ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء السابع من تفسير سورة الحج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة الحج  Empty الجزء السابع من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 27 مايو - 15:10:33

الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2






وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ
وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ







(47)






وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ







(48) الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
.

يقول تعالى لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
:
( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ) أي: هؤلاء الكفار الملحدون المكذبون الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP بالله وكتابه ورسوله واليوم الآخر، كما قال [الله] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ
فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ
أَلِيمٍ
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ الأنفال: 32 ]،
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ ص: 16 ].
وقوله: ( وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ) أي: الذي قد وَعَد، من إقامة الساعة والانتقام من أعدائه، والإكرام لأوليائه.
قال الأصمعي: كنت عند أبي عمرو بن العلاء، فجاء عمرو بن عبيد، فقال: يا
أبا عمرو، وهل يخلف الله الميعاد؟ فقال: لا. فذكر آية وعيد، فقال له: أمن الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP العجم أنت؟ إن العرب تَعدُ الرجوع عن الوعد لؤما، وعن الإيعاد كرما، أومَا سمعتَ قول الشاعر الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP :

لا يُرْهِبُ ابنَ العـم منــى الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP سَطْوَتي


ولا أخْــتَتِي الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP من سَطْــوة المُتَهَـدّد

فـإنّــي وَإن أوْعَـدْتُـه أوْ وَعَدْتُـه


لَمُخْــلِفُ إيعَــادي ومُنْجـزُ مَوْعـدي
وقوله:
( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ )
أي: هو تعالى لا يَعجَل، فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده
بالنسبة إلى حكمه، لعلمه بأنه على الانتقام قادر، وأنه لا يفوته شيء، وإن
أجَّلَ وأنظَر وأملى؛ ولهذا قال بعد هذا: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ
أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ
)
قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عَرَفة، حدثني عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن < 5-440 >
أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام".
ورواه الترمذي والنسائي، من حديث الثوري، عن محمد بن عمرو، به الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP . وقال الترمذي: حسن صحيح. وقد رواه ابن جرير، عن أبي هريرة موقوفا الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، فقال:
حدثني يعقوب، حدثنا ابن عُلَيَّةَ، حدثنا سعيد الجُرَيري، عن أبي
نَضْرَة، عن سُمَيْر بن نهار قال: قال أبو هريرة: يدخل فقراء المسلمين
الجنة قبل الأغنياء بمقدار نصف يوم. قلت: وما نصف يوم؟ قال: أوَما تقرأ
القرآن؟ . قلت: بلى. قال: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ
سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وقال أبو داود في آخر كتاب الملاحم من سننه: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، عن شُرَيح بن الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
عُبَيد، عن سعد بن أبي وَقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني
لأرجو ألا تَعْجِزَ أمتي عند ربها، أن يؤخرهم نصف يوم". قيل لسعد: وما نصف
يوم؟ قال: خمسمائة سنة الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنَان الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ، عن إسرائيل، عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن
عباس: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا
تَعُدُّونَ ) قال: من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض.
رواه ابن جرير، عن ابن بَشّار الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، عن ابن مهدي الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP . وبه قال مجاهد، وعكرمة، ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب "الردّ على الجهمية".
وقال مجاهد: هذه الآية كقوله:
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 يُدَبِّرُ
الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي
يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ السجدة: 5 ].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عارم -محمد بن الفضل-حدثنا حماد
بن زيد، عن يحيى بن عَتِيق، عن محمد بن سيرين، عن رجل من أهل الكتاب أسلمَ
قال: إن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام، ( وَإِنَّ يَوْمًا
عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) وجعل أجل الدنيا ستة
أيام، وجعل الساعة في اليوم السابع، ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ
كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ، فقد مضت الستة الأيام، وأنتم في
اليوم السابع. فمثل ذلك كمثل الحامل إذا دخلت شهرها، في أية لحظة ولدت كان
تماما.
< 5-441 >
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2






قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ







(49)






فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ







(50)






وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ







(51) الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
.

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حين طلب منه الكفار وُقُوعَ
العذاب، واستعجلوه به: ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ
نَذِيرٌ مُبِينٌ ) أي: إنما أرسلني الله إليكم نذيرًا لكم بين يدي عذاب
شديد، وليس إلي من حسابكم من شيء، أمركم إلى الله، إن شاء عجل لكم العذاب،
وإن شاء أخره عنكم، وإن شاء تاب على من يتوب إليه، وإن شاء أضل من كتب عليه
الشقاوة، وهو الفعال لما يشاء ويريد ويختار، [و] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ الرعد: 41 ] و ( إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * فَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أي: آمنت قلوبهم وصدقوا إيمانهم
بأعمالهم، ( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي: مغفرة لما سلف من
سيئاتهم، ومجازاة حَسَنةٌ على القليل من حسناتهم.
[و] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP قال محمد بن كعب القُرَظِيّ: إذا سمعتَ الله تعالى يقول: ( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) فهو الجنة.
وقوله: ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ ) : قال
مجاهد: يُثَبّطون الناس عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. وكذا قال عبد
الله بن الزبير: مثبطين.
وقال ابن عباس: ( مُعَاجِزِينَ ) : مراغمين.
( أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) : وهي النار الحارة الموجعة الشديد عذابها ونكالها، أجارنا الله منها.
قال الله تعالى:
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ النحل: 88 ].
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2






وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ







(52)






لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ
بَعِيدٍ







(53)






وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ
الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ







(54) الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1

.

قد ذكر كثير من المفسرين هاهنا قصة الغَرَانيق، وما كان من رجوع كثير
من المهاجرة إلى أرض الحبشة، ظَنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا. ولكنها من
طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح، والله أعلم. < 5-442 >
قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن
أبي بِشْر، عن سعيد بن جُبَيْر، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة "النجم" فلما بلغ هذا الموضع: الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
قال: فألقى الشيطان على لسانه: "تلك الغَرَانيق العلى. وإن شفاعتهن الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
ترتجى". قالوا: ما ذكر آلهَتنا بخير قبل اليوم. فسجَدَ وسجدوا، فأنـزل
الله عز وجل هذه الآية: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ
[فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ
آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP)
رواه ابن جرير، عن بُنْدَار، عن غُنْدَر، عن شعبة، به نحوه الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
، وهو مرسل، وقد رواه البزار في مسنده، عن يوسف بن حماد، عن أمية بن خالد،
عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -فيما أحسب، الشك في
الحديث-أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة "النجم" ، حتى انتهى
إلى:
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
، وذكر بقيته. ثم قال البزار: لا الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP يروى متصلا إلا بهذا الإسناد، تفرد بوصله أمية بن خالد، وهو ثقة مشهور. وإنما يُروى هذا من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
ثم رواه ابن أبي حاتم، عن أبي العالية، وعن السدي، مرسلا. وكذا رواه ابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس، مرسلا أيضا الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP .
وقال قتادة: كان النبي صلى الله عليه وسلم [يصلي] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
عند المقام إذ نَعَس، فألقى الشيطان على لسانه "وإن شفاعتها لترتجى. وإنها
لمع الغرانيق العلى"، فحفظها المشركون. وأجرى الشيطان أن نبي الله قد
قرأها، فزَلَّت بها ألسنتهم، فأنـزل الله: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ [وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP) الآية، فدَحَرَ الله الشيطان.
ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا موسى بن أبي موسى الكوفي، حدثنا محمد بن
إسحاق المُسَيَّبِي، حدثنا محمد بن فُلَيْح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب
قال: أنـزلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر
آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود
والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر. وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم، وأحزنه ضلالهم،
فكان الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP يتمنى هُداهم، فلما أنـزل الله سورة < 5-443 > "النجم" قال: الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1

ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت، فقال: "وإنهن لهن الغرانيق العلى. وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
" . وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك
بمكة، وزلت بها ألسنتهم، وتباشروا بها، وقالوا: إن محمدا، قد رجع إلى دينه
الأول، ودين قومه. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [آخر النجم] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، سجد وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك. غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا، فرفع على الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP كفه ترابا فسجد عليه. فعجب الفريقان كلاهما الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
من جماعتهم في السجود، لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما
المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين -ولم يكن
المسلمون سمعوا الآية التي الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
ألقى الشيطان في مسامع المشركين-فاطمأنت أنفسهم لما ألقى الشيطانُ في
أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثهم به الشيطان أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد قرأها في السورة، فسجدوا لتعظيم آلهتهم. ففشت تلك الكلمة
في الناس، وأظهرها الشيطان، حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين،
عثمان بن مظعون وأصحابه، وتحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلوا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على
كفه، وحُدِّثوا أن المسلمين قد أمنوا بمكة فأقبلوا سراعا وقد نسخ الله ما
ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته، وحفظه الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP من الفرية، وقال [تعالى] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
:
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا
يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ
لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) ، فلما بين الله قضاءه، وبرأه من سجع الشيطان،
انقلب المشركون بضلالهم الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP وعداوتهم المسلمين، واشتدوا عليهم. وهذا أيضًا مرسل.
وفي تفسير ابن جرير عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، نحوه الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP . وقد رواه الإمام الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
أبو بكر البيهقي في كتابه "دلائل النبوة" فلم يَجُزْ به موسى بن عقبة،
ساقه في مغازيه بنحوه، قال: وقد روينا عن ابن إسحاق هذه القصة.
قلت: وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو من هذا، وكلها مرسلات
ومنقطعات، فالله أعلم. وقد ساقها البغوي في تفسيره مجموعة من كلام ابن
عباس، ومحمد بن كعب القُرَظِيّ، وغيرهما بنحو من ذلك، ثم سأل هاهنا سؤالا
كيف وقع مثل هذا مع العصمة المضمونة من الله لرسوله، صلوات الله وسلامه
عليه؟ ثم حكى أجوبة عن الناس، من ألطفها: أن الشيطان أوقع في مسامع
المشركين ذلك، فتوهموا أنه صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك
في نفس الأمر، بل إنما < 5-444 >
كان من صنيع الشيطان لا من رسول الرحمن صلى الله عليه وسلم، والله أعلم الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP

.


وهكذا تنوعت أجوبة المتكلمين عن هذا بتقدير صحته. وقد تعرض القاضي عياض، رحمه الله، في كتاب "الشفاء" لهذا، وأجاب بما حاصله الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP2 . < 5-445 >
وقوله: ( إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ، هذا فيه تسلية له، صلوات الله وسلامه عليه الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ، أي: لا يَهيدنّك ذلك، فقد أصاب مثل هذا من قبلك من المرسلين والأنبياء.
قال البخاري: قال ابن عباس: ( فِي أُمْنِيَّتِهِ ) إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم الله آياته.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( إِذَا تَمَنَّى [ أَلْقَى
الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ، يقول: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه.
وقال مجاهد: ( إِذَا تَمَنَّى ) الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP ] يعني: إذا قال.
ويقال: ( أُمْنِيَّتِهِ ) : قراءته، الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 إِلا أَمَانِيَّ الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1 [ البقرة: 78 ] ، يقولون ولا يكتبون.
قال البغوي: وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله: ( تَمَنَّى ) أي: تلا
وقرأ كتاب الله، ( أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) أي: في
تلاوته، قال الشاعر في عثمان حين قتل:

تَمَنّــى كتَــابَ اللــه أوّل لَيْلــة


وآخرَهــا لاقَــى حمَـامَ المَقَـادرِ الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
وقال الضحاك: ( إِذَا تَمَنَّى ) : إذا تلا.
قال ابن جرير: هذا القول أشبه بتأويل الكلام.
وقوله: ( فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ) ، حقيقة النسخ لغة: الإزالة والرفع.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أي فيبطل الله -سبحانه وتعالى-ما ألقى الشيطان.
وقال الضحاك: نسخ جبريل بأمر الله ما ألقى الشيطان، وأحكم الله آياته.
وقوله: ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP) ، [أي: بما يكون من الأمور والحوادث، لا تخفى عليه خافية] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP
،
( حَكِيمٌ ) أي: في تقديره وخلقه وأمره، له الحكمة التامة والحجة البالغة؛
ولهذا قال: ( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي: شك وشرك وكفر ونفاق، كالمشركين حين فرحوا
بذلك، واعتقدوا أنه صحيح، وإنما كان من الشيطان. < 5-446 >
قال ابن جريج: ( لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) هم: المنافقون ( وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ) : المشركون.
وقال مقاتل بن حيان: هم [الكافرون] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP اليهود.
( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) أي: في ضلال ومخالفة وعناد بعيد، أي: من الحق والصواب.
( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ ) أي: وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي
يفرقون به بين الحق والباطل، المؤمنون بالله ورسوله، أن ما أوحيناه إليك هو
الحق من ربك، الذي أنـزله بعلمه وحفظه وحرسه أن يختلط به غيره، بل هو كتاب
حكيم،
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ فصلت: 42 ].
وقوله: ( فَيُؤْمِنُوا بِهِ ) أي: يصدقوه وينقادوا له، ( فَتُخْبِتَ
لَهُ قُلُوبُهُمْ ) أي: تخضع وتذل، ( وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ
آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي: في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا
فيرشدهم إلى الحق واتباعه، ويوفقهم لمخالفة الباطل واجتنابه، وفي الآخرة
يهديهم [إلى] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP الصراط المستقيم، الموصل إلى درجات الجنات، ويزحزحهم عن العذاب الأليم والدركات.
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2






وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ
السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ







(55) الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
يقول تعالى مخبرًا عن الكفار: أنهم لا يزالون في مرية، أي: في شك وريب من هذا القرآن، قاله ابن جريج، واختاره ابن جرير.
وقال سعيد بن جبير، وابن زيد: ( مِنْهُ ) أي: مما ألقى الشيطان.
( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ) : قال مجاهد: فجأة. وقال قتادة: ( بَغْتَةً ) ، بغت [القوم] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP أمر الله، وما أخذ الله قومًا قط إلا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله، إنه لا يغتر بالله الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP إلا القوم الفاسقون.
وقوله: ( أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ) : قال مجاهد: قال
أبي بن كعب: هو يوم بدر، وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة وغير
واحد. واختاره ابن جرير.
وقال عكرمة، ومجاهد [في رواية عنهما] الجزء السابع من تفسير سورة الحج  MARGNTIP : هو يوم القيامة لا ليلة له. وكذا قال الضحاك، والحسن البصري.
وهذا القول هو الصحيح، وإن كان يوم بدر من جملة ما أوعدوا به، لكن هذا هو المراد؛ ولهذا < 5-447 >
قال :
الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ



الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
، كقوله الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ الفاتحة: 4 ] وقوله: الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B2 الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا الجزء السابع من تفسير سورة الحج  B1
[ الفرقان: 26 ].



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف الزعيم الجمعة 27 مايو - 15:35:49

شكرا جزيلا على الموضوع




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف اعصار الجمعة 27 مايو - 15:43:59

نورتم
الموضوع بردكم شكرا جزيلا




اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء السابع من تفسير سورة الحج  Empty رد: الجزء السابع من تفسير سورة الحج

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 23:01:13

جزاك الله خيرا على الموضوع




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى