ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الأحد 15 مايو - 18:05:10

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا
لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا
تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ
يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1
هذا أمر من الله عز وجل للرجال إذا طلق أحدهم المرأة طلاقا له عليها فيه
رجعة، أن يحسن في أمرها إذا انقضت عدتها، ولم يبق منها إلا مقدار ما يمكنه
فيه رجعتها، فإما أن يمسكها، أي: يرتجعها إلى عصمة نكاحه بمعروف، وهو أن
يشهد على رجعتها، وينوي عشرتها بالمعروف، أو يسرحها، أي: يتركها حتى تنقضي
عدتها، ويخرجها من منـزله بالتي هي أحسن، من غير شقاق ولا مخاصمة ولا
تقابح، قال الله تعالى: ( وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا ) قال
ابن عباس، ومجاهد، ومسروق، والحسن، وقتادة، والضحاك، والربيع، ومقاتل بن
حيان وغير واحد: كان الرجل يطلق المرأة، فإذا قاربت انقضاء العدة راجعها
ضرارًا، لئلا تذهب إلى غيره، ثم يطلقها فتعتد، فإذا شارفت على انقضاء العدة
طلق لتطول عليها العدة، فنهاهم الله عن ذلك، وتوعدهم عليه فقال: ( وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) أي: بمخالفته أمر الله تعالى.
وقوله: ( وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) قال ابن جرير: عند هذه الآية:
أخبرنا أبو كُرَيْب، أخبرنا إسحاق بن منصور، عن عبد السلام بن حرب، عن
يزيد بن عبد الرحمن، عن أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي
موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب على
الأشعريين، فأتاه أبو موسى فقال: يا رسول الله، أغضبت على الأشعريين؟!
فقال: يقول أحدكم: قد طلقت، قد راجعت، ليس هذا طلاق المسلمين، طلقوا المرأة
في قُبُل عدتها" الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
ثم رواه من وجه آخر الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عن أبي خالد الدالاني، وهو يزيد بن عبد الرحمن، وفيه كلام.
وقال مسروق: هو الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الذي يطلق في غير كنهه، ويضار امرأته بطلاقها وارتجاعها، لتطول عليها العدة.
وقال الحسن، وقتادة، وعطاء الخراساني، والربيع، ومقاتل بن حيان: هو
الرجل يطلق ويقول: كنت لاعبًا أو يعتق أو ينكح ويقول: كنت لاعبًا. فأنـزل
الله: ( وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) فألزم الله بذلك.
وقال ابن مردويه: حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا أبو أحمد الصيرفي، حدثني
جعفر بن محمد السمسار، عن إسماعيل بن يحيى، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد،
عن ابن عباس قال: طلق رجل امرأته وهو يلعب، لا يريد الطلاق؛ فأنـزل الله: (
وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) فألزمه رسول الله صلى الله
عليه وسلم الطلاق.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عصام بن زوَّاد، حدثنا آدم، حدثنا المبارك بن
فضالة، عن الحسن، هو البصري، قال: كان الرجل يطلق ويقول: كنت لاعبًا أو
يعتق الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
ويقول: كنت لاعبًا وينكح ويقول: كنت لاعبًا فأنـزل الله: ( وَلا
تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من طلق أو أعتق أو نكح أو أنكح، جادًا أو لاعبًا، فقد جاز عليه".
وكذا رواه ابن جرير من طريق الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن الحسن، مثله. وهذا مرسل الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 . وقد رواه ابن مردويه من طريق عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أبي الدرداء، موقوفًا عليه. وقال أيضًا:
حدثنا أحمد بن الحسن الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
بن أيوب، حدثنا يعقوب بن أبي يعقوب، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا أبو
معاوية، عن إسماعيل بن سلمة، عن الحسن، عن عبادة بن الصامت، في قول الله
تعالى: ( وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) قال: كان الرجل على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم يقول للرجل زوجتك ابنتي ثم يقول: كنت لاعبًا.
ويقول: قد أعتقت، ويقول: كنت لاعبًا فأنـزل الله: ( وَلا تَتَّخِذُوا
آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من
قالهن لاعبًا أو غير لاعب، فهن جائزات عليه: الطلاق، والعتاق، والنكاح" الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 .

والمشهور في هذا الحديث الذي رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه من
طريق عبد الرحمن بن حبيب بن أردك، عن عطاء، عن ابن ماهك، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح،
والطلاق، والرجعة" الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . وقال الترمذي: حسن غريب.
وقوله: ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) أي: في إرساله
الرسول بالهدى والبينات إليكم ( وَمَا أَنـزلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ
وَالْحِكْمَةِ ) أي: السنة ( يَعِظُكُمْ بِهِ ) أي: يأمركم وينهاكم
ويتوعدكم على ارتكاب المحارم ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) أي: فيما تأتون وفيما
تذرون ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) أي: فلا يخفى
عليه شيء من أموركم السرية والجهرية، وسيجازيكم على ذلك.
الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ
يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لا تَعْلَمُونَ (232) الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: نـزلت هذه الآية في الرجل يطلق امرأته طلقة أو طلقتين، فتنقضي عدتها، ثم يبدو له أن يتزوجها الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP وأن يراجعها، وتريد المرأة ذلك، فيمنعها أولياؤها من ذلك، فنهى الله أن يمنعوها. وكذا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
روى العوفي، عنه، وكذا قال مسروق، وإبراهيم النخعي، والزهري والضحاك إنها
أنـزلت في ذلك. وهذا الذي قالوه ظاهر من الآية، وفيها دلالة على أن المرأة
لا تملك أن تزوج نفسها، وأنه لا بد في تزويجها الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
من ولي، كما قاله الترمذي وابن جرير عند هذه الآية، كما جاء في الحديث: لا
تزوج المرأةُ المرأةَ، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج
نفسها الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2
. وفي الأثر الآخر: لا نكاح إلا بولي مرشد، وشاهدي عدل. وفي هذه المسألة
نـزاع بين العلماء محرر في موضعه من كتب الفروع، وقد قررنا ذلك في كتاب
"الأحكام"، ولله الحمد والمنة.
وقد روي أن هذه الآية نـزلت في معقل بن يسار المزني وأخته، فقال البخاري، رحمه الله، في كتابه الصحيح عند تفسير هذه الآية:
حدثنا عبيد الله بن سعيد، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا عباد بن راشد،
حدثنا الحسن قال: حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت تخطب إلي -قال
البخاري: وقال إبراهيم، عن يونس، عن الحسن: حدثني معقل بن يسار. وحدثنا أبو
مَعْمَر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا يونس، عن الحسن: أن أخت معقل بن يسار
طلقها زوجها، فتركها حتى انقضت عدتها، فخطبها، فأبى معقل،

فنـزلت: ( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ) الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
وهكذا رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن مردويه من طرق متعددة، عن الحسن، عن معقل بن يسار، به الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2
. وصححه الترمذي أيضًا، ولفظه عن معقل ابن يسار: أنه زوج أخته رجلا من
المسلمين، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت عنده ما كانت، ثم
طلقها تطليقة لم يراجعها حتى انقضت العدة، فهويها وهويته، ثم خطبها مع
الخطاب، فقال له: يا لكع الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
أكرمتك بها وزوجتكها، فطلقتها! والله لا ترجع إليك أبدًا، آخر ما عليك
قال: فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إلى بعلها، فأنـزل الله: ( وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ) إلى قوله: ( وَأَنْتُمْ
لا تَعْلَمُونَ ) فلما سمعها معقل قال: سَمْعٌ لربي وطاعة ثم دعاه، فقال:
أزوجك وأكرمك، زاد ابن مردويه: وكفرت عن يميني.
وروى ابن جرير الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
عن ابن جريج قال: هي جمل بنت يسار كانت تحت أبي البداح، وقال سفيان
الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي قال: هي فاطمة بنت يسار. وهكذا ذكر غير واحد
من السلف: أن هذه الآية نـزلت في معقل بن يسار وأخته. وقال السدي: نـزلت في
جابر بن عبد الله، وابنة عم له، والصحيح الأول، والله أعلم.
وقوله: ( ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) أي: هذا الذي نهيناكم عنه من منع الولايا أن يتزوجن
أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف، يأتمر به ويتعظ به وينفعل له ( مَنْ
كَانَ مِنْكُمْ ) أيها الناس ( يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ )
أي: يؤمن بشرع الله، ويخاف وعيد الله وعذابه في الدار الآخرة الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
وما فيها من الجزاء ( ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ ) أي: اتباعكم
شرع الله في رد الموليات إلى أزواجهن، وترك الحمية في ذلك، أزكى لكم وأطهر
لقلوبكم ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ ) أي: من المصالح فيما يأمر به وينهى عنه (
وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) أي: الخيرة فيما تأتون ولا فيما تذرون.
الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ
يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ
وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لا
تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى
الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا
وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ
تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ
مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1

هذا إرشاد من الله تعالى الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP للوالدات: أن يرضعن أولادهن كمال الرضاعة، وهي سنتان، فلا اعتبار بالرضاعة بعد ذلك؛ ولهذا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
قال: ( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) وذهب أكثر الأئمة إلى
أنه لا يحرم من الرضاعة إلا ما كان دون الحولين، فلو ارتضع المولود وعمره
فوقهما لم يحرم.
قال الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP الترمذي: "باب ما جاء أن الرضاعة لا تحرم إلا في الصغر الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
دون الحولين": حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة
بنت المنذر، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحرم
من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان قبل الفطام". وقال: هذا حديث
حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم وغيرهم: أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين، وما كان بعد
الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئًا. وفاطمة بنت المنذر بن الزبير بن
العوام، وهي امرأة هشام بن عروة الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
قلت: تفرد الترمذي برواية هذا الحديث، ورجاله على شرط الصحيحين، ومعنى قوله: إلا ما كان في الثدي، أي: في محل الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
الرضاعة قبل الحولين، كما جاء في الحديث، الذي رواه أحمد، عن وَكِيع
وغندر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لما مات إبراهيم
ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن له مرضعًا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP في الجنة". وهكذا أخرجه البخاري من حديث شعبة الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
وإنما قال، عليه السلام، ذلك؛ لأن ابنه إبراهيم، عليه السلام، مات وله سنة
وعشرة أشهر، فقال: "إن له مرضعًا في الجنة" يعني: تكمل رضاعه، ويؤيده ما
رواه الدارقطني، من طريق الهيثم بن جميل، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحرم من
الرضاع إلا ما كان في الحولين"، ثم قال: لم يسنده عن ابن عيينة غير الهيثم
بن جميل، وهو ثقة حافظ الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP .
قلت: وقد رواه الإمام مالك في الموطأ، عن ثور بن زيد، عن ابن عباس موقوفًا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . ورواه الدراوردي عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس وزاد: "وما كان بعد الحولين فليس بشيء"، وهذا أصح.
وقال أبو داود الطيالسي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "لا رضاع بعد فصال، ولا يُتْم بعد احتلام"، وتمام الدلالة من هذا
الحديث في قوله: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1 [لقمان: 14]. وقال: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1 [الأحقاف: 15] . والقول بأن الرضاعة لا تحرم بعد الحولين مروي عن علي،
وابن عباس، وابن مسعود، وجابر، وأبي هريرة، وابن عمر، وأم سلمة، وسعيد بن
المسيب، وعطاء، والجمهور. وهو مذهب الشافعي، وأحمد، وإسحاق، والثوري، وأبي
يوسف، ومحمد، ومالك في رواية، وعنه: أن مدته سنتان وشهران، وفي رواية:
وثلاثة أشهر. وقال أبو حنيفة: سنتان وستة أشهر، وقال زفر بن الهذيل: ما دام
يرضع فإلى ثلاث سنين، وهذا رواية عن الأوزاعي. قال مالك: ولو فطم الصبي
دون الحولين فأرضعته امرأة بعد فصاله لم يحرم؛ لأنه قد صار بمنـزلة الطعام،
وهو رواية عن الأوزاعي، وقد روي عن عمر وعلي أنهما قالا لا رضاع بعد فصال،
فيحتمل أنهما أرادا الحولين كقول الجمهور، سواء فطم أو لم يفطم، ويحتمل
أنهما أرادا الفعل، كقول مالك، والله أعلم.
وقد روي في الصحيح الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
عن عائشة، رضي الله عنها: أنها كانت ترى رضاع الكبير يؤثر في التحريم، وهو
قول عطاء بن أبي رباح، والليث بن سعد، وكانت عائشة تأمر بمن تختار أن يدخل
عليها من الرجال لبعض نسائها فترضعه، وتحتج في ذلك بحديث سالم مولى أبي
حذيفة حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبي حذيفة أن ترضعه، وكان
كبيرًا، فكان يدخل عليها بتلك الرضاعة، وأبى ذلك سائر أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم، ورأين الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
ذلك من الخصائص، وهو قول الجمهور. وحجة الجمهور -منهم الأئمة الأربعة،
والفقهاء السبعة، والأكابر من الصحابة، وسائر أزواج رسول الله صلى الله
عليه وسلم سوى عائشة -ما ثبت في الصحيحين، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "انظرْنَ من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة" الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP . وسيأتي الكلام على مسائل الرضاع، وفيما يتعلق برضاع الكبير، عند قوله تعالى: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1 [النساء:23]
وقوله: ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ ) أي: وعلى والد الطفل نفقة الوالدات وكسوتهن بالمعروف، أي:
بما جرت به عادة أمثالهن في بلدهنّ من غير إسراف ولا إقتار، بحسب قدرته في
يساره وتوسطه وإقتاره، كما قال تعالى: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 لِيُنْفِقْ
ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ
مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1 [الطلاق:7] . قال الضحاك: إذا طلَّقَ [الرجل] الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP زوجته وله منها ولد، فأرضعت له ولده، وجب على الوالد نفقتها وكسوتها بالمعروف.
وقوله: ( لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا ) أي: لا تدفعه الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP عنها لتضر أباه بتربيته، ولكن ليس لها دفعُه إذا ولدته حتى تسقيه اللّبأ الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
الذي لا يعيش بدون تناوله غالبًا، ثم بعد هذا لها رفعه عنها إن شاءت، ولكن
إن كانت مضارة لأبيه فلا يحل لها ذلك، كما لا يحل له انتزاعه منها لمجرد
الضّرار لها. ولهذا قال: ( وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ) أي: بأن يريد
أن ينتزع الولد منها إضرارًا بها، قاله مجاهد، وقتادة، والضحاك، والزهري،
والسدي، والثوري، وابن زيد، وغيرهم.

وقوله: ( وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ) قيل: في عدم الضرار لقريبه الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
قاله مجاهد، والشعبي، والضحاك. وقيل: عليه مثل ما على والد الطفل من
الإنفاق على والدة الطفل، والقيام بحقوقها وعدم الإضرار بها، وهو قول
الجمهور. وقد استقصى ذلك ابن جرير في تفسيره. وقد استدل بذلك من ذهب من
الحنفية والحنبلية إلى وجوب نفقة الأقارب بعضهم على بعض، وهو مروي عن عمر
بن الخطاب، وجمهور السلف، ويرشح ذلك بحديث الحسن، عن سَمرة مرفوعًا: من ملك
ذا رحم محرم عُتِق عليه الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP2 .
وقد ذُكر أن الرضاعة بعد الحولين ربما ضرت الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
الولد إما في بدنه أو عقله، وقد قال سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم،
عن علقمة: أنه رأى امرأة تُرضع بعد الحولين. فقال: لا ترضعيه.
وقوله: ( فَإِنْ أَرَادَا فِصَالا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ
فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ) أي: فإن اتفقا والدا الطفل على فطامه قبل
الحولين، ورأيا في ذلك مصلحة له، وتشاورا في ذلك، وأجمعا الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
عليه، فلا جناح عليهما في ذلك، فيؤْخَذُ منه: أن انفراد أحدهما بذلك دون
الآخر لا يكفي، ولا يجوز لواحد منهما أن يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر،
قاله الثوري وغيره، وهذا فيه احتياط للطفل، وإلزام للنظر في أمره، وهو من
رحمة الله الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP بعباده، حيث حجر على الوالدين في تربية طفلهما وأرشدهما إلى ما يصلحه ويصلحهما كما قال في سورة الطلاق: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B2 فَإِنْ
أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ
بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  B1 [الطلاق:6].
وقوله: ( وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) أي:
إذا اتفقت الوالدة والوالد على أن يتسلم منها الولد الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  MARGNTIP
إما لعذر منها، أو عذر له، فلا جناح عليهما في بذله، ولا عليه في قبوله
منها إذا سلمها أجرتها الماضية بالتي هي أحسن، واسترضع لولده غيرها بالأجرة
بالمعروف. قاله غير واحد.
وقوله: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) أي: في جميع أحوالكم ( وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) أي: فلا يخفى عليه شيء من أحوالكم
وأقوالكم.




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 15:19:01

جزاك الله خيرا على المواضيع القيمة بارك الله فيك



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 18:05:54

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:03:29


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الأمير الثلاثاء 28 يونيو - 17:45:25


الأمير
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 6081
تاريخ الميلاد : 29/10/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 13:37:11

جزاك الله خيرا على الموضوع المميز وجعله في ميزان حسناتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف انور ابو البصل الأربعاء 23 مايو - 20:33:08


بآرك آلله فيكـم ونفع بكـم
اسأل الله العظيم
أن يرزقكم الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبكم البارئ على ما طرحتـم / خير الثواب
في انتظار جديدكم المميز



انور ابو البصل
انور ابو البصل
عضو قيد النشاط
عضو   قيد النشاط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 2
تاريخ الميلاد : 13/06/1981
العمر : 43

http://anwarbasal.alamuntada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة  Empty رد: الجزء السادس والأربعون من تفسير سورة البقرة

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 1 يونيو - 14:41:26

شكرا لك على الرد وفقك الله ودمت بخير




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى