ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الأحد 15 مايو - 17:33:24

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2






وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا
مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ







(25)الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
لما ذكر تعالى ما أعده لأعدائه من الأشقياء الكافرين به الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وبرسله من العذاب والنكال، عَطف بذكر حال أوليائه من السعداء المؤمنين به الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وبرسله، الذين صَدَّقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة، وهذا معنى تسمية القرآن "مثاني" على أصح أقوال الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
العلماء، كما سنبسطه في موضعه، وهو أن يذكر الإيمان ويتبعه بذكر الكفر، أو
عكسه، أو حال السعداء ثم الأشقياء، أو عكسه. وحاصله ذكر الشيء ومقابله.
وأما ذكر الشيء ونظيره فذاك التشابه، كما سنوضحه إن شاء الله؛ فلهذا قال
تعالى: ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ
لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) فوصفها بأنها تجري من
تحتها < 1-204 >
الأنهار، كما وصف النار بأن وقودها الناس والحجارة، ومعنى ( تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) أي: من تحت أشجارها وغرفها، وقد جاء في الحديث: أن
أنهارها تجري من الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
غير أخدود، وجاء في الكوثر أن حافتيه قباب اللؤلؤ المجوف، ولا منافاة
بينهما، وطينها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر، نسأل الله من فضله
[وكرمه]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP إنه هو البر الرحيم.
وقال ابن أبي حاتم: قرئ على الربيع بن سليمان: حدثنا أسد بن موسى، حدثنا
ابن ثوبان، عن عطاء بن قرّة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنهار الجنة تُفَجَّر من تحت تلال -أو من
تحت جبال-المسك" الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Margntip2 .
وقال أيضا: حدثنا أبو سعيد، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، قال: قال عبد الله: أنهار الجنة تفجر من جبل مسك.
وقوله تعالى: ( كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ) قال السدي في تفسيره، عن
أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس وعن مُرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من
الصحابة: ( قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ) قال: إنهم أتوا
بالثمرة في الجنة، فلما نظروا إليها قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل في [دار]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الدنيا.
وهكذا قال قتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ونصره ابن جرير.
وقال عكرمة: ( قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ) قال:
معناه: مثل الذي كان بالأمس، وكذا قال الربيع بن أنس. وقال مجاهد: يقولون:
ما أشبهه به.
قال ابن جرير: وقال آخرون: بل تأويل ذلك هذا الذي رزقنا من ثمار الجنة من قبل هذا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
لشدة مشابهة بعضه بعضًا، لقوله تعالى: ( وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ) قال
سُنَيْد بن داود: حدثنا شيخ من أهل المِصِّيصة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن
أبي كثير، قال: يؤتى أحدهم بالصحفة الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP من الشيء، فيأكل منها ثم يؤتى الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP بأخرى فيقول: هذا الذي أوتينا به من قبل. فتقول الملائكة: كُلْ، فاللون واحد، والطعم مختلف.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عامر الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP بن يَسَاف، عن يحيى بن أبي كثير قال: عشب الجنة الزعفران، وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
ثم يؤتون بمثلها، فيقول لهم أهل الجنة: هذا الذي أتيتمونا آنفا به، فيقول
لهم الولدان: كلوا، فإن اللون واحد، والطعم مختلف. وهو قول الله تعالى: (
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا )
وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية: ( وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ) قال: يشبه < 1-205 >
بعضه بعضًا، ويختلف في الطعم.
وقال ابن أبي حاتم: ورُوي عن مجاهد، والربيع بن أنس، والسدي نحو ذلك.
وقال ابن جرير بإسناده عن السدي في تفسيره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح،
عن ابن عباس وعن مُرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة، في قوله تعالى: (
وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ) يعني: في اللون والمرأى، وليس يشتبه الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP في الطعم.
وهذا اختيار ابن جرير.
وقال عكرمة: ( وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ) قال: يشبه ثمر الدنيا، غير أن ثمر الجنة أطيب.
وقال سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي ظِبْيان، عن ابن عباس، لا يشبه
شَيءٌ مما في الجنة ما في الدنيا إلا في الأسماء، وفي رواية: ليس في الدنيا
مما في الجنة إلا الأسماء. رواه ابن جرير، من رواية الثوري، وابن أبي حاتم
من حديث أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، به.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ( وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا )
قال: يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا: التفاح بالتفاح، والرمان
بالرمان، قالوا في الجنة: هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا، وأتوا به
متشابها، يعرفونه وليس هو مثله في الطعم.
وقوله تعالى: ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: مطهرة من القذر والأذى.
وقال مجاهد: من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد.
وقال قتادة: مطهرة من الأذى والمأثم. وفي رواية عنه: لا حيض ولا كلف. وروي عن عطاء والحسن والضحاك وأبي صالح وعطية والسدي نحو ذلك.
وقال ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، عن عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: المطهرة التي لا تحيض. قال: وكذلك خلقت حواء،
عليها السلام، حتى عصت، فلما عصت قال الله تعالى: إني خلقتك مطهرة وسأدميك
كما أدميت هذه الشجرة. وهذا غريب.
وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثني جعفر بن محمد بن حرب، وأحمد بن محمد الجُوري الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
قالا حدثنا محمد بن عبيد الكندي، حدثنا عبد الرزاق بن عمر البَزيعيّ،
حدثنا عبد الله بن المبارك عن شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ ) قال: "من الحيض والغائط والنخاعة والبزاق" الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Margntip2 .
هذا حديث غريب. وقد رواه الحاكم في مستدركه، عن محمد بن يعقوب، عن الحسن
بن علي بن عفان، عن محمد بن عبيد، به، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
< 1-206 >

وهذا الذي ادعاه فيه نظر؛ فإن عبد الرزاق بن عمر البزيعي الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP هذا قال فيه أبو حاتم بن حبان البُسْتي: لا يجوز الاحتجاج به الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
قلت: والأظهر أن هذا من كلام قتادة، كما تقدم، والله أعلم.
وقوله تعالى: ( وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) هذا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
هو تمام السعادة، فإنهم مع هذا النعيم في مقام أمين من الموت والانقطاع
فلا آخر له ولا انقضاء، بل في نعيم سرمدي أبدي على الدوام، والله المسؤول
أن يحشرنا في زمرتهم، إنه جواد كريم، بر رحيم.
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2






إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا
فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ
اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا
وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ







(26)






الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ







(27)الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن مرة،
عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة: لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين،
يعني قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[البقرة: 17] وقوله
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[البقرة: 19] الآيات الثلاث، قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال، فأنـزل الله هذه الآية إلى قوله:
( هُمُ الْخَاسِرُونَ )

وقال عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن قتادة: لما ذكر الله العنكبوت والذباب،
قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنـزل الله [تعالى هذه
الآية]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ) الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وقال سعيد، عن قتادة : أي إن الله لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئا ما،
قل أو كثر، وإن الله حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال أهل الضلالة:
ما أراد الله من ذكر هذا؟ فأنـزل الله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي
أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا )
قلت: العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعار أن هذه الآية مكية، وليس كذلك،
وعبارة رواية سعيد، عن قتادة أقرب والله أعلم. وروى ابن جُرَيج عن مجاهد
نحو هذا الثاني عن قتادة.
وقال ابن أبي حاتم: روي عن الحسن وإسماعيل بن أبي خالد نحو قول السدي وقتادة.
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: هذا مثل ضربه الله للدنيا؛ إذ < 1-207 >
البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا سمنت ماتت. وكذلك مثل هؤلاء الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP القوم الذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن، إذا امتلؤوا من الدنيا ريا أخذهم الله تعالى عند ذلك، ثم تلا
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الأنعام: 44] .
هكذا رواه ابن جرير، ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، بنحوه، فالله أعلم.
فهذا اختلافهم في سبب النـزول، وقد اختار ابن جرير ما حكاه السُّدي؛
لأنه أمس بالسورة، وهو مناسب، ومعنى الآية: أنه تعالى أخبر أنه لا يستحيي،
أي: لا يستنكف، وقيل: لا يخشى أن يضرب مثلا ما، أي: أيّ مثل كان، بأي شيء
كان، صغيرًا كان أو كبيرًا.
و "ما" هاهنا للتقليل الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وتكون ( بَعُوضَةً ) منصوبة على البدل، كما تقول: لأضربن ضربًا ما، فيصدق بأدنى شيء [أو تكون "ما" نكرة موصوفة ببعوضة]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . واختار ابن جرير أن ما موصولة، و ( بَعُوضَةً ) معربة بإعرابها، قال: وذلك سائغ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP في كلام العرب، أنهم يعربون صلة ما ومن بإعرابهما لأنهما يكونان معرفة تارة، ونكرة أخرى، كما قال حسان بن ثابت:

وَكَــفَى الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP بِنَا فَضْـلا عَلَى مَنْ غَيْرِنَا


حُــب الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP النَّبِيِّ مُحَمَّـدٍ إيَّانَـا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
قال: ويجوز أن تكون ( بَعُوضَةً ) منصوبة بحذف الجار، وتقدير الكلام: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بين بعوضة إلى ما فوقها.
[وهذا الذي اختاره الكسائي والفراء. وقرأ الضحاك وإبراهيم بن أبي عبلة
ورويت "بعوضة" بالرفع، قال ابن جني: وتكون صلة لما وحذف العائد كما في
قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الأنعام: 154] أي: على الذي أحسن هو أحسن، وحكى سيبويه: ما أنا بالذي قائل لك شيئا، أي: يعني بالذي هو قائل لك شيئًا]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وقوله: ( فَمَا فَوْقَهَا ) فيه قولان: أحدهما: فما دونها في الصغر، والحقارة، كما إذا وصف رجل باللؤم والشح، فيقول السامع الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
: نعم، وهو فوق ذلك، يعني فيما وصفت. وهذا قول الكسائي وأبي عبيدة، قال
الرازي: وأكثر المحققين، وفي الحديث: "لو أن الدنيا تزن عند الله جناح
بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء" الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Margntip2 . والثاني: فما فوقها: فما هو أكبر منها؛ لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة. وهذا [قول قتادة بن دعامة و]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP اختيار ابن جرير. < 1-208 >
[ويؤيده ما رواه مسلم عن عائشة، رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة
ومحيت عنه بها خطيئة" الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
فأخبر أنه لا يستصغر الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP شيئًا يَضْرب به مثلا ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة، كما [لم يستنكف عن خلقها كذلك لا يستنكف من]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ضرب المثل بالذباب والعنكبوت في قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الحج: 73]، وقال:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ
الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ
الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[العنكبوت: 41] وقال تعالى:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ *



يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ
وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ


الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[إبراهيم: 24-27]، وقال تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ [وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا]

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1

الآية [النحل: 75]، ثم قال:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ
عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ
بِخَيْرٍ [هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ]

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1

الآية [النحل: 76]، كما قال:

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
الآية [الروم: 28]. وقال:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ [وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ]

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
الآية [الزمر: 29]، وقد قال تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[العنكبوت: 43] وفي القرآن أمثال كثيرة.
قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1

وقال مجاهد قوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا
مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ) الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنون
ويعلمون أنها الحق من ربهم، ويهديهم الله بها.
وقال قتادة: ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي: يعلمون أنه كلام الرحمن، وأنه من عند الله.
وروي عن مجاهد والحسن والربيع بن أنس نحو ذلك.
وقال أبو العالية: ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ) يعني: هذا المثل: ( وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا
فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا ) كما قال في سورة
المدثر:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا
عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا
يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ
يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[المدثر: 31]، < 1-209 >
وكذلك قال هاهنا: ( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ )
قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن مرة،
عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة: ( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ) يعني:
المنافقين، ( وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ) يعني المؤمنين، فيزيد هؤلاء ضلالة
إلى ضلالهم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP لتكذيبهم بما قد علموه حقًا يقينًا، من المثل الذي ضربه الله بما ضربه لهم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وأنه لما ضربه له موافق، فذلك الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
إضلال الله إياهم به ( وَيَهْدِي بِهِ ) يعني بالمثل كثيرًا من أهل
الإيمان والتصديق، فيزيدهم هدى إلى هداهم وإيمانًا إلى إيمانهم، لتصديقهم
بما قد علموه حقًا يقينًا أنه موافق ما الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ضربه الله له مثلا وإقرارهم به، وذلك هداية من الله لهم به ( وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ) قال: هم المنافقون الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وقال أبو العالية: ( وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ) قال: هم أهل النفاق. وكذا قال الربيع بن أنس.
وقال ابن جريج عن مجاهد، عن ابن عباس: ( وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ) يقول: يعرفه الكافرون فيكفرون به.
وقال قتادة: ( وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ) فسقوا، فأضلهم الله على فسقهم.
وقال ابن أبي حاتم: حُدّثتُ عن إسحاق بن سليمان، عن أبي سِنان، عن عمرو
بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن سعد ( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ) يعني الخوارج.
وقال شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي فقلت: قوله
تعالى: ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ )
إلى آخر الآية، فقال: هم الحرورية. وهذا الإسناد إن صح عن سعد بن أبي وقاص،
رضي الله عنه، فهو تفسير على المعنى، لا أن الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
الآية أريد منها التنصيص على الخوارج، الذين خرجوا على عليٍّ بالنهروان،
فإن أولئك لم يكونوا حال نـزول الآية، وإنما هم داخلون بوصفهم فيها مع من
دخل؛ لأنهم سموا خوارج لخروجهم على الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام.
والفاسق في اللغة: هو الخارج عن الطاعة أيضًا. وتقول العرب: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرتها الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
؛ ولهذا يقال للفأرة: فويسقة، لخروجها عن جُحْرها للفساد. وثبت في
الصحيحين، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خمس فواسق
يُقتلن في الحل والحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور"
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
< 1-210 >

فالفاسق يشمل الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الكافر والعاصي، ولكن فسْق الكافر أشد وأفحش، والمراد من الآية الفاسق الكافر، والله أعلم، بدليل الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
أنه وصفهم بقوله: ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ
مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
وهذه الصفات صفات الكفار المباينة لصفات المؤمنين، كما قال تعالى في سورة الرعد:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ *


وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
الآيات، إلى أن قال:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الرعد: 19-25] .
وقد اختلف أهل التفسير في معنى العهد الذي وصف هؤلاء الفاسقين بنقضه،
فقال بعضهم: هو وصية الله إلى خلقه وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته،
ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه، وعلى لسان رسله، ونقضهم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ذلك هو تركهم العمل به.
وقال آخرون: بل هي الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
في كفار أهل الكتاب والمنافقين منهم، وعهد الله الذي نقضوه هو ما أخذه
الله عليهم في التوراة من العمل بما فيها واتباع محمد صلى الله عليه وسلم
إذا بعث والتصديق به، وبما جاء به من عند ربهم، ونقضهم ذلك هو جحودهم به
بعد معرفتهم بحقيقته وإنكارهم ذلك، وكتمانهم علم ذلك [عن]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
الناس بعد إعطائهم الله من أنفسهم الميثاق ليبيننه للناس ولا يكتمونه،
فأخبر تعالى أنهم نبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنًا قليلا. وهذا اختيار
ابن جرير رحمه الله وقول مقاتل بن حيان.
وقال آخرون: بل عنى بهذه الآية جميع أهل الكفر والشرك والنفاق. وعهده إلى جميعهم في توحيده: ما وضع لهم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
من الأدلة الدالة على ربوبيته، وعهده إليهم في أمره ونهيه ما احتج به
لرسله من المعجزات التي لا يقدر أحد من الناس غيرهم أن يأتي بمثلها الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الشاهدة لهم على صدقهم، قالوا: ونقضهم ذلك: تركهم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الإقرار بما ثبتت لهم صحته بالأدلة وتكذيبهم الرسل والكتب مع علمهم أن ما أتوا به حق، وروي أيضًا عن مقاتل بن حيان الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
نحو هذا، وهو حسن، [وإليه مال الزمخشري، فإنه قال: فإن قلت: فما المراد
بعهد الله؟ قلت: ما ركز في عقولهم من الحجة على التوحيد، كأنه أمر وصاهم به
ووثقه عليهم وهو معنى قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الأعراف: 172] إذ أخذ الميثاق عليهم في الكتب المنـزلة عليهم لقوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[البقرة: 40]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وقال آخرون: العهد الذي ذكره [الله]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP تعالى هو العهد الذي أخذه عليهم حين أخرجهم من < 1-211 >
صلب آدم الذي وصف في قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى
[شَهِدْنَا] الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الآيتين [الأعراف: 172، 173] ونقضهم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ذلك تركهم الوفاء به. وهكذا روي عن مقاتل بن حيان أيضًا، حكى هذه الأقوال ابن جرير في تفسيره.
وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله: (
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ) إلى قوله: (
الْخَاسِرُونَ ) قال: هي ست خصال من الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP المنافقين إذا كانت فيهم الظَّهْرَة الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
على الناس أظهروا هذه الخصال: إذا حدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا
اؤتمنوا خانوا، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، وقطعوا ما أمر الله به أن
يوصل، وأفسدوا في الأرض، وإذا كانت الظَّهْرَةُ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عليهم أظهروا الخصال الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الثلاث: إذا حدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا اؤتمنوا خانوا.
وكذا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
قال الربيع بن أنس أيضًا. وقال السدي في تفسيره بإسناده، قوله تعالى: (
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ) قال: هو ما
عهد إليهم في القرآن فأقروا به ثم كفروا فنقضوه.
وقوله: ( وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) قيل: المراد به صلة الأرحام والقرابات، كما فسره قتادة كقوله تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[محمد: 22] ورجحه ابن جرير. وقيل: المراد أعم من ذلك فكل ما أمر الله بوصله وفعله قطعوه وتركوه.
وقال مقاتل بن حيان في قوله: ( أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) قال الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP في الآخرة، وهذا كما قال تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الرعد: 25] .
وقال الضحاك عن ابن عباس: كل شيء نسبه الله إلى غير أهل الإسلام من اسم
مثل خاسر، فإنما يعني به الكفر، وما نسبه إلى أهل الإسلام فإنما يعني به
الذنب.
وقال ابن جرير في قوله: ( أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) الخاسرون: جمع خاسر، وهم الناقصون أنفسهم [و]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
حظوظهم بمعصيتهم الله من رحمته، كما يخسر الرجل في تجارته بأن يوضع من رأس
ماله في بيعه، وكذلك الكافر والمنافق خسر بحرمان الله إياه رحمته التي
خلقها لعباده في القيامة أحوج ما كانوا إلى رحمته، يقال منه: خسر الرجل
يخسر خَسْرًا وخُسْرانًا وخَسارًا، كما قال جرير بن عطية الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP

إن سَــلِيطًا فــي الخَسَــارِ إنَّـه


أولادُ قَــــومٍ خُـــلقُوا أقِنَّـــهالجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
< 1-212 >

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2






كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ







(28)الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
يقول تعالى محتجًا على وجوده وقدرته، وأنه الخالق المتصرف في عباده: (
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ) أي: كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره! (
وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ) أي: قد كنتم عدمًا فأخرجكم إلى
الوجود، كما قال تعالى:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *

أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الطور: 35، 36]، وقال
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الإنسان: 1] والآيات في هذا كثيرة.
وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[غافر: 11] قال: هي التي في البقرة: ( وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )
وقال ابن جُريج الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
، عن عطاء، عن ابن عباس: ( كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ) أمواتا في
أصلاب آبائكم، لم تكونوا شيئًا حتى خلقكم، ثم يميتكم موتة الحق، ثم يحييكم
حين يبعثكم. قال: وهي مثل قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2

[رَبَّنَا]

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP



أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
.
وقال الضحاك، عن ابن عباس في قوله:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
قال: كنتم ترابًا قبل أن يخلقكم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
، فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور
فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى. فهذه ميتتان
وحياتان، فهو كقوله: ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا
فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )
وهكذا روي عن السدي بسنده، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن
مرة، عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة-وعن أبي العالية والحسن البصري
ومجاهد وقتادة وأبي صالح والضحاك وعطاء الخراساني نَحْوُ ذلك.
وقال الثوري، عن السدي عن أبي صالح: ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ
وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) قال: يحييكم الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP في القبر الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ، ثم يميتكم.
وقال ابن جرير عن يونس، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ خلقهم في الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ظهر آدم ثم أخذ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عليهم الميثاق، ثم أماتهم ثم خلقهم في الأرحام، ثم أماتهم، ثم أحياهم يوم القيامة. وذلك كقول الله تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1

< 1-213 >

وهذا غريب والذي قبله. والصحيح ما تقدم عن ابن مسعود وابن عباس، وأولئك الجماعة من التابعين، وهو كقوله تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الجاثية: 26] .
[وعبر عن الحال قبل الوجود بالموت بجامع ما يشتركان فيه من عدم الإحساس، كما قال في الأصنام:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[النحل: 21]، وقال
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[يس: 33]الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2






هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ







(29)الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
لما ذكر تعالى دلالةً مِنْ خَلْقهم وما يشاهدونه من أنفسهم، ذكر دليلا
آخر مما يشاهدونه مِنْ خَلْق السماوات والأرض، فقال: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ
لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ) أي:
قصد إلى السماء، والاستواء هاهنا تَضَمَّن الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
معنى القصد والإقبال؛ لأنه عدي بإلى ( فَسَوَّاهُنَّ ) أي: فخلق السماء
سبعًا، والسماء هاهنا اسم جنس، فلهذا قال: ( فَسَوَّاهُنَّ ) . ( وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) أي: وعلمه محيط بجميع ما خلق الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . كما قال:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الملك: 14] وتفصيل هذه الآية في سورة حم السجدة وهو قوله:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ *
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ
فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ *



ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ
اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

*
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ
سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[فصلت: 9-12] .
ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات
سبعًا، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه بعد ذلك، وقد صرح
المفسرون بذلك، كما سنذكره بعد هذا إن شاء الله. فأما قوله تعالى:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا *


رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
* وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا *


وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا


*



أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

*



وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا



الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[النازعات: 27-32] فقد قيل: إن ( ثُمَّ ) هاهنا إنما هي لعطف الخبر على الخبر، لا لعطف الفعل على الفعل، كما قال الشاعر:

قــل لمــن سـاد ثـم سـاد أبـوه


ثــم قــد سـاد قبـل ذلـك جـدهالجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
وقيل: إن الدَّحْىَ كان بعد خلق السماوات، رواه ابن أبي طلحة، عن ابن عباس.
< 1-214 >

وقد قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك -وعن أبي صالح عن ابن عباس-وعن
مُرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا
فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ [وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
) قال: إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما
خلق قبل الماء. فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق
الماء فسما عليه، فسماه سماء. ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها
فجعلها سبع أرضين في يومين في الأحد والاثنين، فخلق الأرض على حوت، والحوتُ
هو النون الذي ذكره الله في القرآن:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 ن وَالْقَلَمِ


الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
والحوت في الماء، والماء على ظهر صفاة، والصفاة على ظهر مَلَك، والملك على صخرة، والصخرة في الريح، وهي الصخرة التي ذكر الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
لقمان -ليست في السماء ولا في الأرض، فتحرك الحوت فاضطرب، فتزلزلت الأرض،
فأرسى عليها الجبال فَقَرّت، فالجبال تفخر على الأرض، فذلك قوله تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ


الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Margntip2 الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[النحل: 15] . وخلق الجبال فيها، وأقواتَ أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين، في الثلاثاء والأربعاء، وذلك حين يقول:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[فصلت: 9، 10]. يقول: أنبت شجرها الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1 يقول: أقواتها لأهلها
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[فصلت: 10] يقول: من سأل فهكذا الأمر.
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[فصلت: 11] وذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس، فجعلها سماء واحدة، ثم
فتقها فجعلها سبع سموات في يومين، في الخميس والجمعة، وإنما سمي يوم الجمعة
لأنه جمع فيه خلق السماوات والأرض،
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[فصلت: 12] قال: خلق الله في كل سماء خلقها من الملائكة والخلق الذي الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP فيها، من البحار وجبال البَرَد وما لا نعلم، ثم زين السماء الدنيا بالكواكب، فجعلها زينة وحفظًا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP تُحْفَظُ من الشياطين. فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش، فذلك حين يقول:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الأعراف: 54] ويقول
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[الأنبياء: 30] .
وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني أبو معشر
عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن سلام أنه قال: إن الله بدأ الخلق يوم
الأحد، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء
والأربعاء، وخلق السماوات في الخميس والجمعة، وفرغ في آخر الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP ساعة من يوم الجمعة، فخلق فيها آدم على عَجَل، فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة.
وقال مجاهد في قوله: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ
جَمِيعًا ) قال: خلق الله الأرض قبل السماء، فلما خلق الأرض ثار منها دخان،
فذلك حين يقول:
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
< 1-215 >
( فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) قال: بعضهن فوق بعض، وسبع أرضين، يعني بعضهن تحت بعض.
وهذه الآية دالة على أن الأرض خلقت قبل السماء، كما قال في آية السجدة: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ *


وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ
فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ

*
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
*
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ
سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[فصلت: 9-12] فهذه وهذه دالتان على أن الأرض خلقت قبل السماء، وهذا ما لا
أعلم فيه نـزاعًا بين العلماء إلا ما نقله ابن جرير عن قتادة: أنه زعم أن
السماء خلقت قبل الأرض، وقد توقف في ذلك القرطبي في تفسيره لقوله تعالى:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[النازعات: 27-31] قالوا: فذكر خلق السماء قبل الأرض. وفي صحيح البخاري الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
: أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن
الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء، وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير
قديمًا وحديثًا، وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات، وحاصل ذلك أن الدحي
مفسر بقوله:الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B2 وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا
الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  B1
[النازعات: 30-32] ففسر الدحي بإخراج ما ك




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 15 مايو - 18:26:41

جزاك الله خيرا على المواضيع القيمة



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 18:17:08

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:07:39

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف طريق النجاح الأحد 12 يونيو - 15:02:04

شكرا لك على الموضوع المميز




طريق النجاح
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 709
تاريخ الميلاد : 07/05/1997
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف اعصار الأحد 12 يونيو - 18:48:35

نورت الموضوع شكرا على الرد



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الأمير الثلاثاء 28 يونيو - 17:43:21

جزاك الله خيرا




الأمير
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 6081
تاريخ الميلاد : 29/10/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 13:38:38

جزاك الله خيرا على الموضوع المميز وجعله في ميزان حسناتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى