عهد الباشوات: 1587م-1659م
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عهد الباشوات: 1587م-1659م
عهد الباشوات: 1587م-1659م
أسباب تغيير نظام البايلرباي بنظام الباشاوات:
لقد تميز عهد البايلربايات بالقوة والنفوذ, حيث أصبح مجال سلطتهم يصل إلى طرابلس وتونس, بل لهم الحق في تعيين من يخلفهم نتيجة مساهمتهم الفعالة في هذه الأقاليم وفضلهم الكبير على السلطان العثماني. لذلك نجد أن الباب العالي بدأ يشك في نوايا هؤلاء خوفا من استقلالهم عن الدولة العثمانية, خاصة وأن الجزائر تفصلها مسافة طويلة بينها وبين العاصمة العثمانية. فبادر السلطان العثماني مراد الثالث1574-1595م في إيجاد حل عاجل لهذا, وتقليص حكم الولاة إلى ثلاث سنوات, ربما يضمن له ولاء الجزائر, بل الشمال الأفريقي بكامله وتسهل مراقبة هؤلاء ومتابعة تحركاتهم, ويحدث نوعا من الاستقرار بالمنطقة. فبعد أن انتهت فترة حكم حسن فنزيانو سنة1587م, قام السلطان بتعيين دالي أحمد باشا1587م-1589م, فأفتتح هذا الباشا عهده بعدة غارات على السواحل الإيطالية والأسبانية. وبالرغم من ارتياح السلطان لهذه الفكرة إلا أن هذا النظام الجديد كان يحمل في طياته بذور ضعفه وفنائه, إذ أن هؤلاء الباشاوات بحكم محدودية فترة حكمهم أصبحوا لابالون بالرعية وهمهم الوحيد هو كيف يحصلون على المال, كم تفشت فيهم ظاهرة شراء منصب الباشوية بالرشاوى والهدايا حتى ولو كان ذلك بإرهاق السكان بالضرائب.
كما ان هؤلاء الباشوات فقدوا سلطانهم الذي تحول إلى مجلس الديوان أو الأوجاق -الذي يضم شخصيات عسكرية ومدنية ودينية ولقد كان لطائفة الرياس نفوذ واسع في ذلك- الذي أصبح له بسطة في التدخل في الشؤون العامة, بل أصبح يحد من سلطة الباشا وينزع منه امتيازاته واختصاصاته .
أهم أحداث عهد الباشوات لقد تميز هذا العهد بعدة أحداث منها الداخلي ومنها الخارجي: في ما يخص الأحداث الداخلية فتتعلق بالصراع مع قلعة بني عباس بجنوب بجاية وظهور عدة ثورات في العاصمة وشرق البلاد والصراع بين القوات العسكرية الانكشارية البحرية وطائفة الرياس البحرية.
الصراع مع قلعة بني عباس: في عهد الخضر باشا بدات قلعة بني عباس تتمرد على الأتراك وذلك برفض دفع الضرائب التي تعتبر مورد هام للخزينة, فبادر الخضر بوضع حد لذلك فسار بجيش الذي بلغ تعداده 15000 جندي في شهر ديسمبر سنة 1590م لمحاصرة القلعة لكنها كانت منيعة, فشددوا الحصار عليها ولهذا بادر أميرها بطلب الصلح ودفع تكاليف الحصار. وأثناء حكم الباشا مصطفى خليفة شعبان باشا قام بتاسيس مدينة سور الغزلان لتكون شوكة في حلق بني عباس التي كانت تقطع الطريق لفرق المحلة التي تجمع الضرائب بين الجزائر وقسنطينة.
محاولة التخلص من نفوذ اليولداش-جنود القوات البرية- وفي ولاية الخضر باشا فكر في التخلص من نفوذ فرقة اليولداش التي كانت سببا في اتهامه باختلاس المال العام, وأحسن طريقة للتخلبص منها هو تسليح الجزائريين وفتح باب الثورة ضد الجند التركي, كما حاول التقرب من طائفة الرياس لاسيما أن هذه الطائفة تعتبر مورد اقتصادي تزود السوق الجزائرية عكس ما تحدثه فرق اليولداش المتغطرسة, ولذلك بادر سكان العاصمة خاصة الكراغلة الذين أعلنوا الحرب على اليولداش فحدثت مجازر في العاصمة وبهذا حدث تقارب بين سكان العاصمة والكراغلة لان هدفهم مشترك. وعندم أتيحت الفرصة لفرق اليولداش تآمرت على الخضر باشا واتهمته بالتخطيط للاستقلال بالجزائر فعزله الباب العالي وعوضه بسلفه مصطفى باشا الذي انتقم منه وفرض عليه غرامة مالية قدرت ب30000 لويزة ذهبية. كما دفع الجزائريون الثمن إذ اشتدت عليهم وطأة العسكر التركي فعم السخط وانضم السكان الى بني عباس وثاروا على الاتراك وحاصروهم في العاصمة, ولكن تم فك الحصار برد فعل تركي. وبهذا عزل مصطفى باشا وتعيين دالي حسن ابو ريشة ولكن ولايته لم تدم, إذ أن الفرنسيين طلبوا من الباب العالي عزله بسبب عدم احترام الامتيازات الفرنسية في الساحل, ولهذا توتر العلاقات الفرنسية الجزائرية.
وحل محله سليمان باشا وفي عهده شنت أوربا حملة صليبية سنة 1601م بقيادة جان دوريا لكنها باءت بالفشل. وأما الأحداث الخارجية فتتمثل في:
توتر العلاقات مع فرنسا: في سنة 1603م عاد الخضر باشا وللمرة الثالثة وفي عهده قامت طائفة الرياس بغزو السواحل الفرنسية وأسر بعض مواطنيها وتهديم المركز التجاري الفرنسي بالجزائر, فاحتجت فرنسا للباب العالي فأرسل السلطان قوصة باشا الذي تخلص من الخضر باشا وحل محله وعند مبادرته بتطبيق تعليمات السلطان وإعادة بناء المركز التجاري وإطلاق سراح الأسرى عارضه الديوان الجزائري بل أنه قتل. فخلفه مصطفى القابجي الذي مات بالطاعون سنة 1607م. وهكذا ما إن يعزل باشا وينصب آخر إلا وقتل.
ومن الأحداث التي أزمت العلاقات الفرنسية الجزائرية عندما قام أحد القراصنة الفرنسيين ويدعى سيمون دانسا بسرقة مدفعين وسلمهم لفرنسا, وبهذا دخلت البحرية الجزائرية في مناوشات مع القوات الفرنسية وانتهت بإرجاع المدفعين وتسليم الأسرى وعقدت معاهدة سنة 1628م بين الجزائر وفرنسا نصت على:
-إطلاق سراح الأسرى بين الجانبين والتوقف عن الأسر
- مسالمة البواخر الفرنسية
- تعيين قنصل فرنسي بالجزائر يتمتع بالحصانة
- إعادة بناء مركز القالة الفرنسي. لكن فرنسا لم تحترم شروط المعاهدة فعاد التوتر إلى ما كان عليه.
توتر العلاقات مع تونس: مرجع ذلك إلى عدم استقرار الحدود بين الولايتين, وفي عهد الباشا حسين الشيح تم إبرام معاهدة مع باي تونس لكن فيما اعتبر باشاوات الجزائر أن ذلك الاضطراب الذي يحدث في الشرق الجزائري مرجعه إلى بايات تونس حيث قام الخضر باشا بإعلان الحرب على تونس وفي الولاية الثانية لحسين الشيخ تم عقد معاهدة بين الجزائر وتنس رسمت فيها الحدود وكان ذلك سنة 1628م.
مميزات حكم الباشاوات:
لقد علمنا أن السلطان العثماني قد أحدث هذا النظام لسد كل الأبواب أمام من تسول له نفسه بالاستقلال عن الدولة العثمانية, لاسيما البايلربايات الذين تمتعوا بخبرة ومكانة في المجتمع ولذك حدد فترة حكم الباشا بثلاث سنوات, وهذا ما جعل الباشاوات يستغلون فترة حكمهم ويجمعون ما يمكن جمعه من الأموال, دون مراعاة الصالح العام, بل شراء منصب الباشوية. وعليه على إثر هذا التغيير أصبح في كل ايالة باشا بعد أن كان هناك حاكما واحدا مقره في الجزائر. كما ظهر هناك خلاف بين جنود البحرية الجزائرية وجنود البحرية العثمانية, وخاصة عندما تضاربت المصالح. إضافة إلى الاصطدام بين الرياس وجنود القوات البرية الممثلة في اليولداش خاصة وأن رياس البحر كانوا يحصلون على الغنائم بفضل غاراتهم على السواحل الأوربية. ونتيجة لقوة رياس البحر جعل أوربا تخطب ود الجزائر وإقامة علاقات معها,كما أن ضعف التسيير أدى إلى ثورات داخلية. وكل ذلك قد أضعف الدولة الجزائرية. ولاة عهد الباشاوات :
1- دالي أحمد باشا 1587-1589م
2- الخضر باشا 1589-1592م
3- الحاج شعبان1592-1595م
4- مصطفى باشا1595م
5- الخضر باشا في ولايته الثانية1595-1599م
6- دالي حسن أبو ريشة1599-1600م
7- سليمان باشا1600-1603م
8- الخضر باشا في ولايته الثالثة1603م
9- محمد قوصة1603-1605م
10- قوصة مصطفى القابجي 1605-1607م
11- رضوان باشا1607-1610م
12- قوصة مصطفى في ولايته الثانية1610-1611م
13- مصطفى باشا1611-1613م
14- حسين الشيخ 1613-1616م
15- مصطفى خزناجي1616-1617م
16- سليمان قاطانيا1617-1618م
17- حسين الشيخ في ولايته الثانية 1618-1619م
18- الخضر باشا1620-1621م
19- مصطفى حافظ قصور1621م
20- حسين باشا1621-1623م
21- مراد باشا1623-1624م
22- إبراهيم باشا1624-1625م
23- خصرف باشا1625-1626م
24- حسين باشا في ولايته الثانية1626-1634م
25- يوسف باشا1634-1637م
26-علي باشا1637-1639م
27- الشيخ حسن باشا1639-1640م
28- أبو جمال يوسف باشا في ولايته الثانية1640-1642م
29- محمد بورصالي باشا1642-1644م
30- أحمد باشا1644-1647م
31- أبو جمال يوسف في ولايته الثانية1647-1650م
32- محمد باشا1650-1653م
33- أحمد باشا1653-1655م
34- إبراهيم باشا1656-1659م.
zaara- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 6998
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى