عائلات مشرّدة بـسبب الثلوج

 وقد شهدت الولايات الداخلية الشرقية والوسطى خلال 24 ساعة الماضية عزلة شبه كلية بعد التساقط الكثيف للثلوج والذي بلغ سمكها على غرار ولاية سطيف وخنشلة وبرج بوعريريج بالإضافة إلى الجلفة الأغواط البويرة وبجاية المتر، حيث أغلق أزيد من 30 طريقا وطنيا وولائيا بولاية برج بوعريريج و8 طرق وطنية و7 طرق ولائية في ولاية سطيف، فيما تم تسجيل 3 وفيات منها حالتان بسبب حوادث المرور في ولاية سطيف ووفاة طفل في ولاية بومرداس بعد سقوط باب حديدي عليه بسبب سوء الأحوال الجوية .

عزل كلي لبلديات المنطقة الشمالية في سطيف وسمك الثلوج قارب المتر

تعيش بلديات المنطقة الشمالية لولاية سطيف عزلة تامة عن العالم الخارجي بسبب كميات الثلوج المتاستغفر الله والتي لا تزال متواصلة -حسب النشرة الجوية- على مدار 24 ساعة القادمة، حيث قارب سمك الثلوج المتر بأعالي بلديات المنطقة الشمالية على غرار بوعنداس، آيت تيزي، بني شبانة وغيرها، في الوقت الذي بلغ فيه أثناء الصبيحة الـ 20 سم وسط مدينة سطيف ليصل في المساء إلى المتر، وهو الأمر الذي أدى إلى غلق 8 طرق وطنية، و7 ولائية وثلاثة طرق بلدية غلقا تاما. كما سجلت مصالح الحماية المدنية في سطيف خلال 24 ساعة الأخيرة، عدة تدخلات أهمها إسعاف 33 حالة مرضية و6 حالات ولادة، كما تم تسجيل حادثي تسمم واختناق بالغازات المحروقة ببلدية الڤلتة الزرقاء، وحسب المكلف بالإعلام في المديرية الولائية للحماية المدنية النقيب «أحمد لعمامرة»، فقد أكد أنه تم تسجيل حالة وفاة لرب عائلة يبلغ من العمر 51 سنة نتيجة استنشاقه غازات محروقة، فيما تمثل الحادث الثاني في اختناق عائلة كاملة مكونة من 7 أفراد، وقد تم إنقاذها من موت محقق بفضل سرعة تدخل أعوان الحماية المدنية بوحدة العلمة جراء استنشاقهم لغازات محروقة.

توفي طفل يبلغ من العمر 4 سنوات على إثر سقوط باب حديدي عليه بفعل التقلبات الجوية بمنطقة بن تركية التابعة لبلدية بودواو، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية أكثر من 7 تدخلات منها 5 متعلقة بحوادث المرور، وتسجيل حالتين خاصة بالفيضانات بفعل تسرب مياه الأمطار داخل المنازل مع انسداد قنوات صرف المياه القذرة ومجاري مياه الأمطار، وسقوط بعض الأعمدة الكهربائية والأشجار على الطرقات عبر عدة مناطق متفرقة من بلديات الولاية. وشرّدت الثلوج، ليلة أول أمس، أزيد من 50 عائلة من  حي 70 مسكنا بشعبة العامر ولاية بومرداس، بعد تفضيلهم المبيت في الشارع إثر تعرض مساكنهم لأضرار بليغة بسبب انجراف التربة والفيضانات التي ضربت المنطقة جراء سوء الأحوال الجوية التي تعرضت لها المنطقة على غرار باقي بلديات الولاية.

عاش، ليلة أول أمس، لساعات طويلة سكان 5 بلديات جبلية نائية بولاية جيجل في الظلام، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الناتج عن رداءة الأحوال الجوية وتساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج قبل التدخل الفوري والسريع للجهات المعنية التي تمكنت من إعادة التيار للمنازل بعد تصليح الأعطاب، من جهة أخرى عرفت بعض الطرق انزلاقا للتربة مما أدى إلى غلقها ناهيك عن كمية الثلوج المتراكمة وسطها والتي تسببت في عزل بعض المناطق الجبلية كمنطقة بوطويل التابعة إقليميا لبلدية أولاد رابح والتي شرعت منذ صبيحة أمس السلطات المختصة في إزالتها وإعادة فتح الطرق والمسالك المؤدية لسكانها.       

خلّف تساقط الثلوج الكثيف في ولاية برج بوعريريج معاناة لعدد من العائلات خاصة بالقرى والمداشر، حيث سجلت مصالح الولاية حالة انسداد وغلق في عدد من الطرقات، حيث كشفت خلية إعلام ديوان والي الولاية عن تسجيل صعوبة المسلك خاصة في المناطق المنحدرة مع تساقط مستمر وقوي للثلوج على مستوى عدة طرق وطنية وولائية تربط الولاية بالعديد من الولايات المجاورة.

شهدت، الساعات الأولى من صباح أمس، تساقطا كثيفا ومتواصلا للثلوج على ولاية قسنطينة خلّف حالة من الشلل على مستوى مختلف الطرقات بسبب الانزلاق، وهو الأمر الذي صعّب كثيرا من عملية التنقل داخل الولاية وأدى إلى إغلاق كلي للطريق الولائي رقم 8 الرابط بين بلديتي ديدوش مراد وبني حميدان لمدة ساعة، قبل أن تتدخل مصالح الأشغال العمومية رفقة فرق الدرك الوطني ليعاد فتح الطريق بعد ذلك، في حين بقيت باقي المسالك حيز الخدمة، أين قام سكان بعض الأحيان بالخروج إلى الشارع واستعملوا خراطيم المياه والملح لتسليكها. من جهة أخرى شهدت مختلف المصالح الإدارية العمومية شللا تماما بسبب غياب الموظفين عن مناصب عملهم، وهو الأمر الذي أدى إلى اصطفاف المواطنين أمام مختلف المصالح الإدارية لنقص الخدمة، كما شهدت مختلف الأسواق حالة من الشلل هي الأخرى نضرا لشح السلع بالأخص الخضروات واللحوم التي ارتفعت أسعارها بشكل رهيب وسط اغتنام بعض الباعة للفرصة من أجل مضاعفة مكاسبهم في ضل الحاجة الملحة للمواطنين الذين تهافتوا على الأسواق من أجل شراء أكبر قدر ممكن من الحاجيات خشية استمرار فترة التقلبات الجوية لأيام أخرى. ومن جهة أخرى شهدت بعض المناطق ندرة حادة في مادتي الخبز والحليب بسبب عدم قدرة شاحنات التموين على الوصول إليها. أما فيما تعلق بحركة الملاحة الجوية، فعرفت الرحلات المبرمجة نهار أمس، اضطرابات عديدة بسبب صعوبة الإقلاع في أرضية مطار محمد بوضياف، أين تم تأجيل الرحلات المتوجّهة إلى مطاري تمنراست وحاسي مسعود، بينما تأجلت الرحلات الصباحية نحو مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة، ليتم برمجتها بعد الزوال عندما بدأت الأجواء تتحسن بشكل طفيف.

حاصرت الثلوج الكثيفة بولايتي خنشلة وڤالمة، سكان العديد من القرى النائية على غرار قرية افرنڤال التابعة لبلدية الحامة على مشارف مدينة خنشلة وقرية الكانتينا ومداشر عين ميمون وقرى أعالي عين الطويلة وبوحمامة، أين دخلوا في رحلة جمع الحطب من الغابات المجاورة لضمان التدفئة والطهي في ظل أزمة قارورات غاز البوتان التي يقفز ثمنها في مثل هذه الظروف إلى أضعاف مضاعفة، حيث يضطر المئات من أبنائهم إلى الانقطاع عن الدراسة كلما هطلت الأمطار أو تساقطت الثلوج في ظل انعدام النقل المدرسي واكتفاء السلطات المحلية في كل مرة بإطلاق الوعود التي لا تتحقق، كما اعتبرت الطرق الولائية بين طامزة وبوحمامة وبين هذه الأخيرة وبلدية يابوس ولمصارة في حكم المقطوعة نهائيا في وجه حركة المرور. كما شهدت العديد من قرى ولاية ڤالمة، نهار أمس،  غلق العديد من الطرقات بسبب الثلوج على غرار الطريق الوطني رقم 80 على مستوى بلدية عين صندل في جزئه الرابط بين سدارتة وعين مخلوف، بالإضافة إلى الطريق الولائي رقم 27 في جزئه الرابط بين حمام دباغ وبوحمدان، وكذا الطريق الولائي رقم 123 الرابط ببلدية عين  العربي، وتسببت في عزل سكان أكثر من 63 مشتة عبر إقليم الولاية. وتجندت مصالح الدرك الوطني، منذ الساعات الأولى للنهار، قصد فتح الطرقات والمسالك وتقديم المساعدة للمواطنين عبر الطرقات وكذا تسهيل حركة المرور التي بدت صعبة، أين تم فتح جميع الطرقات في وجه المركبات باستعمال كاسحات الثلوج والملح، وعادت حركة السير عبر الطرقات الوطنية إلى حركتها الطبيعية مع منتصف النهار، فيما لازالت جبال الولاية تكتسي حلة بيضاء.

سجلت مصالح الحماية المدنية عدة تدخلات لإنقاذ مختنقين بالغاز أين سجل تدخل للوحدة الثانوية لدائرة برج الغدير لأجل إسعاف 6 أفراد اختنقوا بالمكان المسمى تجزئة التعاونية الفلاحية برج الغدير بلدية ودائرة برج الغدير وذلك على الساعة 23سا و45 دقيقة، أين تم إجلائهم إثر تسرب الغازات المحروقة المنبعثة من المدفئة، أين أصيبوا جميعا بحالة دوار في الرأس وغثيان، وقدمت لهم الإسعافات الأولية في عين المكان مع تقديم الأكسجين ونقلوا من طرف إسعافات الحماية إلى عيادة برج الغدير. أما حوادث المرور وحالات إجلاء وإخراج السيارات العالقة عبر الطرقات كان لها حصة الأسد، أين تم تسجيل 13 حالة، حيث أفلحت الحماية المدنية في إجلاء 13 مركبة على مستوى إقليم الولاية، وتم فتح مراكز إيواء لاستقبال مواطنين ولحسن الحظ لم تسجل حالات لعائلات محصورة سوى إيواء عائلة  في دار الصيانة بدائرة برج زمورة، كما تم التدخل من طرف الحماية المدنية بالتنسيق مع مصالح الأشغال العمومية ومصالح الدرك الوطني بـ 10 كاسحات ثلوج تعمل على فتح الطرقات عبر إقليم ولاية برج بوعريريج.

طرقات مقطوعة ومؤونة لا تكفي وسعر قارورات الغاز بـ 1000 دينار

حالة استنفار عاشتها السلطات المحلية عبر العديد من البلديات، نهار أمس، من خلال جملة التدخلات التي تم القيام بها نتيجة التساقط الهائل للكميات المعتبرة من الثلوج في الساعات الأولى من الصباح، حيث وجد سكان المشاتي والدواوير والمداشر النائية أنفسهم مجبرين على استغلال ما توفر على مستوى منازلهم من الغاز بالإضافة إلى تسجيل استغلال أصحاب الشاحنات المعنية بتوفير قارورات الغاز للربح السريع على حساب الغلابى من المواطنين، أين وصلت في بعض المناطق القارورة إلى سعر 1000 دينار جزائري فيما تجاوزت أسعار الخضر الـ100دينار.

انقطاع التزود بغاز المدينة في سطيف وبرج بوعريريج

[rtl]انقطع، أمس، التزود بالغاز دون سابق إنذار عبر الولايات المحاصرة بالثلوج، حيث تفاجأ السكان القاطنين في الولايات الشرقية، خصوصا منها شمال ولاية سطيف التي شهدت تساقط كميات كبيرة من الثلوج. وحسب عدد من المواطنين الذين اتصلوا بـ«النهار»، فإنهم تفاجأوا يوم أمس بانقطاع التزود بغاز المدينة في الدوائر الشمالية لولاية سطيف، حيث تسبب الأمر في عدم وجود بديل لاستعماله في التسخين والطهي، خصوصا وأن هذه الأخيرة لم تمر سنتين فقط على تزويدها بغاز المدينة. وقد خلف هذا الانقطاع، امتعاضا لدى المواطنين خصوصا مع استمرار كميات من الثلوج في التساقط، حيث دخلوا في بحث عن قارورة غاز البوتان التي استغنوا عنها نهائيا بعد تزويدهم بغاز المدينة، وكشفت مصادر مسؤولة في ولاية سطيف أن الانقطاع مسّ العديد من الدوائر عبر ولايتي سطيف وبرج بوعريريج خصوصا منها المناطق الشمالية للولايتين وذلك بسبب الضغط والطلب الكبير على المادة، في ظل نقص الضغط مما صعّب من وصول المادة إلى الدوائر.[/rtl]

عائلات مشرّدة بـسبب الثلوج