ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  Empty الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف اعصار الثلاثاء 17 مايو - 15:08:00

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2






مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ
كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ







(32)






إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا
أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا
مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ
عَذَابٌ عَظِيمٌ







(33)






إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ







(34) الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1

يقول تعالى
: ( مِنْ أَجْلِ ) قَتْل ابن آدم أخاه ظلما وعدوانًا: ( كَتَبْنَا عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ) أي: شرعنا لهم وأعلمناهم ( أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ
نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا ) أي: ومن قتل نفسًا بغير سبب من قصاص، أو فساد في الأرض، واستحل
قتلها بلا سبب ولا جناية، فكأنما قتل الناس جميعًا؛ لأنه لا فرق عنده بين
نفس ونفس، ( وَمَنْ أَحْيَاهَا ) أي: حرم قتلها واعتقد ذلك، فقد سلم الناس
كلهم منه بهذا الاعتبار؛ ولهذا قال: ( فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا ) . وقال الأعمش وغيره، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
دخلت على عثمان يوم الدار فقلت: جئت لأنصرك وقد طاب الضرب يا أمير
المؤمنين. فقال: يا أبا هريرة، أيسرك أن تَقْتُل الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
الناس جميعًا وإياي معهم؟ قلت: لا. قال فإنك إن قتلت رجلا واحدًا فكأنما
قتلت الناس جميعًا، فانْصَرِفْ مأذونًا لك، مأجورًا غير مأزور. قال:
فانصرفت ولم أقاتل.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هو كما قال الله تعالى: ( مَنْ
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا ) وإحياؤها: ألا يقتل نفسًا حَرّمها الله، فذلك الذي أحيا الناس
جميعًا، يعني: أنه من حَرّم قتلها إلا بحق، حَيِي الناس منه < 3-93 >
[جميعا] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وهكذا قال مجاهد: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا ) أي: كف عن قتلها.
وقال العَوْفِيّ عن ابن عباس، في قوله: ( فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعًا ) يقول: من قتل نفسًا واحدة حرمها الله، فهو مثل من قتل الناس
جميعًا. وقال سعيد بن جبير: من استحل دمَ مُسْلِم فكأنما استحل دماء الناس
جميعًا، ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعًا.
هذا قول، وهو الأظهر، وقال عِكْرمة والعوفي، عن ابن عباس [في قوله: ( فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) يقول] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
من قتل نبيًا أو إمام عَدْل، فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شَدّ على عَضد
نبي أو إمام عَدل، فكأنما أحيا الناس جميعًا. رواه ابن جرير.
وقال مجاهد في رواية أخرى عنه: من قتل نفسًا بغير نفس فكأنما قتل الناس
جميعًا؛ وذلك لأنه من قتل النفس فله النار، فهو كما لو قتل الناس كلهم.
وقال ابن جُرَيْج الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
عن الأعرج، عن مجاهد في قوله: ( فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )
من قتل النفس المؤمنة متعمدا، جعل الله جزاءه جهنم، وغضب الله عليه ولعنه،
وأعد له عذابًا عظيمًا، يقول: لو قتل الناس جميعًا لم يزد على مثل ذلك
العذاب.
قال ابن جريج: قال مجاهد ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) قال: من لم يقتل أحدًا فقد حيي الناس منه.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس [جميعا] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP يعني: فقد وجب عليه القصاص، فلا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP فرق بين الواحد والجماعة ( وَمَنْ أَحْيَاهَا ) أي: عفا عن قاتل وليه، فكأنما أحيا الناس جميعًا. وحكي ذلك عن أبيه. رواه ابن جرير.
وقال مجاهد -في رواية-: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا ) أي: أنجاها من غَرق أو حَرق أو هَلكة.
وقال الحسن وقتادة في قوله: ( أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ
نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )
هذا تعظيم لتعاطي القتل -قال قتادة: عَظُم والله وزرها، وعظم والله أجرها.
وقال ابن المبارك، عن سلام بن مسكين، عن سليمان بن علي الرِّبْعِي قال:
قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد، كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: إي
والذي لا إله غيره، كما كانت لبني إسرائيل. وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم
على الله من دمائنا.
وقال الحسن البصري: ( فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) قال:
وزرًا. ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) قال:
أجرًا.
< 3-94 >

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لَهِيعَة، حدثنا حُيَي الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو قال: جاء
حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
اجعلني على شيء أعيش به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حمزة، نفس
تحييها أحب إليك أم نفس تميتها؟" قال: بل نفس أحييها: قال: "عليك بنفسك". الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقوله: ( وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ) أي: بالحجج
والبراهين والدلائل الواضحة ( ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ
ذَلِكَ فِي الأرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) وهذا تقريع لهم وتوبيخ على ارتكابهم
المحارم بعد علمهم بها، كما كانت بنو قُرَيْظَة والنَّضير وغيرهم من بني
قَيْنُقاع ممن حول المدينة من اليهود، الذين كانوا يقاتلون مع الأوس
والخزرج إذا وقعت بينهم الحروب في الجاهلية، ثم إذا وضعت الحروب أوزارها
فدوا من أسروه، وودوا من قتلوه، وقد أنكر الله عليهم ذلك في سورة البقرة،
حيث يقول: الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا
تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ
تَشْهَدُونَ
*
ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا
مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ
عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا
خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[البقرة: 84 ، 85].
وقوله تعالى: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ
يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ
يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ) الآية. المحاربة: هي المضادة والمخالفة، وهي
صادقة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
على الكفر، وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل، وكذا الإفساد في الأرض يطلق
على أنواع من الشر، حتى قال كثير من السلف، منهم سعيد بن المسيب: إن قرض
الدراهم والدنانير من الإفساد في الأرض، وقد قال الله تعالى:
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2 وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[البقرة: 205].
ثم قال بعضهم: نزلت هذه الآية الكريمة في المشركين، كما قال ابن جرير:
حدثنا ابن حُمَيْد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عِكْرِمَة والحسن البصري قالا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP [قال تعالى] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) إلى (
أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم
من قبل أن تقدروا عليه، لم يكن عليه سبيل، وليست تحرز هذه الآية الرجل
المسلم من الحد، إن قتل أو أفسد في الأرض أو حارب الله ورسوله، ثم لحق الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بالكفار قبل أن يقدر عليه، لم يمنعه ذلك أن يقام عليه الحد الذي أصاب.
ورواه أبو داود والنسائي، من طريق عكرمة، عن ابن عباس: ( إِنَّمَا
جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
الأرْضِ فَسَادًا ) نزلت في المشركين، فمن الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP تاب منهم قبل أن يقدر عليه لم يمنعه < 3-95 >
ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصابه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، في قوله: ( إِنَّمَا جَزَاءُ
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ
فَسَادًا ) قال: كان قوم من أهل الكتاب، بينهم وبين النبي صلى الله عليه
وسلم عهد وميثاق، فنقضوا العهد وأفسدوا في الأرض، فخيَّر الله رسوله: إن
شاء أن يقتل، وإن شاء أن تقطع الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP أيديهم وأرجلهم من خلاف. رواه ابن جرير.
وروى شعبة، عن منصور، عن هلال بن يَسَاف، عن مُصْعَب بن سعد، عن أبيه
قال: نزلت في الحرورية: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا ) رواه ابن مردويه.
والصحيح أن هذه الآية عامة في المشركين وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات، كما رواه البخاري ومسلم الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
من حديث أبي قِلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي البصري-عن أنس بن
مالك: أن نفرًا من عُكْل ثمانية، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا الأرض الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وسَقَمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا
تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها وألبانها؟" فقالوا: بلى.
فخرجوا، فشربوا من أبوالها وألبانها، فَصَحُّوا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
فقتلوا الراعي وطردوا الإبل. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث
في آثارهم، فأُدْرِكُوا، فجيء بهم، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسُمرت الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP أعينهم، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا.
لفظ مسلم. وفي لفظ لهما: "من عكل أو عُرَيْنَة"، وفي لفظ: "وألقوا في الحَرَّة فجعلوا يَسْتَسْقُون الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
فلا يُسْقَون". وفي لفظ لمسلم: "ولم يَحْسمْهم". وعند البخاري: قال أبو
قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.
ورواه مسلم من طريق هُشَيْم، عن عبد العزيز بن صُهَيب وحميد، عن أنس، فذكر
نحوه، وعنده: "وارتدوا". وقد أخرجاه من رواية قتادة عن أنس، بنحوه. وقال
سعيد عن قتادة: "من عكل وعُرَينة". ورواه مسلم من طريق سليمان التيمي، عن
أنس قال: إنما سَمَلَ النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك؛ لأنهم سملوا
أعين الرعاء. ورواه مسلم، من حديث معاوية بن قرة عن أنس قال: أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم نفرٌ من عُرَينة، فأسلموا وبايعوه، وقد وقع بالمدينة
المُومُ -وهو البرْسام-ثم ذكر نحو حديثهم، وزاد: وعنده شباب من الأنصار،
قريب من عشرين فارسًا فأرسلهم، وبعث معهم قائفًا يَقْتَصّ الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP أثرهم. وهذه كلها ألفاظ مسلم، رحمه الله. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال حماد بن سلمة: حدثنا قتادة وثابت البنَاني وحُمَيْد الطويل، عن
أنس بن مالك: أن ناسًا من عُرَينة قدموا المدينة، فاجْتَوَوْها، فبعثهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة، وأمرهم أن يشربوا من أبوالها
وألبانها ففعلوا، فصَحُّوا فارتدوا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عن الإسلام، وقتلوا الراعي، وساقوا الإبل، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم < 3-96 >
في آثارهم، فجيء بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وسَمَرَ الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
أعينهم وألقاهم في الحرة. قال أنس: فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه عطشًا
حتى ماتوا، ونزلت: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ ) الآية.
وقد رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه -وهذا لفظه-وقال الترمذي: "حسن صحيح". الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقد رواه ابن مردويه من طرق كثيرة، عن أنس بن مالك، منها ما رواه من
طريقين، عن سلام بن أبى الصهباء، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: ما ندمتُ
على حديث ما ندمت على حديث سألني عنه الحجاج قال الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
أخبرني عن أشد عقوبة عاقب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت:
قَدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عُرَيْنة، من البحرين، فشكوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقوا من الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بطونهم، وقد اصفرت ألوانهم، وضَخُمت بطونهم، فأمرهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة، فيشربوا من أبوالها وألبانها، حتى إذا رجعت
إليهم ألوانهم وانخمصت بطونهم عَدَوا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP على الراعي فقتلوه، واستاقوا الإبل، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمَر الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
أعينهم، ثم ألقاهم في الرمضاء حتى ماتوا. فكان الحجاج إذا صعد المنبر
يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قطع أيدي قوم وأرجلهم ثم ألقاهم
في الرمضاء حتى ماتوا لِحال الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ذَوْدٍ [من الإبل] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وكان يحتج بهذا الحديث على الناس.
وقال ابن جرير: حدثنا علي بن سهل، حدثنا الوليد -يعني ابن مسلم-حدثني
سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: كانوا أربعة نفر من عرينة، وثلاثة نفر من
عُكْل، فلما أتي بهم قطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَل أعينهم، ولم يحسمهم،
وتركهم يتَلقَّمون الحجارة بالحرة، فأنزل الله في ذلك: ( إِنَّمَا جَزَاءُ
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) الآية.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا أبو مسعود -يعني
عبد الرحمن بن الحسن الزجاج-حدثنا أبو سعد -يعني البقال-عن أنس بن مالك
قال: كان رهط من عُرَينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهم جَهْد،
مُصْفرّة ألوانهم، عظيمة بطونهم، فأمرهم أن يلحقوا بالإبل فيشربوا من
أبوالها وألبانها، ففعلوا، فصفت ألوانهم وخمصت بطونهم، وسمنوا، فقتلوا
الراعي واستاقوا الإبل، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طَلَبهم، فأتي
بهم، فقتل بعضهم، وسَمَرَ أعين بعضهم، وقطع أيدي بعضهم وأرجلهم، ونزلت: (
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) إلى آخر
الآية.
وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا علي بن سهل، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا
ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله
عن هذه الآية، فكتب إليه أنس يخبره أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر
العُرنيين، وهم من بَجِيلة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP قال أنس: فارتدوا عن الإسلام، وقتلوا الراعي، واستاقوا الإبل، وأخافوا السبيل، وأصابوا الفرج الحرام.
< 3-97 >

وقال: حدثني يونس، أخبرنا ابن وَهْب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد
بن أبي هلال، عن أبي الزناد، عن عبد الله بن عبيد الله، عن عبد الله بن عمر
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
-أو: عمرو، شك يونس-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك -يعني بقصة
العرَنيين-ونزلت فيهم آية المحاربة. ورواه أبو داود والنسائي من طريق أبي
الزناد، وفيه: "عن ابن عمر" من غير شك. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن خَلَف، حدثنا الحسن بن حماد، عن عمرو الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بن هاشم، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن جرير قال: قدم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم قومٌ من عُرَيْنَة حُفَاة مضرورين، فأمر بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صحوا واشتدوا قتلوا رعَاء اللقاح، ثم
خرجوا باللقاح عامدين بها إلى أرض قومهم، قال جرير: فبعثني رسول الله صلى
الله عليه وسلم في نفر من المسلمين حتى أدركناهم بعدما أشرفوا على بلاد
قومهم، فقدمنا بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم
من خلاف، وسَمَل أعينهم، فجعلوا يقولون: الماء. ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: "النار"! حتى هلكوا. قال: وكره الله، عز وجل، سَمْل الأعين،
فأنزل الله هذه الآية: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ ) إلى آخر الآية.
هذا حديث غريب الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وفي إسناده الرَّبَذيّ وهو ضعيف، وفيه فائدة، وهو ذكر أمير هذه السرية، وهو الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP جرير بن عبد الله البجلي الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وتقدم في صحيح مسلم أن السرية كانوا عشرين فارسا من الأنصار. وأما قوله:
"فكره الله سمل الأعين، فأنزل الله هذه الآية" فإنه منكر، وقد تقدم في صحيح
مسلم أنهم سَملوا أعين الرعاء، فكان ما فعل بهم قصاصا، والله أعلم.
وقال عبد الرزاق، عن إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن صالح مولى التوأمة،
عن أبي هريرة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من بني
فَزَارة قد ماتوا هزلا. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه، فشربوا
منها حتى صحوا، ثم عمدوا إلى لقاحه فسرقوها، فطُلِبوا، فأتي بهم النبي صلى
الله عليه وسلم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَر أعينهم. قال أبو هريرة:
ففيهم نزلت هذه الآية: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ ) < 3-98 >
فترك النبي صلى الله عليه وسلم سَمْر الأعين بعدُ.
وروي من وجه آخر عن أبي هريرة.
وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا الحسين بن إسحاق التُسْتَرِيّ، حدثنا أبو القاسم محمد بن الوليد، عن الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
عمرو بن محمد المديني، حدثنا محمد بن طلحة، عن موسى بن محمد بن إبراهيم
التيمي، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمة بن الأكوع قال: كان
للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يقال له: "يَسار" فنظر إليه يُحسن الصلاة
فأعتقه، وبعثه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
في لقاح له بالحَرَّة، فكان بها، قال: فأظهر قوم الإسلام من عُرَينة،
وجاءوا وهم مرضى موعوكون قد عظمت بطونهم، قال: فبعث بهم النبي صلى الله
عليه وسلم إلى "يسار" فكانوا يشربون من ألبان الإبل حتى انطوت بطونهم، ثم
عدوا على "يسار" فذبحوه، وجعلوا الشوك في عينيه، ثم أطردوا الإبل، فبعث
النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين، أميرهم كُرْزُ بن
جابر الفِهْري، فلحقهم فجاء بهم إليه، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم.
غريب جدًا. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وقد روى قصة العرنيين من حديث جماعة من الصحابة، منهم جابر وعائشة وغير واحد. وقد اعتنى الحافظ الجليل أبو بكر بن مردُويه بتطريق الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP هذا الحديث من وجوه كثيرة جدًا، فرحمه الله وأثابه.
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شَقِيق، سمعت أبي يقول:
سمعت أبا حمزة، عن عبد الكريم -وسُئِلَ عن أبوال الإبل-فقال: حدثني سعيد بن
جُبير عن المحاربين فقال: كان أناس الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: نبايعك على الإسلام. فبايعوه،
وهم كذَبَة، وليس الإسلام يريدون. ثم قالوا: إنا نَجْتوي المدينة. فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: "هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح، فاشربوا من
أبوالها وألبانها" قال: فبينا هم كذلك، إذ جاءهم الصريخ، فصرخ إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قتلوا الراعي، واستاقوا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
النعم. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنُودي في الناس: أن "يا خيل الله
اركبي". قال: فركبوا لا ينتظر فارس فارسًا، قال: وركب رسول الله صلى الله
عليه وسلم على أثرهم، فلم يزالوا يطلبونهم حتى أدخلوهم مأمنهم، فرجع صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسروا منهم، فأتوا بهم النبي صلى الله
عليه وسلم، فأنزل الله: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ ) الآية. قال: فكان نفْيهم: أن نفوهم حتى أدخلوهم مأمنهم
وأرضهم، ونفوهم من أرض المسلمين. وقتل نبي الله صلى الله عليه وسلم منهم،
وصلب، وقطع، وسَمَر الأعين. قال: فما مَثَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبلُ ولا بعدُ. قال: ونهى عن المُثْلة، قال: "ولا تمثلوا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بشيء" قال: وكان أنس يقول ذلك، غير أنه قال: أحرقهم بالنار بعد ما قتلهم.
< 3-99 >

قال: وبعضهم يقول: هم ناس من بني سليم، ومنهم عُرينة ناس من بَجيلة. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقد اختلف الأئمة في حكم هؤلاء العُرَنيين: هل هو منسوخ أو محكم؟ فقال
بعضهم: هو منسوخ بهذه الآية، وزعموا أن فيها عتابًا للنبي صلى الله عليه
وسلم كما في قوله [تعالى] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2 عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[التوبة:43] ومنهم من قال: هو منسوخ بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المُثْلة. وهذا القول فيه نظر، ثم صاحبه مطالب الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
ببيان تأخر الناسخ الذي ادعاه عن المنسوخ. وقال بعضهم: كان هذا قبل أن
تنزل الحدود، قاله محمد بن سيرين، وفي هذا نظر، فإن قصتهم متأخرة، وفي الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP رواية جرير بن عبد الله لقصتهم ما يدل على تأخرها الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
فإنه أسلم بعد نزول المائدة. ومنهم من قال: لم يسمل النبي صلى الله عليه
وسلم أعينهم، وإنما عزم على ذلك، حتى نزل القرآن فبيَّن حكم المحاربين.
وهذا القول أيضا فيه نظر؛ فإنه قد تقدم في الحديث المتفق عليه أنه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP سمَلَ -وفي رواية: سمر-أعينهم.
وقال ابن جرير: حدثنا علي بن سهل، حدثنا الوليد بن مسلم قال: ذاكرت
الليث بن سعد ما كان من سَمْل النبي صلى الله عليه وسلم أعينهم، وتَركه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP حَسْمهم حتى ماتوا، قال: سمعت محمد بن عجلان يقول: أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم معاتبة في ذلك، وعلَّمه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عقوبة مثلهم: من القتل والقطع والنفي، ولم يسمل بعدهم غيرهم. قال: وكان هذا القول ذكر لأبي عمرو -يعني الأوزاعي-فأنكر أن يكون الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP نزلت معاتبة، وقال: بل كانت عقوبة أولئك النفر بأعيانهم، ثم نزلت هذه الآية في عقوبة غيرهم ممن حارب بعدهم، ورفع عنهم السمل.
ثم قد احتج بعموم هذه الآية جمهور العلماء في ذهابهم إلى أن المحاربة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
في الأمصار وفي السبلان على السواء لقوله: ( وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ
فَسَادًا ) وهذا مذهب مالك، والأوزاعي، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن
حنبل، حتى قال مالك -في الذي يغتال الرجل فيخدعه حتى يدخله بيتًا فيقتله،
ويأخذ ما معه-: إن هذا محاربة، ودمه إلى السلطان لا [إلى] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ولي المقتول، ولا اعتبار بعفوه عنه في إنفاذ القتل.
وقال أبو حنيفة وأصحابه: لا تكون المحاربة إلا في الطرقات، فأما في
الأمصار فلا؛ لأنه يلحقه الغوث إذا استغاث، بخلاف الطريق لبعده ممن يغيثه
ويعينه. [والله أعلم] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وأما قوله: ( أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ )
الآية: قال الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP [علي] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بن أبي طلحة عن ابن عباس في [قوله: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) ] < 3-100 >
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الآية [قال] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
من شهر السلاح في قبَّة الإسلام، وأخاف السبيل، ثم ظفر به وقدر عليه،
فإمام المسلمين فيه بالخيار: إن شاء قتله، وإن شاء صلبه، وإن شاء قطع يده
ورجله.
وكذا قال سعيد بن المسيب، ومجاهد، وعطاء، والحسن البصري، وإبراهيم
النَّخَعي، والضحاك. وروى ذلك كله أبو جعفر بن جرير، وحكي مثله عن مالك بن
أنس، رحمه الله. ومستند هذا القول أن ظاهر "أو" للتخيير، كما في نظائر ذلك
من القرآن، كقوله في جزاء الصيد:
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2
فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ
مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ
أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[المائدة: 95] وقوله في كفارة الترفه:
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2 فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[البقرة: 196] وكقوله في كفارة اليمين:
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2 إِطْعَامُ الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[المائدة: 89]. [و] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP هذه كلها على التخيير، فكذلك فلتكن هذه الآية. وقال الجمهور: هذه الآية منزلة على أحوال كما قال أبو عبد الله الشافعي [رحمه الله] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
أنبأنا إبراهيم -هو ابن أبي يحيى-عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس في
قطاع الطريق: إذا قَتَلوا وأخذوا المال قُتلوا وصلبوا، وإذا قَتَلوا ولم
يأخذوا المال قُتلوا ولم يصلبوا، وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قُطعت أيديهم
وأرجلهم من خلاف، وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا نفوا من الأرض.
وقد رواه ابن أبي شَيْبَة، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن حجاج، عن عطية،
عن ابن عباس، بنحوه. وعن أبي مجلز، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النَّخَعِي،
والحسن، وقتادة، والسُّدِّي، وعطاء الخُراساني، نحو ذلك. وهكذا قال غير
واحد من السلف والأئمة.
واختلفوا: هل يُصْلَب حيا ويُتْرَك حتى يموت بمنعه من الطعام والشراب،
أو بقتله برمح ونحوه، أو يقتل أولا ثم يصلب تنكيلا وتشديدا لغيره من
المفسدين؟ وهل يصلب ثلاثة أيام ثم ينزل، أو يترك حتى يسيل صديده؟ في ذلك
كله خلاف محرر في موضعه، وبالله الثقة وعليه التكلان.
ويشهد لهذا التفصيل الحديث الذي رواه ابن جرير في تفسيره -إن صح سنده-فقال:
حدثنا علي بن سهل، حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب؛ أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس [بن مالك] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
يسأله عن هذه الآية، فكتب إليه يخبره: أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر
العُرَنِيِّين -وهم من بَجِيلة-قال أنس: فارتدوا عن الإسلام، وقتلوا
الراعي، واستاقوا الإبل، وأخافوا السبيل، وأصابوا الفرج الحرام. قال أنس:
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل، عليه السلام، عن القضاء فيمن
حارب، فقال: من سرق وأخاف السبيل فاقطع يده بسرقته، ورجله بإخافته، ومن قتل
فاقتله، ومن قتل وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام، فاصلبه. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وأما قوله تعالى: الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ( أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ) قال بعضهم: هو أن يطلب حتى يقدر عليه، فيقام < 3-101 >
عليه الحد أو يهرب من دار الإسلام.
رواه ابن جرير عن ابن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن جبير، والضحاك، والربيع بن الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP أنس، والزهري، والليث بن سعد، ومالك بن أنس.
وقال آخرون: هو أن ينفى من بلده الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
إلى بلد آخر، أو يخرجه السلطان أو نائبه من معاملته بالكلية، وقال الشعبي:
ينفيه -كما قال ابن هبيرة-من عمله كله. وقال عطاء الخراساني: ينفى من
جُنْد إلى جند سنين، ولا يخرج من أرض الإسلام.
وكذا قال سعيد بن جبير، وأبو الشعثاء، والحسن، والزهري، والضحاك، ومقاتل بن حيان: إنه ينفى ولا يخرج من أرض الإسلام.
وقال آخرون: المراد بالنفي هاهنا السجن، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه،
واختار ابن جرير: أن المراد بالنفي هاهنا: أن يخرج من بلده إلى بلد آخر
فيسجن فيه.
وقوله: ( ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ
عَذَابٌ عَظِيمٌ ) أي: هذا الذي ذكرته من قتلهم، ومن صلبهم، وقطع أيديهم
وأرجلهم من خلاف، ونفيهم -خزْي لهم بين الناس في هذه الحياة الدنيا، مع ما
ادخر الله لهم من العذاب العظيم يوم القيامة، وهذا قد يتأيد به من ذهب إلى
أن هذه الآية نزلت في المشركين، فأما أهل الإسلام فقد ثبت في الصحيح عند
مسلم، عن عبادة بن الصامت قال: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
أخذ على النساء: ألا نشرك بالله شيئًا: ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل
أولادنا ولا يَعْضَه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بعضنا بعضًا، فمن وَفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا
فعوقب فهو كفارة له، ومن ستره الله فأمْرُه إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء
غفر له الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وعن علي [رضي الله عنه] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أذنب ذنبًا في الدنيا، فعوقب
به، فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبًا في الدنيا
فستره الله عليه وعفا عنه، فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه".
رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: "حسن غريب". وقد
سئل الحافظ الدارقطني عن هذا الحديث، فقال: روي مرفوعًا وموقوفًا، قال:
ورفعه صحيح. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وقال ابن جرير في قوله: ( ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ) يعني:
شَرٌّ وعَارٌ ونَكَالٌ وذلة وعقوبة في عاجل الدنيا قبل الآخرة، ( وَلَهُمْ
فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) أي: إذا لم يتوبوا من فعلهم ذلك حتى
هلكوا -في الآخرة مع الجزاء الذي جازيتهم الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP به في الدنيا، والعقوبة التي عاقبتهم الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بها فيها الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP -( عَذَابٌ عَظِيمٌ ) يعني: عذاب جهنم.
< 3-102 >

وقوله: ( إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا
عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) أما على قول من
قال: هي في أهل الشرك فظاهر، وأما المحاربون المسلمون فإذا تابوا قبل
القدرة عليهم، فإنه يسقط عنهم انحتام القتل والصلب وقطع الرجل، وهل يسقط
قطع اليد أم لا؟ فيه قولان للعلماء.
وظاهر الآية يقتضي سقوط الجميع، وعليه عمل الصحابة، كما قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشَجّ، حدثنا أبو أسامة، عن مجاهد الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عن الشعبي قال: كان حارثة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بن بدر التميمي من أهل البصرة، وكان قد أفسد في الأرض وحارب، فكلم رجالا
من قريش منهم: الحسن بن علي، وابن عباس، وعبد الله بن جعفر، فكلموا عليًا،
فلم يؤمنه. فأتى سعيد بن قيس الهمداني فخلفه في داره، ثم أتى عليًا فقال:
يا أمير المؤمنين، أرأيت من حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادًا، فقرأ
حتى بلغ: ( إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ
) قال: فكتب له أمانًا. قال سعيد بن قيس: فإنه حارثة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بن بدر.
وكذا رواه ابن جرير من غير وجه، عن مجاهد الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP عن الشعبي، به. وزاد: فقال حارثة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بن بدر:

ألا أبلغَـن الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP هَمْــدان إمَّـا لقيـتَهـا


عَـلى النَّـأي لا يَسْـلمْ عَـدو يعيبُها

لَعَمْــرُ أبِيهـا إنَّ هَمْــدان تَتَّقِـي الـ


إلَـه ويَقْضـي بالكتــاب خَطيبُهــا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
وروى
ابن جرير من طريق سفيان الثوري، عن السُّدِّي -ومن طريق أشعث، كلاهما عن
عامر الشعبي قال: جاء رجل من مَراد إلى أبي موسى، وهو على الكوفة في إمارة
عثمان، رضي الله عنه، بعدما صلى المكتوبة فقال: يا أبا موسى، هذا مقام
العائذ بك، أنا فلان بن فلان المرادي، وإني كنت حاربت الله ورسوله وسعيت في
الأرض فسادًا، وإني تبت من قبل أن يُقْدر عليَّ. فقام أبو موسى فقال: إن
هذا فلان بن فلان، وإنه كان حارب الله ورسوله، وسعى في الأرض فسادًا، وإنه
تاب من قبل أن يُقْدَرَ عليه، فمن لقيه فلا يعرض له إلا بخير، فإن يك صادقا
فسبيل من صدق، وإن يك كاذبًا تدركه ذنوبه، فأقام الرجل ما شاء الله، ثم
إنه خرج فأدركه الله تعالى بذنوبه فقتله.
ثم قال ابن جرير: حدثني علي، حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال الليث،
وكذلك حدثني موسى بن إسحاق المدني، وهو الأمير عندنا: أن عليًا الأسدي حارب
وأخاف الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP السبيل وأصاب الدم والمال، فطلبه الأئمة والعامة، فامتنع ولم يُقْدر عليه، حتى جاء تائبًا، وذلك أنه سمع رجلا يقرأ هذه الآية:
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[الزمر:53]، فوقف عليه فقال: يا عبد الله، أعد قراءتها. فأعادها عليه،
فغمد سيفه، ثم جاء تائبًا. حتى قدم المدينة من السحر، فاغتسل، ثم أتى مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى الصبح، ثم قعد إلى أبي هريرة في غمار
أصحابه، فلما أسفروا عرفه الناس، فقاموا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP إليه، فقال: < 3-103 >
لا سبيل لكم عليّ جئت تائبًا من قبل أن تقدروا علي. فقال أبو هريرة: صدق.
وأخذ بيده أبو هريرة حتى أتى مروان بن الحكم -وهو أمير على المدينة الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP في زمن معاوية-فقال: هذا عليّ الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP جاء تائبا، ولا سبيل لكم عليه ولا قتل. قال: فتُرك من ذلك كله، قال: وخرج عليّ الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP تائبًا مجاهدًا في سبيل الله في البحر، فلقوا الروم، فقربوا سفينته إلى سفينة من سفنهم الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP فاقتحم على الروم في سفينتهم، فهربوا منه إلى شقها الآخر، فمالت به وبهم، فغرقوا جميعًا. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP .
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2







يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ
الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ




(35)




إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا
وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا
تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ





(36)
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه، وهي إذا قرنت بالطاعة كان المراد
بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات، وقد قال بعدها: ( وَابْتَغُوا
إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) قال سفيان الثوري، حدثنا أبي، عن طلحة، عن عطاء،
عن ابن عباس: أي القربة. وكذا قال مجاهد [وعطاء] الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وأبو وائل، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، والسدي، وابن زيد.
وقال قتادة: أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد:
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B2 أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  B1
[الإسراء:57] وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وأنشد ابن جرير عليه قول الشاعر الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP

إذا غَفَــل الواشُـون عُدنَـا لِوصْلنَـا


وعَــاد التَّصَـافي بَيْنَنَـا والوسَـائلُ
والوسيلة: هي التي يتوصل الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بها إلى تحصيل المقصود، والوسيلة أيضًا: علم على أعلى منزلة في الجنة، وهي
منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وداره في الجنة، وهي أقرب أمكنة الجنة
إلى العرش، وقد ثبت في صحيح البخاري، من طريق محمد بن المُنكَدِر، عن جابر
بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يسمع
النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة
والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودا الذي وعدته، إلا حَلَّتْ له الشفاعة يوم
القيامة".
حديث آخر في صحيح مسلم: من حديث كعب عن علقمة، عن عبد الرحمن بن جُبير،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا عَليّ، فإنه من صلى عَليّ
صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة < 3-104 >
في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلًّتْ عليه الشفاعة." الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن لَيْث،
عن كعب، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صليتم
عَليّ فَسَلُوا لي الوسيلة". قيل: يا رسول الله، وما الوسيلة؟ قال: "أعْلَى
درجة في الجنة، لا ينالها إلا رَجُلٌ واحد الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وأرجو أن أكون أنا هو".
ورواه الترمذي، عن بُنْدَار، عن أبي عاصم، عن سفيان -هو الثوري-عن
لَيْث بن أبي سُلَيم، عن كعب قال: حدثني أبو هريرة، به. ثم قال: غريب، وكعب
ليس بمعروف، لا نعرف أحدًا روى عنه غير ليث بن أبي سليم. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
طريق أخرى: عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال أبو بكر بن مَرْدُويه:
حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا محمد بن نصر الترمذي، حدثنا عبد الحميد بن
صالح، حدثنا أبو شهاب، عن ليث، عن المعلى، عن محمد بن كعب، عن أبي هريرة
رفعه قال: "صلوا عليَّ صلاتكم، وسَلُوا الله لي الوسيلة". فسألوه وأخبرهم:
"أن الوسيلة درجة في الجنة، ليس ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكونه". الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
حديث آخر: قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: أخبرنا أحمد بن علي
الأبار، حدثنا الوليد بن عبد الملك الحراني، حدثنا موسى بن أعين، عن ابن
أبي ذئب الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "سلوا الله لي الوسيلة، فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له
شهيدا -أو: شفيعًا-يوم القيامة".
ثم قال الطبراني: "لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا موسى بن أعين". كذا قال،
وقد رواه ابن مَرْدُويه: حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم،
حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن عطاء،
فذكر بإسناده نحوه. الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
حديث آخر: روى ابن مردويه بإسناده عن عمارة بن غَزِيةَ، عن موسى بن
وَرْدان: أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الوسيلة درجة عند الله، ليس فوقها درجة، فسَلُوا < 3-105 >
الله أن يؤتيني الوسيلة على خلقه". الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
حديث آخر: روى ابن مردويه أيضًا من طريقين، عن عبد الحميد بن بحر:
حدثنا شَريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله فسلوا لي
الوسيلة". قالوا: يا رسول الله، من يسكن معك؟ قال: "علي وفاطمة والحسن
والحسين".
هذا حديث غريب منكر من هذا الوجه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا الحسن الدَّشْتَكِيّ، حدثنا أبو زهير، حدثنا سعد الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
بن طَرِيف، عن علي بن الحسين الأزْدِي -مولى سالم بن ثَوْبان-قال: سمعت
علي بن أبي طالب ينادي على منبر الكوفة: يا أيها الناس، إن في الجنة
لؤلؤتين: إحداهما بيضاء، والأخرى صفراء، أما الصفراء فإنها إلى بُطْنَان
العرش، والمقام المحمود من اللؤلؤة البيضاء سبعون ألف غرفة، كل بيت منها
ثلاثة أميال، وغرفها وأبوابها وأسرتها وكأنها الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP
من عرق واحد، واسمها الوسيلة، هي لمحمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته،
والصفراء فيها مثل ذلك، هي لإبراهيم، عليه السلام، وأهل بيته.
وهذا أثر غريب أيضا الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP2
وقوله: ( وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) لما
أمرهم بترك المحارم وفعل الطاعات، أمرهم بقتال الأعداء من الكفار والمشركين
الخارجين عن الطريق المستقيم، التاركين للدين القويم، ورغبهم في ذلك بالذي
أعده للمجاهدين في سبيله يوم القيامة، من الفلاح والسعادة العظيمة الخالدة
المستمرة التي لا تَبِيد ولا تَحُول ولا تزول في الغرف العالية الرفيعة
الآمنة، الحسنة مناظرها، الطيبة مساكنها، التي من سكنها يَنْعَم لا ييأس،
ويحيا لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه.
ثم أخبر تعالى بما أعد لأعدائه الكفار من العذاب والنكال يوم القيامة،
فقال: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأرْضِ
جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي: لو أن
أحدهم جاء يوم القيامة بملء الأرض ذهبًا، وبمثله ليفتدي بذلك من عذاب الله
الذي قد أحاط به الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP وتيقن وصوله إليه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ما تُقُبل ذلك منه الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP بل لا مندوحة عنه ولا محيص له ولا مناص الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  MARGNTIP ؛ ولهذا قال: ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي: موجع.




اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:03:48

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف اعصار الثلاثاء 17 مايو - 16:36:39

نورت الموضوع مشكور



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:24:11

شكرا على الموضوع




أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة  Empty رد: الجزء العاشر من تفسير سورة المائدة

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 21:58:41

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى