الشيخ سي مصطفى حاشي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الشيخ سي مصطفى حاشي
الشيخ سي مصطفى حاشي من مشايخ الجلفة (1895 - 1980)، رحمه الله
ولد العالم الشيخ مصطفى حاشي بن محمد بن الحاشي سنة1313هـ ( 1895م ) ببلدية (سد الرحال ) دائرة مسعد - ولاية الجلفة - .
نشأ على عفة وصيانة وقد عاش شرخ شبابه تقيا ، ورعا طاهرا ظاهرا وباطنا ، حفظ القرآن الكريم وتفقه في علوم الدين ، وبرع في فنون اللغة العربية على أيدي مشايخ زاوية الشيخ المختار- رضي الله عنه -
" بأولاد جلال " .ومن جملة من درس معهم الشيخ النعيم النعيمي والشيخ عبد القادر - المسعدي - والشيخ محمد العيد آل خليفة وغيرهم من أعلام الجزائر ، وتبحر في أنواع العلوم الشرعية وخاصة ماتعلق منها بالمذهب المالكي ، وكانت له صلة صداقة حميمة بالشيخ عبد الحميد مختاري -رحمه الله - وولاه الإمامة بمسجد أحمد بن الشريف بالجلفة ولظروف خاصة به جعلته يقترح بدله الشيخ عطية مسعودي- رحمه الله - وقد أسند إليه منصب القضاء بمدينة - مسعد - فرفضه ثم خرج من وطنه وتنقلت به الأسفار إلى أن وصل إلى ليبيا وشارك في ثورتها ضد الإحتلال الإيطالي رفقة أحد أحفاد الأمير عبد القادر ومجموعة من المتطوعين الجزائريين والمغاربة ، وأصيب في إحدى المعارك برصاصة في رجله اليمنى ، وكرم بشهادة شرفية على شجاعته وحسن سيرته ، ومن ليبيا توجه لزيارة بيت المقدس بفلسطين مشيا على الاقدام ودخل لبنان وانخرط في صفوف المجاهدين المتوجهين إلى البلقان لكن صعوبة المسالك ، والظروف القاسية التى فرضتها الحرب العالمية الأولى حالت دون بلوغ هدفه ، فاتجه نحو بغداد وقصد زاوية القطب الرباني الشيخ عبد القادر الجيلاني - رحمه الله - فأقبل على طلب المزيد من العلم والمعرفة ، فوسّع معارفه العلمية هناك على أيدي مشائخها ، وكرموه بشهادة ، وأجازوه بالمغرب العربي ، ومن بغداد سافر إلى البقاع المقدسة مشيا على الاقدام فأدى فريضة الحج ، وانكفأ راجعا إلى وطنه بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات. ولما وصل إلى دياره شرع مباشرة في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، في المدن ، والقرى والبوادي بالمنطقة ، فكان المعلم ، والمريي ، والقاضي ، والحكم ، وكان يعالج بحكمة ودراية المنازعات التى تنشأ بين المواطنين ، وأجرى كثيرا من المصالحات ، وكانت أحكامه التى يصدرها تحظى بكثير من الإحترام والقبول ، فلقب -بالمحكمة المتنقلة - وكان رجلا حازما يعطي في موضع العطاء ، ويمنع في موضع المنع .وإثر اندلاع الثورة التحريرية الكبرى ( 1954 م ) وفي سنواتها الأولى ، شارك فيها مشاركة فعاله بكل ما يملك من طاقة ماديه ومعنوية رغم كبر سنه ، فكان يحث الشباب على الجهاد في سبيل الله وكان لهذا النداء صدى كبير في أوساط الشباب حيث التحق الكثير منهم بصفوف جيش التحرير الوطني في الجبال بالمنطقة ، وهذا ما دفع سلطات الإستعمار إلى الإنتقام منه فألقي عليه القبض وزج به في السجن وعذب عذابا شديدا ، وبعدأن أطلق سراحه ، واصل نشاطه الجهادي أكثر من ذي قبل لكن بحذر وسرية تامة ، إلى أن وضعت الحرب أوزارها واستعادت الجزائر حريتها واستقلالها ، وعمّ الأمن والإستقرار ربوعها ولقد شهدت الجزائر في هذه المرحلة الأولى من استقلالها نهضة علمية وثقافية منقطعة النظير . فكان شيخنا من أوائل الرجال الذين لعبوا دورا أساسيا في تنشيط حركتها ، فاشتغل بعزم وإرادة قوية في نشر العلم والمعرفة ( متطوعا ) بمسجدي ابن معطار وابن دنيدينة بالجلفة ساعده في التدريس الشيخ الحاج امعمر حاشي - رحمه الله - ،وكان يحضر دروسه جمع غفير من الطلبة على اختلاف أعمارهم ، وقد فتح الله في العلم الشريف وفي اللغة العربية على الكثير منهم. هكذا كانت سيرته ، وهكذا كان جهاده واجتهاده في سبيل وطنه وتحريره ، وفي طلب العلم وتعليمه ، وطّـد نفسه على احتمال المكاره ، وروّضها على الصبر ، فكان لا يـبالي بما يعترض سبيله من عقبات ونكبات ، كانت حياته كلها عملا متواصلا في سبيل الله ، لا يعرف الكلل أوالملل ، فكان حقا علما من أعلام الأمة المستمسكين بالكتاب والسنة الذين مدحهم الله في كتابه العزيز بقوله عز من قائل : " رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب / 23وكانت وفاته - رحمه الله سنة 1401هـ ( 1980 م ) وحضرجنازته جمع غفيرمن الناس ودفن بالمقبرة الخضراء بالجلفة .
ولد العالم الشيخ مصطفى حاشي بن محمد بن الحاشي سنة1313هـ ( 1895م ) ببلدية (سد الرحال ) دائرة مسعد - ولاية الجلفة - .
نشأ على عفة وصيانة وقد عاش شرخ شبابه تقيا ، ورعا طاهرا ظاهرا وباطنا ، حفظ القرآن الكريم وتفقه في علوم الدين ، وبرع في فنون اللغة العربية على أيدي مشايخ زاوية الشيخ المختار- رضي الله عنه -
" بأولاد جلال " .ومن جملة من درس معهم الشيخ النعيم النعيمي والشيخ عبد القادر - المسعدي - والشيخ محمد العيد آل خليفة وغيرهم من أعلام الجزائر ، وتبحر في أنواع العلوم الشرعية وخاصة ماتعلق منها بالمذهب المالكي ، وكانت له صلة صداقة حميمة بالشيخ عبد الحميد مختاري -رحمه الله - وولاه الإمامة بمسجد أحمد بن الشريف بالجلفة ولظروف خاصة به جعلته يقترح بدله الشيخ عطية مسعودي- رحمه الله - وقد أسند إليه منصب القضاء بمدينة - مسعد - فرفضه ثم خرج من وطنه وتنقلت به الأسفار إلى أن وصل إلى ليبيا وشارك في ثورتها ضد الإحتلال الإيطالي رفقة أحد أحفاد الأمير عبد القادر ومجموعة من المتطوعين الجزائريين والمغاربة ، وأصيب في إحدى المعارك برصاصة في رجله اليمنى ، وكرم بشهادة شرفية على شجاعته وحسن سيرته ، ومن ليبيا توجه لزيارة بيت المقدس بفلسطين مشيا على الاقدام ودخل لبنان وانخرط في صفوف المجاهدين المتوجهين إلى البلقان لكن صعوبة المسالك ، والظروف القاسية التى فرضتها الحرب العالمية الأولى حالت دون بلوغ هدفه ، فاتجه نحو بغداد وقصد زاوية القطب الرباني الشيخ عبد القادر الجيلاني - رحمه الله - فأقبل على طلب المزيد من العلم والمعرفة ، فوسّع معارفه العلمية هناك على أيدي مشائخها ، وكرموه بشهادة ، وأجازوه بالمغرب العربي ، ومن بغداد سافر إلى البقاع المقدسة مشيا على الاقدام فأدى فريضة الحج ، وانكفأ راجعا إلى وطنه بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات. ولما وصل إلى دياره شرع مباشرة في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، في المدن ، والقرى والبوادي بالمنطقة ، فكان المعلم ، والمريي ، والقاضي ، والحكم ، وكان يعالج بحكمة ودراية المنازعات التى تنشأ بين المواطنين ، وأجرى كثيرا من المصالحات ، وكانت أحكامه التى يصدرها تحظى بكثير من الإحترام والقبول ، فلقب -بالمحكمة المتنقلة - وكان رجلا حازما يعطي في موضع العطاء ، ويمنع في موضع المنع .وإثر اندلاع الثورة التحريرية الكبرى ( 1954 م ) وفي سنواتها الأولى ، شارك فيها مشاركة فعاله بكل ما يملك من طاقة ماديه ومعنوية رغم كبر سنه ، فكان يحث الشباب على الجهاد في سبيل الله وكان لهذا النداء صدى كبير في أوساط الشباب حيث التحق الكثير منهم بصفوف جيش التحرير الوطني في الجبال بالمنطقة ، وهذا ما دفع سلطات الإستعمار إلى الإنتقام منه فألقي عليه القبض وزج به في السجن وعذب عذابا شديدا ، وبعدأن أطلق سراحه ، واصل نشاطه الجهادي أكثر من ذي قبل لكن بحذر وسرية تامة ، إلى أن وضعت الحرب أوزارها واستعادت الجزائر حريتها واستقلالها ، وعمّ الأمن والإستقرار ربوعها ولقد شهدت الجزائر في هذه المرحلة الأولى من استقلالها نهضة علمية وثقافية منقطعة النظير . فكان شيخنا من أوائل الرجال الذين لعبوا دورا أساسيا في تنشيط حركتها ، فاشتغل بعزم وإرادة قوية في نشر العلم والمعرفة ( متطوعا ) بمسجدي ابن معطار وابن دنيدينة بالجلفة ساعده في التدريس الشيخ الحاج امعمر حاشي - رحمه الله - ،وكان يحضر دروسه جمع غفير من الطلبة على اختلاف أعمارهم ، وقد فتح الله في العلم الشريف وفي اللغة العربية على الكثير منهم. هكذا كانت سيرته ، وهكذا كان جهاده واجتهاده في سبيل وطنه وتحريره ، وفي طلب العلم وتعليمه ، وطّـد نفسه على احتمال المكاره ، وروّضها على الصبر ، فكان لا يـبالي بما يعترض سبيله من عقبات ونكبات ، كانت حياته كلها عملا متواصلا في سبيل الله ، لا يعرف الكلل أوالملل ، فكان حقا علما من أعلام الأمة المستمسكين بالكتاب والسنة الذين مدحهم الله في كتابه العزيز بقوله عز من قائل : " رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " سورة الأحزاب / 23وكانت وفاته - رحمه الله سنة 1401هـ ( 1980 م ) وحضرجنازته جمع غفيرمن الناس ودفن بالمقبرة الخضراء بالجلفة .
الأمير- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6081
تاريخ الميلاد : 29/10/1996
العمر : 28
مواضيع مماثلة
» المصلح الشيخ سي حاشي العسالي
» الأديب الشيخ الحاج معمر بن عثمان حاشي
» العلامة المصلح الشيخ مصطفى فخار
» كل شيء له ثمن - مصطفى حسني - فكَّر -
» مصطفى مهدي إلى باستيا لموسمين
» الأديب الشيخ الحاج معمر بن عثمان حاشي
» العلامة المصلح الشيخ مصطفى فخار
» كل شيء له ثمن - مصطفى حسني - فكَّر -
» مصطفى مهدي إلى باستيا لموسمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى