الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) ثم
قال تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) أي: تقدمونها على
أمر الآخرة، وتبدونها على ما فيه نفعهم وصلاحهم في معاشهم ومعادهم،
(وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) أي: ثواب الله في الدار الآخرة خير من
الدنيا وأبقى، فإن الدنيا دنيَّة فانية، والآخرة شريفة باقية، فكيف يؤثر
عاقل ما يفنى على ما يبقى، ويهتم بما يزول عنه قريبا، ويترك الاهتمام بدار
البقاء والخلد؟! قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا
ذُوَيد، عن أبي إسحاق، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "الدنيا دَارُ من لا دارَ له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من
لا عقل له" . وقال
ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا أبو حمزة، عن عطاء،
عن عَرْفَجة الثقفي قال: استقرأت ابن مسعود: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الأعْلَى ) فلما بلغ: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) ترك
القراءة، وأقبل على أصحابه وقال: آثرنا الدنيا على الآخرة. فسكت القوم،
فقال: آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها، وزُويت عنا
الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل . وهذا منه على وجه التواضع والهضم، أو هو إخبار عن الجنس من حيث هو، والله أعلم. وقد
قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا إسماعيل بن جعفر،
أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب دنياه أضر بآخرته، ومَن أحبّ
آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقَى على ما يفنى". تفرد به أحمد. وقد رواه أيضا عن أبي سلمة الخزاعي، عن الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به مثله سواء . وقوله: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) قال الحافظ أبو بكر البزار: < 8-383 >
حدثنا نصر بن علي، حدثنا مُعتمر بن سليمان، عن أبيه عن عطاء بن السائب، عن
عِكْرِمة، عن ابن عباس قال: لما نـزلت: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ
الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كان كل هذا-أو: كان هذا-في صحف إبراهيم وموسى" . ثم قال: لا نعلم أسند الثقات عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس غير هذا، وحديثا آخر أورده قبل هذا. وقال
النسائي: أخبرنا زكريا بن يحيى، أخبرنا نصر بن علي، حدثنا المعتمر بن
سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نـزلت
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) قال: كلها في صحف إبراهيم وموسى، فلما
نـزلت: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم:37] قال: وفَّى أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [النجم:38] . يعني أن هذه الآية كقوله في سورة "النجم": أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى
[النجم: 36-42] الآيات إلى آخرهن. وهكذا قال عكرمة-فيما رواه ابن جرير، عن
ابن حميد، عن مِهْران، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة-في قوله: (إِنَّ
هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) يقول:
الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى. وقال أبو العالية: قصة هذه السورة في الصحف الأولى. واختار ابن جرير أن المراد بقوله: (إِنَّ هَذَا ) إشارة إلى قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ثم قال: (إِنَّ هَذَا ) أي: مضمون هذا الكلام (لَفِي الصُّحُفِ * الأولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) . وهذا اختيار حسن قوي. وقد رُوي عن قتادة وابن زيد، نحوُه. والله أعلم. آخر تفسير سورة "سبح" ولله الحمد والمنة.
قال تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) أي: تقدمونها على
أمر الآخرة، وتبدونها على ما فيه نفعهم وصلاحهم في معاشهم ومعادهم،
(وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) أي: ثواب الله في الدار الآخرة خير من
الدنيا وأبقى، فإن الدنيا دنيَّة فانية، والآخرة شريفة باقية، فكيف يؤثر
عاقل ما يفنى على ما يبقى، ويهتم بما يزول عنه قريبا، ويترك الاهتمام بدار
البقاء والخلد؟! قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا
ذُوَيد، عن أبي إسحاق، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "الدنيا دَارُ من لا دارَ له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من
لا عقل له" . وقال
ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا أبو حمزة، عن عطاء،
عن عَرْفَجة الثقفي قال: استقرأت ابن مسعود: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الأعْلَى ) فلما بلغ: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) ترك
القراءة، وأقبل على أصحابه وقال: آثرنا الدنيا على الآخرة. فسكت القوم،
فقال: آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها، وزُويت عنا
الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل . وهذا منه على وجه التواضع والهضم، أو هو إخبار عن الجنس من حيث هو، والله أعلم. وقد
قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا إسماعيل بن جعفر،
أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب دنياه أضر بآخرته، ومَن أحبّ
آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقَى على ما يفنى". تفرد به أحمد. وقد رواه أيضا عن أبي سلمة الخزاعي، عن الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به مثله سواء . وقوله: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) قال الحافظ أبو بكر البزار: < 8-383 >
حدثنا نصر بن علي، حدثنا مُعتمر بن سليمان، عن أبيه عن عطاء بن السائب، عن
عِكْرِمة، عن ابن عباس قال: لما نـزلت: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ
الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كان كل هذا-أو: كان هذا-في صحف إبراهيم وموسى" . ثم قال: لا نعلم أسند الثقات عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس غير هذا، وحديثا آخر أورده قبل هذا. وقال
النسائي: أخبرنا زكريا بن يحيى، أخبرنا نصر بن علي، حدثنا المعتمر بن
سليمان، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نـزلت
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) قال: كلها في صحف إبراهيم وموسى، فلما
نـزلت: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم:37] قال: وفَّى أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [النجم:38] . يعني أن هذه الآية كقوله في سورة "النجم": أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى
[النجم: 36-42] الآيات إلى آخرهن. وهكذا قال عكرمة-فيما رواه ابن جرير، عن
ابن حميد، عن مِهْران، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة-في قوله: (إِنَّ
هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) يقول:
الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى. وقال أبو العالية: قصة هذه السورة في الصحف الأولى. واختار ابن جرير أن المراد بقوله: (إِنَّ هَذَا ) إشارة إلى قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ثم قال: (إِنَّ هَذَا ) أي: مضمون هذا الكلام (لَفِي الصُّحُفِ * الأولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) . وهذا اختيار حسن قوي. وقد رُوي عن قتادة وابن زيد، نحوُه. والله أعلم. آخر تفسير سورة "سبح" ولله الحمد والمنة.
الموضوع الأصلي : الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا
الموضوع الأصلي : الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
الزعيم- المـديـر العـــام
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 7554
رد: الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد
هنا
الموضوع الأصلي : الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
شكرا على الموضوع
الموضوع الأصلي : الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
أبو سليمان- المشرفون
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28
رد: الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
مرروك أعطر الموضوع وردك زاده بهاء
الموضوع الأصلي : الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
رد: الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
الموضوع الأصلي : الجزء الثاني والاخير من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
المصدر : ملتقى الجزائريين والعرب
aaaa- عضو نشيط
- احترام القوانين :
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41
مواضيع مماثلة
» الجزء الأول من تفسير سورة الأعلى لابن كثير
» الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير
» الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير
» الجزء الثاني من تفسير سورة الفجر لابن كثير
» الجزء الثاني والعشرون من تفسير سورة النساء لابن كثير
» الجزء الثاني عشر من تفسير سورة النساء لابن كثير
» الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير
» الجزء الثاني من تفسير سورة الفجر لابن كثير
» الجزء الثاني والعشرون من تفسير سورة النساء لابن كثير
ملتقى الجزائريين والعرب :: المنتدى العام :: الركن الإسلامي :: ملحق تفسير القرآن كاملا لابن كثير
:: تفسير جزء يس كاملا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى