحمه الله، ببيت أبي طالب الذي قدمناه، ولكن ما أنشده
كما هو المروي في السيرة، وقد رواه ابن جرير، ثم أنشده جيدا، واختار ذلك.
وقوله: ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: النحلة: المهر.
وقال محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: نحلة: فريضة. وقال
مقاتل وقتادة وابن جريج: نحلة: أي فريضة. زاد ابن جريج: مسماه. وقال ابن
زيد: النحلة في كلام العرب: الواجب، يقول: لا تنكحها إلا بشيء واجب لها،
وليس ينبغي لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكح امرأة إلا بصداق
واجب، ولا ينبغي أن يكون الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP تسمية الصداق كذبا بغير حق.
ومضمون كلامهم: أن الرجل يجب عليه دفع الصداق إلى المرأة حَتمًا، وأن
يكون طيب النفس بذلك، كما يمنح المنيحة ويعطي النحلة طيبًا بها، كذلك يجب
أن يعطي المرأة صداقها طيبا بذلك، فإن طابت هي له به بعد تسميته أو عن شيء
منه فليأكله حلالا طيبًا؛ ولهذا قال [تعالى] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا )
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سِنان، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِي،
عن سفيان، عن السدي، عن يعقوب بن المغيرة بن شعبة، عن علي قال: إذا اشتكى
أحدكم شيئًا، فَلْيسأل امرأته ثلاثة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP دراهم أو نحو ذلك، فليبتع بها عسلا ثم ليأخذ ماء السماء فيجتمع هنيئًا مريئًا شفاء مباركا.
وقال هُشَيم، عن سيار، عن أبي صالح قال: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ
صداقها دونها، فنهاهم الله عن ذلك، ونزل: ( وَآتُوا النِّسَاءَ
صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) رواه ابن أبي حاتم وابن جرير.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا وكيع، عن سفيان عن عمير الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الخثعمي، عن عبد الملك الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP بن المغيرة الطائفي، عن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَآتُوا النِّسَاءَ
صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) قالوا: يا رسول الله، فما العلائق بينهم؟ قال:
"ما تراضى عليه أهْلوهُم" الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقد روى ابن مَرْدُويه من طريق حَجَّاج بن أرْطاة، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن البَيْلمَاني الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عن عمر بن الخطاب قال: خَطَبَ الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنكحوا الأيامى" ثلاثا، فقام إليه
رجل فقال: يا رسول الله، ما العلائق بينهم؟ قال: "ما تراضى عليه أهلوهم".
< 2-214 >

ابن البَيْلمَاني الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ضعيف، ثم فيه انقطاع أيضًا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2






وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ
قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا
مَعْرُوفًا







(5)






وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ
آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا
تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا
فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ
فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ
وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا







(6) الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
ينهى تعالى عن تَمْكين السفهاء من التصرّف في الأموال التي جعلها الله للناس قياما، أي: تقوم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بها معايشهم من التجارات وغيرها. ومن هاهنا يُؤْخَذُ الحجر على السفهاء،
وهم أقسام: فتارة يكون الحَجْرُ للصغر؛ فإن الصغير مسلوب العبارة. وتارة
يكون الحجرُ للجنون، وتارة لسوء التصرف لنقص العقل أو الدين، وتارة يكون
الحجر للفَلَس، وهو ما إذا أحاطت الديون برجل وضاقَ ماله عن وفائها، فإذا
سأل الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الغُرَماء الحاكم الحَجْرَ عليه حَجَرَ عليه.
وقد قال الضحاك، عن ابن عباس في قوله: ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ
أَمْوَالَكُمُ ) قال: هم بَنُوك والنساء، وكذا قال ابن مسعود، والحكم بن
عُتَيبة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP والحسن، والضحاك: هم النساء والصبيان.
وقال سعيد بن جُبَير: هم اليتامى. وقال مجاهد وعكرمة وقتادة: هم النساء.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عَمّار، حدثنا صدقة بن
خالد، حدثنا عثمان بن أبي العائكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي
أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن النساء السُّفَهاء إلا
التي أطاعت قَيِّمَها".
ورواه ابن مَرْدُويه مطولا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن مسلم بن إبراهيم، حدثنا حَرْب بن سُرَيج الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عن معاوية بن قرة الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عن أبي هريرة ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ) قال: الخدم، وهم شياطين الإنس وهم الخدم.
وقوله: ( وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا ) قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس يقول [تعالى] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP لا تَعْمَد إلى مالك وما خَوَّلك الله، وجعله معيشة، فتعطيَه امرأتك أو بَنيكَ، ثم تنظر الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP إلى ما في أيديهم، ولكن أمْسكْ مالك وأصلحْه، وكن أنت الذي تنفق عليهم من < 2-215 >
كسْوتهم ومؤنتهم ورزقهم.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن
فرَاس، عن الشعبي، عن أبي بُرْدة، عن أبي موسى قال: ثلاثة يدعون الله فلا
يستجيب لهم: رجل كانت له امرأة سَيّئة الخُلُق فلم يُطَلقها، ورجل أعطى
ماله سفيها، وقد قال: ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ) ورجل
كان له على رجل دين فلم يُشْهِد عليه.
وقال مجاهد: ( وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا ) يعني في البر والصلة.
وهذه الآية الكريمة انتظمت الإحسان إلى العائلة، ومَنْ تحت الحَجْر بالفعل، من الإنفاق في الكساوي والإنفاق الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP والكلام الطيب، وتحسين الأخلاق.
وقوله تعالى: ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى ) قال ابن عباس، ومجاهد،
والحسن، والسدي، ومقاتل بن حيان: أي اختبروهم ( حَتَّى إِذَا بَلَغُوا
النِّكَاحَ ) قال مجاهد: يعني: الحُلُم. قال الجمهور من العلماء: البلوغ في
الغلام تارة يكون بالحُلُم، وهو أن يرى في منامه ما ينزل به الماء الدافق
الذي يكون منه الولد. وقد روى أبو داود في سننه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: حفظت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "لا يُتْم بعد احتلام ولا صُمَات يوم إلى الليل" الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وفي الحديث الآخر عن عائشة وغيرها من الصحابة، رضي الله عنهم، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: "رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاثة: عن الصَّبِيِّ حتى
يَحْتلمَ، وعن النائم حتى يَسْتيقظ، وعن المجنون حتى يُفِيق" أو يستكمل الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
خمس عشرة سنة، وأخذوا ذلك من الحديث الثابت في الصحيحين عن عبد الله بن
عمر قال: عُرِضْت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع
عشرة، فلم يجزني، وعرضت عليه يوم الخَنْدَق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني،
فقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز -لما بلغه هذا الحديث -إن هذا الفرق
بين الصغير والكبير الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
واختلفوا في إنبات الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الشعر الخشن حول الفرج، وهو الشِّعْرة، هل تَدُل على بلوغ أم لا؟ على ثلاثة أقوال، يفرق في الثالث بين صبيان المسلمين، فلا يدل الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
على ذلك لاحتمال المعالجة، وبين صبيان أهل الذمة فيكون بلوغا في حقهم؛
لأنه لا يتعجل بها إلا ضرب الجزية عليه، فلا يعالجها. والصحيح أنها بلوغ في
حق الجميع لأن هذا أمر جِبِلِّيٌّ يستوي فيه الناس، واحتمال المعالجة
بعيد، ثم قد دلت السنة على ذلك في الحديث الذي رواه الإمام أحمد، عن
عَطيَّةَ القُرَظيّ، رضي الله عنه قال: عُرضنا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم قُرَيْظة فكان من أنْبَتَ قُتل، ومن لم يُنْبت خَلّي سبيله، فكنت
فيمن لم يُنْبِت، فخلي سبيلي.
< 2-216 >

وقد أخرجه أهل السنن الأربعة بنحوه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 وقال الترمذي: حسن صحيح. وإنما كان كذلك؛ لأن سعد بن معاذ، رضي الله عنه، كان قد حكم فيهم بقتل المقاتلة وسَبْي الذرية.
وقال الإمام أبو عبيد الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
القاسم بن سلام في كتاب "الغريب": حدثنا ابن علية، عن إسماعيل بن أمية، عن
محمد بن يحيى بن حيان، عن عمر: أن غلاما ابتهر جارية في شعره، فقال عمر،
رضي الله عنه: انظروا إليه. فلم يوجد أنبت، فَدَرَأَ عنه الحَد. قال أبو
عُبَيد: ابتهرها: أي قذفها، والابتهار الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أن يقول: فعلت بها وهو كاذب الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP فإن كان صادقا فهو الابتيار، قال الكميت في شعره.

قبيـــح بمثــلي نعــتُ الفَتَــاة


إمَّـــا ابتهـــارًا وإمَّــا ابتيــارا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وقوله:
( فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ
أَمْوَالَهُمْ ) قال سعيد بن جبير: يعني: صَلاحا في دينهم وحفظا لأموالهم.
وكذا روي عن ابن عباس، والحسن البصري، وغير واحد من الأئمة. وهكذا قال
الفقهاء متَى بلغَ الغلام مُصْلحًا لدينه وماله، انفك الحجر عنه، فيسلم
إليه ماله الذي تحت يد وليه بطريقه.
وقوله: ( وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا )
ينهى تعالى عن أكل أموال اليتامى من غير حاجة ضرورية إسرافا ومبادرةً قبل
بلوغهم.
ثم قال تعالى: ( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ) [أي] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP من كان في غُنْية عن مال اليتيم فَلْيستعففْ عنه، ولا يأكل منه شيئا. قال الشعبي: هو عليه كالميتة والدم.
( وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) قال ابن أبي
حاتم: حدثنا الأشج، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا هشام، عن أبيه، عن
عائشة: ( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ) نزلت في مال الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP اليتيم.
وحدثنا الأشج وهارون بن إسحاق قالا حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام، عن
أبيه، عن، قالت: نزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه إذا كان محتاجا
أن يأكل منه.
وحدثنا أبي، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا علي الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أنزلت هذه الآية في والي
اليتيم ( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) بقدر قيامه عليه.
ورواه البخاري عن إسحاق عَنْ عبد الله بن نُمَير، عن هشام، به.
قال الفقهاء: له أن يأكل أقل الأمرين: أجْرَةَ مثله أو قدر حاجته.
واختلفوا: هل يرد إذا أيسر، على قولين: أحدهما: لا؛ لأنه أكل بأجرة عمله
وكان فقيرا. وهذا هو الصحيح عند أصحاب الشافعي؛ لأن الآية أباحت الأكل من
غير بدل. وقد قال الإمام أحمد:
< 2-217 >

حدثنا عبد الوهاب، حدثنا حسين، عن عَمْرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جده:
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليس لي مال ولي يتيم؟
فقال: "كُلْ من مال يتيمك غير مُسْرِف ولا مُبذر ولا متأثِّل مالا ومن غير
أن تقي مالك -أو قال: تفدي مالك -بماله" شك حسين الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر،
حدثنا حسين المكتب، عن عَمْرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عندي يتيما عنده مال -وليس عنده شيء ما
-آكل من ماله؟ قال: "بالمعروف غير مُسرف".
ورواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة من حديث حسين المعلم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP به.
وروى أبو حاتم ابن حبّان في صحيحه، وابن مردويه في تفسيره من حديث يعلى
بن مهدي، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عامر الخَزّاز، عن عمرو بن دينار، عن
جابر: أن رجلا قال: يا رسول الله، فيم أضرب يتيمي؟ قال: ما كنتَ ضاربا منه
ولدك، غير واق مالك بماله، ولا متأثل منه مالا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وقال ابن جرير: حدثنا الحسن الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بن يحيى، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم
بن محمد قال: جاء أعرابي إلى ابن عباس فقال: إن في حجري أيتاما، وإن لهم
إبلا ولي إبل، وأنا أمنح الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في إبلي وأفْقر فماذا يحل لي من ألبانها؟ فقال: إن كنت تبغي ضالتها وتهْنَأ جرباها، وتلوط حوضها، وتسقى الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عليها، فاشرب غير مُضر بنسل، ولا ناهك في الحلب.
ورواه مالك في موطئه، عن يحيى بن سعيد الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 به.
وبهذا القول -وهو عدمُ أداء البدل الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP -يقول عطاء بن أبي رباح، وعكرمة، وإبراهيم النخعيّ، وعطية العوْفي، والحسن البصري.
والثاني: نعم؛ لأن مال اليتيم على الحظْر، وإنما أبيح للحاجة، فيرد
بدله كأكل مال الغير للمضطر عند الحاجة. وقد قال أبو بكر ابن أبي الدنيا:
حدثنا ابن خيثمة، حدثنا وَكِيع، عن سفيان وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة
بن مُضرَب قال: قال عمر [بن الخطاب] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP رضي الله عنه: إنى أنزلت نفسي من هذا المال بمنزلة والي اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن احتجت استقرضت، < 2-218 >
فإذا أيسرتُ قضيت الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
طريق أخرى: قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن
البراء قال: قال لي عمر، رضي الله عنه: إني أنزلْتُ نفسي من مال الله
بمنزلة والي اليتيم، إن احْتَجْتُ أخذت منه، فإذا أيسَرت رَدَدْتُه، وإن
اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ.
إسناد صحيح الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وروَى البيهقي عن ابن عباس نحوَ ذلك. وهكذا رواه ابنُ أبي حاتم من طريق
علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ( وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) يعني: القرض. قال: ورُوي عن عُبَيدة، وأبي
العالية، وأبي وائل، وسعيد بن جُبَير -في إحدى الروايات -ومجاهد، والضحاك،
والسّدي نحو ذلك. وروي من طريق السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) قال: يأكل بثلاث أصابع.
ثم قال: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا ابن مَهْديّ، حدثنا سفيانُ، عن
الحكم، عن مقْسم، عن ابن عباس: ( وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ
بِالْمَعْرُوفِ ) قال: يأكل من ماله، يقوت على يتيمه الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم. قال: ورُوي عن مجاهد وميمون بن مِهْران في إحدى الروايات والحكم نحو ذلك.
وقال عامر الشَّعْبِيّ: لا يأكل منه إلا أن يضطر إليه، كما يضطر إلى [أكل] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الميتة، فإن أكل منه قضاه. رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن وهب: حدثني نافع بن أبي نُعَيْم القَارئ قال: سألت يحيى بن
سعيد الأنصاري وربيعة عن قول الله: ( فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) فقالا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ذلك في اليتيم، إن كان فقيرا أنفق الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عليه بقدر فقره، ولم يكن للولي منه شيء.
وهذا بعيد من السياق؛ لأنه قال: ( وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا
فَلْيَسْتَعْفِفْ ) يعني: من الأولياء ( وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) أي: منهم ( فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ )
أي: بالتي هي أحسن، كما قال في الآية الأخرى:
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[الإسراء: 34] أي: لا تقربوه إلا مصلحين له، وإن احتجتم إليه أكلتم منه بالمعروف.
وقوله: ( فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ) يعني: بعد بلوغهم الحلم وإيناس الرشد [منهم] الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP فحينئذ سلموهم أموالهم، فإذا دفعتم إليهم أموالهم ( فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ) وهذا أمر الله تعالى للأولياء الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أن يشهدوا على الأيتام إذا بلغوا الحلم وسلموا الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP إليهم أموالهم؛ لئلا يقع من بعضهم جُحُود وإنكار لما قبضه وتسلمه.
< 2-219 >

ثم قال: ( وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) أي: وكفى بالله محاسبا وشهيدًا ورقيبا على الأولياء في حال نظرهم للأيتام، وحال تسليمهم الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
للأموال: هل هي كاملة موفرة، أو منقوصة مَبْخوسة مدخلة مروج حسابها مدلس
أمورها؟ الله عالم بذلك كله. ولهذا ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا
تَأَمَّرَن على اثنين، ولا تَلِيَنَّ مال يتيم" الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 18:41:14

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:21:35

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:17:00


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الأول من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:56:21

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى