ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير Empty الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 17:40:27

ثم قال الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
ابن جرير -بعد حكايته القولين-: والأوْلَى قول من قال: ( وَلا جُنُبًا
إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ ) إلا مجتازي طريق فيه. وذلك أنه قد بين حكم المسافر
إذا عدم الماء وهو جنب في قوله:أو الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 وَإِنْ
كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ
الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1
[المائدة: 6] إلى آخره. فكان معلوما بذلك أن قوله: ( وَلا جُنُبًا إِلا
عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ) لو كان معنيا به المسافر، لم يكن
لإعادة ذكره في قوله: ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ ) معنى
مفهوم، وقد مضى حكم ذكره قبل ذلك، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الآية: يا
أيها الذين آمنوا لا تقربوا المساجد للصلاة مصلين فيها وأنتم سكارى حتى
تعلموا ما تقولون، ولا تقربوها أيضا جنبا حتى تغتسلوا، إلا عابري سبيل.
قال: والعابر الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
السبيل: المجتاز مَرّا وقطعا. يقال منه: "عبرت هذا الطريق فأنا أعبُره
عبرا وعبورا" ومنه قيل: "عبر فلان النهر" إذا قطعه وجاوزه. ومنه قيل للناقة
القوية على الأسفار: هي عُبْرُ أسفار وعَبْر أسفار؛ لقوتها على قطع
الأسفار.
وهذا الذي نصره هو قولُ الجمهور، وهو الظاهر من الآية، وكأنه تعالى نهى
عن تعاطي الصلاة على هيئة ناقصة تناقض مقصودها، وعن الدخول إلى محلها على
هيئة ناقصة، وهي الجنابة المباعدة للصلاة ولمحلها أيضا، والله أعلم .
وقوله: ( حَتَّى تَغْتَسِلُوا ) دليل لما ذهب إليه الأئمة الثلاثة: أبو
حنيفة ومالك والشافعي: أنه يحرم على الجنب المكث في المسجدِ حتى يغتسل أو
يتيمم، إن عدم الماء، أو لم يقدر على استعماله بطريقة. وذهب الإمام أحمد
إلى أنه متى توضأ الجنب جاز له المكث في المسجدِ، لما روى الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP هو وسعيد بن منصور في سننه بإسناد صحيح: أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك؛ قال سعيد بن منصور:
حدثنا عبد العزيز بن محمد -هو الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP الدرَاوَرْدِي-عن هِشَام بنِ سَعْدٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسَار قال: رأيت رجالا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسون في المسجد وهم مجنبون الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP إذا توضؤوا وضوء الصلاة، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، فالله الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP أعلم.
وقوله: ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ
مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا
مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) أما المرض المبيح للتيمم، فهو
الذي يخاف معه من استعمال الماء فواتُ عضو أو شَيْنه أو تطويل البُرء. ومن
العلماء من جَوّز التيمم بمجرد المرض لعموم الآية. وقال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبي، حدثنا أبو غسَّان مالكُ بن إسماعيل، حدثنا قيس عن خَصِيف الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
عن مجاهد في قوله: ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى ) قال: نزلت في رجل من
الأنصار، كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فيناوله،
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزل الله هذه الآية.
هذا مرسل. والسفر معروف، ولا فرق فيه بين الطويل والقصير.

وقوله: ( أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ) الغائط: هو المكان المطمئن من الأرض، كنى بذلك عن التغوط، وهو الحدث الأصغر.
وأما قوله: ( أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ ) فقرئ: "لَمَسْتم" و"لامستم" واختلف المفسرون والأئمة في معنى ذلك، على قولين:
أحدهما: "أن ذلك كناية عن الجماع" لقوله الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 [البقرة: 237] وقال تعالى: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ
طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ
عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 [الأحزاب: 49].
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وَكِيع، عن سفيان، عن
أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ( أَوْ لامَسْتُمُ
النِّسَاءَ ) قال: الجماع. ورُوي عن علي، وأبيّ بن كعب، ومجاهد، وطاوس،
والحسن، وعُبَيد بن عمير، وسعيد بن جبير، والشَّعْبي، وقتادة، ومقاتل بن
حيَّان -نحوُ ذلك.
وقال ابن جرير: حدثني حُمَيد بن مَسْعَدةَ، حدثنا يزيد بن زُرَيع، حدثنا
شُعبة، عن أبي بِشْر، عن سعيد بن جبير قال: ذكروا اللمس، فقال ناس من
الموالي: ليس بالجماع. وقال ناس من العرب: اللمس الجماع: قال: فأتيت ابن
عباس فقلت له: إن ناسا من الموالي والعرب اختلفوا في اللمس، فقالت الموالي.
ليس بالجماع. وقالت العرب: الجماع. قال: من أيّ الفريقين كنت؟ قلت: كنت من
الموالي. قال: غُلب فريقُ الموالي. إن اللمس والمس والمباشرة: الجماع،
ولكن الله يكني ما شاء بما شاء.
ثم رواه عن ابن بشَّار، عن غُنْدَر، عن شعبة -به نحوه. ثم رواه من غير وجه عن سعيد بن جبير، نحوه.
ومثله قال: حدثني يعقوب، حدثنا هشيم قال: حدثنا أبو بشر، أخبرنا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: اللمس والمس والمباشرة: الجماع، ولكن الله يكني بما يشاء.
حدثنا عبد الحميد بن بيان، أنبأنا إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن عاصم
الأحول، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عباس قال: الملامسة: الجماع، ولكن الله
كريم يكني بما يشاء.
وقد صح الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP من غير وجه، عن عبد الله بن عباس أنه قال ذلك. ثم رواه ابن جرير عن بعض من حكاه ابن أبي حاتم عنهم.
ثم قال ابن جرير: وقال آخرون: عنى الله بذلك كل لمس بيد كان أو بغيرها
من أعضاء الإنسان، وأوجب الوضوء على كل من مس بشيء من جسده شيئا من جسدها
مفضيًا إليه.
ثم قال: حدثنا ابن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان عن مُخَارقٍ، عن طارق الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP عن عبد الله بن مسعود قال: اللمس ما دون الجماع.
وقد رواه من طرق متعددة عن ابن مسعود بمثله. وروي من حديث الأعمش، عن
إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: القبلة من المس، وفيها
الوضوء.
وقال: حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عُبَيد الله الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP بن عمر، عن نافع: أن ابن عمر كان يتوضأ من قبلة المرأة، ويرى الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP فيها الوضوء، ويقول: هي من اللماس.
وروى ابن أبي حاتم وابن جرير أيضا من طريق شعبة، عن مخارق، عن طارق، عن عبد الله قال: اللمس ما دون الجماع.
ثم قال ابن أبي حاتم: ورُوي عن ابن عمر، وعبيدة، وأبي عثمان النَّهْدي
وأبي عبيدة -يعني ابن عبد الله بن مسعود-وعامر الشَّعْبي، وثابت بن
الحجَّاج، وإبراهيم النَّخَعي، وزيد بن أسلم نحو ذلك.
قلت: وروى مالك، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه أنه
كان يقول: قبلة الرجل امرأته وجَسَّه بيده من الملامسة، فمن قَبّل امرأته
أو جسها بيده، فعليه الوضوء.
وروى الحافظ أبو الحسن الدارقُطْني [في سننه] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نحو ذلك. ولكن رَوَيْنا عنه من وجه آخر:
أنه كان يقبل امرأته، ثم يصلي ولا يتوضأ. فالرواية عنه مختلفة، فيحمل الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP ما قاله في الوضوء إن صح عنه على الاستحباب، والله أعلم.
والقول بوجوب الوضوء من المس هو قول الشافعي وأصحابه ومالك والمشهور عن
أحمد بن حنبل، رحمهم الله، قال ناصر هذه المقالة: قد قرئ في هذه الآية (
لامَسْتُمُ ) ( ولمستم ) واللمس يطلق في الشرع على الجس باليد قال [الله] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP تعالى: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 [الأنعام: 7]، أي جسوه الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP وقال [رسول الله] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP صلى الله عليه وسلم لماعز -حين أقر بالزنا يُعرض له بالرجوع عن الإقرار-: "لعلك قبلت أو لمست" الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP2 وفي الحديث الصحيح: "واليد زناها اللمس" الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP2
. وقالت عائشة، رضي الله عنها: قَلّ يوم إلا ورسولُ الله صلى الله عليه
وسلم يطوف علينا، فيقبّل ويلمس. ومنه ما ثبت في الصحيحين: أنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الملامسة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP وهو يَرْجع إلى الجس باليد على كلا التفسيرين قالوا: ويطلق في اللغة على الجس باليد، كما يطلق على الجماع، قال الشاعر:




وألمستُ كَفي كفَّه أطلب الغِنَى

واستأنسوا أيضا بالحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الله الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
بن مهدي وأبو سعيد قالا حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير -وقال أبو
سعيد: حدثنا عبد الملك بن عُمَير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ قال:
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل
لقي امرأة لا يعرفها، فليس الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP يأتي الرجل من امرأته شيء إلا أتاه منها، غير أنه لم يجامعها؟ قال: فأنزل الله عز وجل هذه الآية: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 وَأَقِمِ
الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1
[هود: 114] قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضأ ثم صَلِّ".
قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: "بل
للمؤمنين عامة".
ورواه الترمذي من حديث زائدة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP به، وقال: ليس بمتصل. وأخرجه النسائي من حديث شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP2 .
قالوا: فأمره بالوضوء؛ لأنه لمس المرأة ولم يجامعها. وأجيب بأنه منقطع
بين أبي ليلى ومعاذ، فإنه لم يلقه، ثم يحتمل أنه إنما أمره بالوضوء والصلاة
للتوبة، كما تقدم في حديث الصدِّيق [رضي الله عنه] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP "ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا غفر الله له" الحديث، وهو مذكور في سورة آل عمران عند قوله: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ[وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 الآية [آل عمران:135] .
ثم قال ابن جرير: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عنى الله
بقوله: ( أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ ) الجماع دون غيره من معاني اللمس،
لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَبّل بعض نسائه ثم صلى
ولم يتوضأ، ثم قال: حدثني بذلك إسماعيل بن موسى السدي قال: أخبرنا أبو بكر
بن عياش، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة عن عائشة قالت: كان
النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل، ثم يصلي ولا يتوضأ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
ثم قال: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا وَكِيع، عن الأعمش، عن حبيب، عن عروة،
عن عائشة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قَبّل بعض نسائه، ثم خرج إلى
الصلاة ولم يتوضأ، قلت: من هي إلا أنت؟ فضحكت.
وهكذا رواه أبو داود والترمذي، وابن ماجه عن جماعة من مشايخهم، عن وكيع، به الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
ثم قال أبو داود: روي عن الثوري أنه قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة
المزَنيّ، وقال يحيى القطَّان لرجل: احك عني أن هذا الحديث شبه لا شيء.

وقال الترمذي: سمعت البخاري يضعف هذا الحديث وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عُرْوَة.
وقد وقع في رواية ابن ماجه: عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد
الطنافسي، عن وكيع عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن
عائشة.
وأبلغ من ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده، من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP وهذا نص في كونه عروة بن الزبير، ويشهد له قوله: من هي إلا أنت، فضحكت الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
لكن روى أبو داود، عن إبراهيم بن مَخْلد الطَّالْقاني، عن عبد الرحمن بن
مَغْراء، عن الأعمش قال: حدثنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP فذكره، والله أعلم.
وقال ابن جرير أيضا: حدثنا أبو زيد عمر بن شَبَّةَ، عن الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
شهاب بن عبَّاد، حدثنا مَنْدَل بن علي، عن ليث، عن عطاء، عن عائشة -وعن
أبي رَوْق، عن إبراهيم التَّيمي، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم ينال مني القبلةَ بعد الوضوء، ثم لا يعيد الوضوء الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي روق الهمْ, , د, َ,
اني، عن إبراهيم التيمي، عن عائشة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ثم
صلى ولم يتوضأ.
[و] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP رواه أبو داود والنسائي من حديث يحيى ال, قطان -زاد أبو داود: وابن مهدي-كلاهما عن سفيان الثوري به. الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP ثم قال أبو داود، والنسائي: لم يسمع إبراهيم التيمي من عائشة.
وقال ابن جرير أيضا: حدثنا سعيد الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
بن يحيى الأموي، حدثنا أبي، حدثنا يزيد بن سِنَان، عن عبد الرحمن
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم سلمة: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم، ثم لا يفطر، ولا يحدث وضوءًا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP2 .
وقال أيضا: حدثنا أبو كريب، حدثنا حفص بن غِياث، عن حجاج، عن عمرو بن
شعيب، عن زينب السَّهْمِية عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يُقَبّل
ثم يصلي ولا يتوضأ.
وقد رواه الإمام أحمد، عن محمد بن فُضَيل، عن حجاج بن أَرْطَاة، عن عمرو
بن شعيب، عن زينب السهمية، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .

وقوله: ( فلَمْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) استنبط كثير من الفقهاء
من هذه الآية: أنه لا يجوز التيمم لعادم الماء إلا بعد تطلبه، فمتى طلبه
فلم يجده جاز له حينئذ التيمم. وقد ذكروا كيفية الطلب في كتب الفروع، كما
هو مقرر في موضعه، كما هو الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP في الصحيحين، من حديث عِمران بن حصين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا معتزلا لم يصل في الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
القوم، فقال: "يا فلان، ما منعك أن تصلي مع القوم؟ ألست برجل مسلم؟" قال:
بلى يا رسول الله، ولكن أصابتني جنابة ولا ماء. قال: "عليك بالصعيد، فإنه
يكفيك". الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
ولهذا قال تعالى: ( فَإِنْ لَمْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) فالتيمم في اللغة هو: القصد. تقول العرب: تيممك الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP الله بحفظه، أي: قصدك. ومنه قول امرئ القيس الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP

وَلَمَّـــا رَأتْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP أنَّ المَــنِية ورِدُها


وأن الحـصَى مـن تحـت أقدامها دَامِ

تيممـت العيـن التـي عنــد ضـارج


يفـيء عليهـا الفـيء عَرْمَضها طام
والصعيد قيل: هو كل ما صعد على وجه الأرض، فيدخل فيه التراب، والرمل،
والشجر، والحجر، والنبات، وهو قول مالك. وقيل: ما كان من جنس التراب فيختص
التراب والرمل والزرنيخ، والنورة، وهذا مذهب أبي حنيفة. وقيل: هو التراب
فقط، وهو مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهما، واحتجوا بقوله تعالى: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1
[الكهف: 40] أي: ترابا أملس طيبا، وبما ثبت في صحيح مسلم، عن حذيفة بن
اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلنا على الناس بثلاث:
جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها
لنا طهورا إذا لم نجد الماء" الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
وفي لفظ: "وجعل ترابها لنا طهورا إذا لم نجد الماء". قالوا: فخصص الطهورية
بالتراب في مقام الامتنان، فلو كان غيره يقوم مقامه لذكره معه.
والطيب هاهنا قيل: الحلال. وقيل: الذي ليس بنجس. كما رواه الإمام أحمد
وأهل السنن إلا ابن ماجه، من حديث أبي قلابة عن عمرو بن بُجْدان الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر حجج، فإذا وجده، الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP فليمسه بَشرته، فإن ذلك خير له".
وقال الترمذي: حسن صحيح: وصححه ابن حبان أيضا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP ورواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده عن أبي هريرة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP2 وصححه الحافظ أبو الحسن القطان. وقال ابن عباس: أطيب الصعيد تراب الحرث. رواه ابن أبي حاتم، ورفعه ابن مَرْدويه في تفسيره الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
وقوله: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 التيمم بدل عن الوضوء في التطهر الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP به، لا أنه بدل منه في جميع أعضائه، بل يكفي مسح الوجه واليدين فقط بالإجماع، ولكن الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP اختلف الأئمة في كيفية التيمم على أقوال.
أحدها -وهو مذهب الشافعي في الجديد-: أنه يجب أن يمسح الوجه واليدين إلى
المرفقين بضربتين؛ لأن لفظ اليدين يصدق إطلاقهما على ما يبلغ المنكبين،
وعلى ما يبلغ المرفقين، كما في آية الوضوء، ويطلق ويراد بهما ما يبلغ
الكفين، كما في آية السرقة: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 [المائدة: 38] قالوا: وحمل ما أطلق هاهنا على ما قيد في آية الوضوء أولى لجامع الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
الطهورية. وذكر بعضهم ما رواه الدارقطني، عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "التيمم ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى
المرفقين". ولكن لا يصح؛ لأن في أسانيده ضعفاء لا يثبت الحديث بهم الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP2
وروى أبو داود عن ابن عمر -في حديث-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب
بيديه على الحائط ومسح بهما وجهه، ثم ضرب ضربة أخرى فمسح بها ذراعيه.
ولكن في إسناده محمد بن ثابت العَبْدي، وقد ضعفه بعض الحفاظ، ورواه غيره
من الثقات فوقفوه على فعل ابن عمر، قال البخاري وأبو زرعة وابن عَدِي: هو
الصواب. وقال البيهقي: رفع هذا الحديث منكر الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
واحتج الشافعي بما رواه عن إبراهيم بن محمد عن أبي الحويرث عن عبد
الرحمن بن معاوية، عن الأعرج، عن ابن الصَّمَّة: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم تيمم فمسح وجهه وذراعيه. الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
وقال ابن جرير: حدثني موسى بن سهل الرملي، حدثنا نعيم بن حَمَّاد، حدثنا
خارجةُ بن مُصْعب، عن عبد الله بن عطاء، عن موسى بن عُقْبة، عن الأعرج، عن
أبي جُهيم الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول، فسلمت عليه، فلم يرد علي حتى فرغ، ثم قام إلى الحائط الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP فضرب بيديه عليه، فمسح بهما وجهه، ثم ضرب بيديه على الحائط فمسح بهما يديه إلى المرفقين، ثم رد علي السلام الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .

والقول الثاني: إنه يجب مسح الوجه واليدين إلى الكفين بضربتين، وهو القول القديم للشافعي.
والثالث: أنه يكفي مسح الوجه والكفين بضربة واحدة؛ قال الإمام أحمد:
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن الحكم، عن ذَرّ، عن ابن عبد الرحمن
بن أبزى، عن أبيه؛ أن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء؟ فقال عمر:
لا تصل. فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية
فأجنبنا فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب فصليت،
فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: "إنما كان يكفيك".
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده الأرض، ثم نفخ فيها ومسح بها الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP وجهه وكفيه الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
وقال أحمد أيضا: حدثنا عفَّان، حدثنا أبان، حدثنا قتادة، عن عَزْرَة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبْزى، عن أبيه، عن عمار؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في التيمم: "ضربة للوجه والكفين" الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد، حدثنا سليمان
الأعمش، حدثنا شقيق قال: كنت قاعدا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى
لعبد الله: لو أن رجلا لم يجد الماء لم يصل؟ فقال عبد الله: لا. فقال أبو
موسى: أما تذكر إذ قال عمَّار لعمر: ألا تذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإياك في إبل، فأصابتني جنابة، فتمرغت في التراب؟ فلما رجعتُ إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته، فضحك وقال: "إنما كان يكفيك أن تقول
هكذا"، وضرب بكفيه إلى الأرض، ثم مسح كفيه جميعا، ومسح وجهه مسحة واحدة
بضربة واحدة؟ فقال عبد الله: لا جرم، ما رأيت عمر قنع بذاك قال: فقال له
أبو موسى: فكيف بهذه الآية في سورة النساء: ( فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيًدا طَيِّبًا ) ؟ قال: فما درى عبد الله ما يقول، وقال:
لو رخصنا لهم في التيمم لأوشك أحدهم إذا برد الماء على جلده أن يتيمم الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
وقال تعالى في آية المائدة: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1
[المائدة:6]،استدل بذلك الشافعي، رحمه الله تعالى، على أنه لا بد في
التيمم أن يكون بتراب طاهر له غبار يعلق بالوجه واليدين منه شيء، كما رواه
الشافعي بإسناده المتقدم عن ابن الصمة: أنه مَرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم
وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه، حتى قام إلى جدار فحته بعصا كانت معه،
فضرب بيده عليه ثم مسح بها وجهه وذراعيه.
وقوله: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 أي: في الدين الذي شَرَعه لكم الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 فلهذا أباح إذا لم تجدوا الماء أن تعدلوا إلى التيمم بالصعيد الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1
ولهذا كانت هذه الأمة مختصة بشرعية التيمم دون سائر الأمم، كما ثبت في
الصحيحين، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "أعطِيتُ خمسا لم يُعْطَهُنَّ أحدٌ قَبْلي: نُصِرتُ
بالرُّعبِ مَسِيرةَ شهر وجعلتْ لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من
أمتي أدركته الصلاة فليصل -وفي لفظ: فعنده طَهُورُه مسجده-وأحِلَّتْ لي
الغنائم ولم تَحِلَّ لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه
وبعثت إلى الناس عامة" الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
وتقدم في حديث حذيفة عند مسلم: "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجدا، وتربتها الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP طهورا إذا لم نجد الماء".
وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: ( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) أي: ومن عفوه عنكم
وغَفره لكم أن شرع الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP التيمم، وأباح لكم فعل الصلاة به إذا فقدتم الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
الماء توسعة عليكم ورخصة لكم، وذلك أن هذه الآية الكريمة فيها تنزيه
الصلاة أن تفعل على هيئة ناقصة من سكر حتى يصحو المكلف ويعقل ما يقول، أو
جنابة حتى يغتسل، أو حدث حتى يتوضأ، إلا أن يكون مريضا أو عادما للماء، فإن
الله، عز وجل، قد أرخص في التيمم والحالة هذه، رحمة بعباده ورأفة بهم،
وتوسعة عليهم، ولله الحمد والمنة.
ذكر سبب نزول مشروعية التيمم:
وإنما ذكرنا ذلك هاهنا؛ لأن هذه الآية التي في النساء متقدمة النزول على
آية المائدة، وبيانه أن هذه نزلت قبل تحتم تحريم الخمر، والخمر إنما حرم
بعد أحد، يقال: في محاصرة النبي صلى الله عليه وسلم لبني النضير بعد أحد
بيسير، وأما المائدة فإنها من أواخر ما نزل، ولا سيما صدرها، فناسب أن يذكر
السبب هاهنا، وبالله الثقة.
قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة: أنها
استعارت من أسماء قلادة، فهلكت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا
في طلبها فوجدوها، فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء، فصلوها بغير وضوء، فشكوا
ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله آية التيمم، فقال أسيد بن
الحضير لعائشة: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله
لك وللمسلمين فيه خيرا الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
طريق أخرى: قال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أنبأنا مالك، عن عبد
الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا في البيداء الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
-أو بذات الجيش-انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على
التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى
أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه
وسلم وبالناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء! فجاء أبو بكر، ورسول الله صلى
الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله
عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء! قالت عائشة: فعاتبني أبو
بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، ولا يمنعني من
التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم على غير ماء، فأنزل الله آية
التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بَركتكم يا آل أبي بكر.
قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
وقد رواه البخاري أيضًا عن قُتيبة وإسماعيل. ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح قال: قال
ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمار بن ياسر؛ أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس بأولات الجيش ومعه عائشة زوجته، فانقطع
عقد لها من جَزْع ظَفَار، فحبس الناس ابتغاء عقدها، وذلك حتى أضاء الفجر،
وليس مع الناس ماء، فأنزل الله، عز وجل، على رسوله صلى الله عليه وسلم رخصة
التطهر بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئا، فمسحوا
بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP .
وقد رواه ابن جرير: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا صيفى، عن ابن أبي ذئب، [عن الزُّهْرى] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي اليقظان قال: كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فهلك عقد لعائشة، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أضاء
الفجر الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP فتغيّظ أبو بكر على عائشة [رضي الله عنها] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
فنزلت عليه الرخصة: المسح بالصعيد الطيب. فدخل أبو بكر فقال لها: إنك
لمباركة! نزلت فيك رخصة! فضربنا بأيدينا ضربة لوجوهنا، وضربة لأيدينا إلى
المناكب والآباط. الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
حديث آخر: قال الحافظ أبو بكر بن مَرْدويه: حدثنا محمد بن أحمد بن
إبراهيم، حدثنا الحسن بن أحمد حدثنا الليث حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا
العلاء الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP بن أبي سوية، حدثني الهيثم عن زُرَيق الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
المالكي -من بني مالك بن كعب بن سعد، وعاش مائة وسبع عشرة سنة-عن أبيه، عن
الأسلع بن شريك قال: كنت أُرَحِّل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة،
فكرهت أن أرحل ناقتة وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو
أمرض، فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها، ثم رضَفت أحجارًا فأسخنت بها ماء،
فاغتسلت. ثم لحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال: "يا أسلع،
مالي أرى رحلتك تغيرت؟" قلت: يا رسول الله، لم أرحلها، رحلها رجل من
الأنصار، قال: "ولم ؟" قلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القُرَّ على نفسي،
فأمرته أن يرحلها، ورضفت أحجارًا فأسخنت بها ماء فاغتسلت به، فأنزل الله
تعالى: ( لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا
مَا تَقُولُونَ [وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا
وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ
مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بوجوهكم وأيديكم] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) وقد روي من وجه آخر عنه .
الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B2 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير B1 .
يخبر تبارك وتعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP إلى يوم القيامة الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
أنهم يشترون الضلالة بالهدى ويعرضون عما أنزل الله على رسوله صلى الله
عليه وسلم ويتركون ما بأيديهم من العلم عن الأنبياء الأقدمين [عليهم
السلام] الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP
في صفة محمد صلى الله عليه وسلم ليشتروا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا (
وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُوا السَّبِيلَ ) أي يودون لو تكفرون بما أنزل
عليكم أيها المؤمنون وتتركون الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير MARGNTIP ما أنتم عليه من الهدى والعلم النافع.










الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير Prev




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير Empty رد: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 18:42:44

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير 11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير Empty رد: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:22:56

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير Empty رد: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:18:13


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير Empty رد: الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:55:07

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى