ملتقى الجزائريين والعرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف الزعيم الإثنين 16 مايو - 17:32:28

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ
أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) وَإِذَا
حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ
فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا (Cool وَلْيَخْشَ
الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا
عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
قال سعيد بن جبير وقتادة: كان المشركون يجعلون المال للرجال الكبار، ولا
يورثون النساء ولا الأطفال شيئا، فأنـزل الله: ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ
مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ [وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا
تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ
نَصِيبًا مَفْرُوضًا] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP) أي: الجميع فيه سواء في حكم الله تعالى، يستوون في أصل الوراثة وإن تفاوتوا بحسب ما فرض الله [تعالى] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
لكل منهم، بما يدلي به إلى الميت من قرابة، أو زوجية، أو ولاء. فإنه
لُحْمَة كَلُحمة النسب. وقد روى ابن مردويه من طريق ابن هَرَاسة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال: جاءت أم كُجَّة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن لي ابنتين، وقد
مات أبوهما، وليس لهما شيء، فأنـزل الله تعالى: ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ
مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ ) الآية، وسيأتي هذا الحديثُ
عند آيتي الميراث بسياق آخر، والله أعلم.
وقوله: ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ [أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا
مَعْرُوفًا] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP)
قيل: المراد: وإذا حضر قسمة الميراث ذوو القربى ممن ليس بوارث واليتامى
والمساكين فَلْيَرْضَخْ لهم من التركة نصيب، وأن ذلك كان واجبا في ابتداء
الإسلام. وقيل: يستحب الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP واختلفوا: هل هو منسوخ أم لا؟ على قولين، فقال البخاري: حدثنا أحمد بن حُمَيد أخبرنا عُبَيدُ الله الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
الأشجعي، عن سُفْيان، عن الشَّيْباني، عن عكرمة، عن ابن عباس: ( وَإِذَا
حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ )
قال: هي مُحْكَمَة، وليست بمنسوخة. تابعه سَعيد عن ابن عباس.
وقال ابن جرير: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثنا عَبَّاد بن
العَوَّام، عن الحجاج، عن الحَكَم، عن مِقْسم، عن ابن عباس قال: هي قائمة
يعمل بها.

وقال الثوري، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد في هذه الآية، قال: هي واجبة
على أهل الميراث، ما طابت به أنفسهم. وهكذا روي عن ابن مسعود، وأبي موسى،
وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأبي العالية، والشعبي، والحسن، وابن سيرين، وسعيد
بن جُبَير، ومكحول، وإبراهيم النَّخَعي، وعطاء بن أبي رباح، والزهري،
ويحيى بن يَعْمَرَ: إنها واجبة.
وروى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الأشج، عن إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عن يونس
بن عُبَيد، عن محمد بن سيرين قال: ولي عبيدة وصية، فأمر بشاة فذبحت، فأطعم
أصحاب هذه الآية، وقال: لولا هذه الآية لكان هذا من مالي.
وقال مالك، فيما يروى عنه من التفسير في جزء مجموع، عن الزهري: أن عروة أعْطى من مال مصعب حين قسم ماله. وقال الزهري: وهي محكمة.
وقال مالك، عن عبد الكريم، عن مجاهد قال: هو حق واجب ما طابت به الأنفس.
ذكر من ذهب إلى أن ذلك أمر بالوصية لهم:
قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جُرَيج الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
أخبرني ابن أبي مُلَيكة: أن أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق،
والقاسم بن محمد أخبراه: أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قسم ميراث
أبيه عبد الرحمن وعائشة حَية قالا فلم يدع في الدار مسكينا ولا ذا قرابة
إلا أعطاه من ميراث أبيه. قالا وتلا ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو
الْقُرْبَى ) قال القاسم: فذكرت ذلك لابن عباس فقال: ما أصاب، ليس ذلك له،
إنما ذلك إلى الوصية، وإنما هذه الآية في الوصية يزيد الميت [أن] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP يوصي لهم. رواه ابن أبي حاتم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
ذكر من قال: إن هذه الآية منسوخة بالكلية:
قال سفيان الثوري، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ ) قال: منسوخة.
وقال إسماعيل بن مسلم المكي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال في
هذه الآية: ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى ) نسختها الآية
التي بعدها: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
وقال العَوْفي، عن ابن عَبَّاس في هذه الآية: ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى ) كان ذلك قبل أن تَنـزل الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الفرائض، فأنـزل الله بعد ذلك الفرائض، فأعطى كل ذي حق حقه، فجعلت الصدقة فيما سَمى المتوفى. رواهن ابن مَرْدُويه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بن محمد بن الصبَّاح، حدثنا حَجَّاج، عن ابن جُرَيج وعثمان بن عطاء عن
عَطاء، عن ابن عباس قوله: ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ ) نسختها آية الميراث، فجعل لكل إنسان نصيبه مما تَرك الوالدان والأقربون -مما قل منه أو كثر -[نصيبا مفروضا] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وحدثنا أسيد بن عاصم، حدثنا سعيد بن عامر، عن همام، حدثنا الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
قتادة، عن سعيد بن المسيب أنه قال: إنها منسوخة، كانت قبل الفرائض، كان ما
ترك الرجل من مال أعطى منه اليتيم والفقير والمسكين وذوي القربى إذا
حَضروا القسمة، ثم نسخ بعد ذلك، نسختها المواريث، فألحق الله بكل ذي حَق
حقه، وصارت الوصية من ماله، يوصي بها لذوي قرابته حيث يشاء.
وقال مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب: هي منسوخة، نسختها المواريث والوصية.
وهكذا روي عن عكرمة، وأبي الشعثاء، والقاسم بن محمد، وأبي صالح، وأبي
مالك، وزيد ابن أسلم، والضحاك، وعطاء الخراساني، ومقاتل بن حَيَّان، وربيعة
بن أبي عبد الرحمن: أنهم قالوا: إنها الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP منسوخة. وهذا مذهب جُمْهور الفقهاء والأئمة الأربعة وأصحابهم.
وقد اختار ابن جرير هاهنا قولا غريبا جدًا، وحاصله: أن معنى الآية عنده (
وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ ) أي: وإذا حضر قسمة مال الوصية أولو قرابة
الميت ( فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ ) لليتامى والمساكين إذا
حضروا ( قَوْلا مَعْرُوفًا ) هذا مضمون ما حاوله بعد طُول العبارة
والتكرار، وفيه نظر، والله أعلم.
وقد قال العَوْفي عن ابن عباس: ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ ) وهي قسمة
الميراث. وهكذا قال غير واحد، والمعنى على هذا لا على ما سلكه أبو جعفر بن
جرير، رحمه الله، بل المعنى: أنه إذا حضر هؤلاء الفقراء من القرابة الذين
لا يَرثون، واليتامى والمساكين قسمة مال جزيل، فإن أنفسهم تتوق الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
إلى شيء منه، إذا رأوا هذا يأخذ وهذا يأخذ وهذا يأخذ، وهم يائسون لا شيء
يعطون، فأمر الله تعالى -وهو الرءوف الرحيم -أن يُرضَخ لهم شيء من الوسَط
يكون برا بهم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وصدقة عليهم، وإحسانا إليهم، وجبرا لكسرهم. كما قال الله تعالى: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1 [الأنعام:141]وذم الذين ينقلون المال الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP خفية؛ خشية أن يطلع عليهم المحاويج وذوو الفاقة، كما أخبر عن أصحاب الجنة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1 [القلم:17]أي: بليل. وقال: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1 [القلم:23، 24] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1 [محمد:10]فمن جَحَد حق الله عليه عاقبه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في أعز ما يملكه؛ ولهذا جاء في الحديث: "ما خالطت الصَّدَقَةُ مالا إلا أفسدته" الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 أي: منعها يكون سبب محاق ذلك المال بالكلية
وقوله: ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ [ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ] ) الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هذا في الرجل يَحْضُره الموت، فيسمعه
الرجل يوصي بوصية تَضر بورثته، فأمر الله تعالى الذي يسمعه أن يتقي الله،
ويوفقه ويسدده للصواب، ولينظر لورثته كما كان يحب أن يصنع بورثته إذا خشي
عليهم الضَّيْعَةَ.
وهكذا قال مجاهد وغير واحد، وثبت في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما دخل على سَعْد بن أبي وقاص يعوده قال: يا رسول الله، إني ذو
مال ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: "لا". قال: فالشَّطْر؟
قال: "لا". قال: فالثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كثير". ثم قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إنك إن تَذر وَرَثَتَك أغنياء خَيْر من أن تَذَرَهم
عَالةً يتكَفَّفُون الناس" الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وفي الصحيح أن ابن عباس قال: لو أن الناس غَضّوا من الثلث إلى الربع فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الثلث، والثلث كثير" الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
قال الفقهاء: إن كان ورثة الميت أغنياء استُحب للميت أن يَسْتَوفي الثلث في وصيته الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وإن كانوا فقراء استُحب أن يَنْقُص الثلث.
وقيل: المراد بقوله: ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ
خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ )
[أي] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في مباشرة أموال اليتامى ( وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا )
حكاه ابن جرير من طريق العَوْفي، عن ابن عباس: وهو قول حسن، يتأيد بما
بعده من التهديد في أكل مال اليتامى ظلما، أي: كما تحب أن تعامل ذريتك من
بعدك، فعامل الناس في ذرياتهم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP إذا وليتهم.
ثم أعلمهم أن من أكل مال يتيم ظلما فإنما يأكل في بطنه نارًا؛ ولهذا
قال: ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا
إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا )
أي: إذا أكلوا أموال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون نارًا تَأجَّج الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في بطونهم يوم القيامة. وثبت في الصحيحين من حديث سليمان ابن بلال، عن ثَوْر بن زيد الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
عن سالم أبي الغَيْث، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اجْتَنبوا السَّبْعَ الموبقات" قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال:
"الشِّرْكُ بالله، والسِّحْر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل
الربا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزَّحْفِ، وقَذْفُ المحصنات
المؤمنات الغافلات".
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبيدة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أخبرنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد العمِّى، حدثنا أبو هاروي الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP العَبْدي عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، ما رأيت ليلة
أسري بك؟ قال: "انطَلَق بي إلى خَلْقٍ من خَلْقِ الله كثير، رِجَال، كل
رجل له مِشْفَران كمشفري البعير، وهو موَكَّل بهم رجال يفكون الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP لحاء الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أحدهم، ثم يُجَاءُ بِصَخْرَةٍ من نار فَتُقْذَف في فِي أحدهم حتى يخرج من أسفله ولهم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP خُوار وصُرَاخ. قلت الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظُلْمًا إنما يأكلون في بطونهم نارا وسَيَصْلَوْن سَعِيرًا" الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وقال السدي: يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP من فِيهِ ومن مسامعه وأنفه وعينيه، يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم.
وقال أبو بكر ابن مردويه: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدثنا أحمد بن
عمرو، حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا يونس بن بُكَير، حدثنا زياد بن المنذر،
عن نافع بن الحارث عن أبي برزة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يبعث يوم القيامة القوم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
من قبورهم تَأَجَّج أفواههم نارا" قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: "ألم تر
أن الله قال: ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ظُلْمًا [إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP)" الآية.
رواه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ابن أبي حاتم، عن أبي زُرْعة، عن عُقْبة بن مكرم وأخرجه أبو حاتم بن حبّان في صحيحه، عن أحمد بن علي بن المثنى، عن عقبة بن مكرم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وقال ابن مَردويه: حدثنا عبد الله بن جعفر، أحمد بن عصام الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP حدثنا أبو عامر العبدي، حدثنا عبد الله الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بن جعفر الزهري، عن عثمان بن محمد، عن المقبرِيّ، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُحَرِّجُ مال الضَّعِيفيْن: المرأة
واليتيم" الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أي الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أوصيكم باجتناب مالهما.
وتقدم في سورة البقرة من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال: لما أنـزل الله: ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ
الْيَتَامَى ظُلْمًا [إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP) انطلق من كان عنده يتيم، فَعَزَل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل الشيء فَيُحْبَس له حتى يأكله أو يفسد الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنـزل الله: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ [وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ
فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1 [البقرة: 220] .
الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 يُوصِيكُمُ
اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ
كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ
كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ
كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي
بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلِيمًا حَكِيمًا (11) الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1

هذه الآية الكريمة والتي الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
بعدها والآية التي هي خاتمة هذه السورة هن آيات علم الفرائض، وهو مستنبط
من هذه الآيات الثلاث، ومن الأحاديث الواردة في ذلك مما هي كالتفسير لذلك
وَلنذْكُرْ منها ما هو متعلق بتفسير ذلك، وأما تقرير المسائل ونصب الخلاف
والأدلة، والحجاج بين الأئمة، فموضعه كتاب "الأحكام" فالله المستعان الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقد ورد الترغيب في تعلم الفرائض، وهذه الفرائض الخاصة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
من أهم ذلك. وقد روى أبو داود وابن ماجة، من حديث عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، عن عبد الله بن عمرو، رضي
الله عنه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العِلْمُ ثلاثة، وما سِوَى ذلك فهو
فَضْلٌ: آية مُحْكَمَةٌ، أو سُنَّةٌ قائمةٌ، أو فَريضةٌ عَادَلةٌ" الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة،
تَعلَّمُوا الفرائِضَ وعلِّموهُ فإنه نصْف العلم، وهو يُنْسَى، وهو أول شيء
الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP يُنْتزَع من أمتي".
رواه ابن ماجة، وفي إسناده ضعف الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
وقد رُوي من حديث عبد الله بن مسعود وأبي سعيد الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وفي كل منهما نظر. قال [سفيان] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP ابن عيينة: إنما سَمَّى الفرائض نصفَ العلم؛ لأنه يبتلى الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP به الناس كلهم.
وقال البخاري عند تفسير هذه الآية: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام: أن ابن جُرَيج أخبرهم
قال: أخبرني ابن المُنْكدِر، عن جابر بن عبد الله قال: عادني رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سَلمَةَ ماشيين، فوجَدَني النبي صلى
الله عليه وسلم لا أعقل شيئا، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم رَش عَلَيَّ، فأفقت،
فقلت: ما تأمرني أن أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنـزلت: ( يُوصِيكُمُ
اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ ) .
وكذا رواه مسلم والنسائي، من حديث حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP به، ورواه الجماعةُ كُلّهم من حديث سفيان بن عُيَينة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 .
حديث آخر عن جابر في سبب نـزول الآية: قال الإمام أحمد: حَدّثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله -هو ابن عَمْرو الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
الرقيّ -عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن جابر قال: جاءت امرأة سعد بن
الرَّبيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، هاتان
ابنتا سعد بن الربيع، قُتل أبوهما معك في أحُد شهيدا، وإن عمهما أخذ
مالهما، فلم يَدَعْ لهما مالا ولا يُنْكَحَان إلا ولهما مال. قال: فقال:
"يَقْضِي اللَّهُ في ذلك". قال: فنـزلت آية الميراث، فأرسل رسولُ الله صلى
الله عليه وسلم إلى عمهما فقال: "أعْطِ ابْنَتي سعد الثلثين، وأُمُّهُمَا
الثُّمُنَ، وما بقي فهو لك".
وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، من طرق، عن عبد الله بن محمد بن عُقَيل، به. قال الترمذي: ولا يعرف إلا من حديثه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
والظاهر أن الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
حديث جابر الأول إنما نـزل بسببه الآية الأخيرة من هذه السورة كما سيأتي،
فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات، ولم يكن له بنات، وإنما كان يورث كلالة،
ولكن ذكرنا الحديث هاهنا تبعا للبخاري، رحمه الله، فإنه ذكره هاهنا.
والحديث الثاني عن جابر أشبه بنـزول هذه الآية، والله أعلم.
فقوله الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
تعالى: ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
الأنْثَيَيْنِ ) أي: يأمركم بالعدل فيهم، فإن أهل الجاهلية كانوا يجعلون
جميع الميراث للذكور دون الإناث، فأمر الله تعالى بالتسوية بينهم في أصل
الميراث، وفاوت بين الصنفين، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين؛ وذلك لاحتياج
الرجل إلى مؤنة النفقة والكلفة ومعاناة التجارة والتكسب وتجشُّم المشقة،
فناسب أن يُعْطَى ضعْفَيْ ما تأخذه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الأنثى.
وقد استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى: ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي
أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ ) أنه تعالى أرحم
بخلقه من الوالد بولده، حيث أوصى الوالدين بأولادهم، فعلم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أنه أرحم بهم منهم، كما جاء في الحديث الصحيح.

وقد رأى امرأة من السَّبْي تدور على ولدها ، فلما وجدته أخذته
فألْصَقَتْه بصَدْرها وأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"أتَروْن هذهِ طارحةَ ولدها الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في النار وهي تَقْدِرُ على ذلك؟ " قالوا: لا يا رسول الله: قال: "فَوَاللهِ للَّهُ أًرْحَمُ بعبادِهِ من هذه بِوَلَدِهَا".
وقال البخاري هاهنا: حدثنا محمد بن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نَجِيح،
عن عَطاء، عن ابن عباس قال: كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين،
فنَسَخ الله من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل
واحد منهما السدس والثلث، وجعل للزوجة الثمن والربع، وللزوج الشطر والربع الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .
وقال العَوفي، عن ابن عباس قوله: ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ ) وذلك أنه لما نـزلت الفرائض التي
فَرَضَ الله فيها ما فرض، للولد الذكر والأنثى والأبوين، كرهها الناس أو
بعضهم وقالوا: تُعطَى المرأة الربع أو الثمن الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وتعطى البنت الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
النصف. ويعطى الغلام الصغير. وليس أحد من هؤلاء يقاتل القوم، ولا يحوز
الغنيمة.. اسكتوا عن هذا الحديث لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينساه،
أو نقول له فيغير، فقال بعضهم: يا رسول الله، نعطي الجارية نصف ما ترك
أبوها، وليست تركب الفَرَس، ولا تقاتل القوم ونُعطِي الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الصبي الميراث وليس يُغني الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
شيئا.. وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية، لا يعطون الميراث إلا لمن قاتل
القوم، ويعطونه الأكبر فالأكبر. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير أيضا.
وقوله: ( فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا
مَا تَرَكَ ) قال بعض الناس: قوله: ( فوق ) زائدة وتقديره: فإن كنّ نساء
اثنتين كما في قوله [تعالى] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B2 فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  B1
[الأنفال:12] وهذا غير مُسَلَّم لا هنا ولا هناك؛ فإنه ليس في القرآن شيء
زائد لا فائدة فيه وهذا ممتنع، ثم قوله: ( فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ )
لو كان المراد ما قالوه لقال: فلهما ثلثا ما ترك. وإنما استفيد كون الثلثين
للبنتين الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
من حكم الأختين في الآية الأخيرة، فإنه تعالى حكم فيها للأختين بالثلثين.
وإذا ورث الأختان الثلثين فلأن يرث البنتان الثلثين بطريق الأولى الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وقد تقدم في حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم لابنتي سعد بن
الربيع بالثلثين، فدل الكتاب والسنة على ذلك، وأيضا فإنه قال: ( وَإِنْ
كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ) فلو كان للبنتين النصف [أيضا] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP لنص عليه، فلما حكم به للواحدة على انفرادها دل على أن البنتين في حكم الثلاث والله أعلم.
وقوله: ( وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ [مِمَّا
تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ
أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأمِّهِ
السُّدُسُ] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP) إلى آخره، الأبوان لهما في الميراث أحوال:
أحدها: أن يجتمعا مع الأولاد، فيفرض لكل واحد منهما السدس فإن لم يكن
للميت إلا بنت واحدة، فرض لها النصف، وللأبوين لكل واحد منهما السدس، وأخذ
الأب السدس الآخر بالتعصيب، فيجمع الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP له -والحالة هذه -بين هذه الفرض والتعصيب.
الحال الثاني: أن ينفرد الأبوان بالميراث، فيفرض للأم -والحالة هذه
-الثلث ويأخذ الأب الباقي بالتعصيب المحض، ويكون قد أخذ ضعفي ما فرض الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP للأم، وهو الثلثان، فلو كان معهما -والحالة هذه -زوج أو زوجة أخذ الزوج النصف والزوجة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الربع. ثم اختلف العلماء: ما تأخذ الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP الأم بعد فرض الزوج والزوجة على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها تأخذ ثلث الباقي في المسألتين؛ لأن الباقي كأنه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP جميع الميراث بالنسبة إليهما. وقد جعل الله لها نصف ما جعل للأب فتأخذ ثلث الباقي ويأخذ ثلثيه الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وهو قول عمر وعثمان، وأصح الروايتين عن علي. وبه يقول ابن مسعود وزيد بن
ثابت، وهو قول الفقهاء السبعة، والأئمة الأربعة، وجمهور العلماء -رحمهم
الله.
والقول الثاني: أنها تأخذ ثلث جميع المال لعموم قوله: ( فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ ) فإن الآية
أعم من أن يكون معها زوج أو زوجة أو لا. وهو قول ابن عباس. وروي عن علي،
ومعاذ بن جبل، نحوه. وبه يقول شريح وداود بن علي الظاهري واختاره الإمام
أبو الحسين محمد بن عبد الله بن اللبان البصري الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP في كتابه "الإيجاز في علم الفرائض".
وهذا فيه نظر، بل هو ضعيف؛ لأن ظاهر الآية إنما هو [ما] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP إذا استبد بجميع التركة، فأما في هذه المسألة فيأخذ الزوج أو الزوجة الفرض، ويبقى الباقي كأنه جميع التركة، فتأخذ ثلثه، كما تقدم.
والقول الثالث: أنها تأخذ ثلث جميع المال في مسألة الزوجة، فإنها تأخذ الربع وهو ثلاثة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP من اثني عشر، وتأخذ الأم الثلث وهو أربعة، فيبقى الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
خمسة للأب. وأما في مسألة الزوج فتأخذ ثلث الباقي؛ لئلا تأخذ أكثر من الأب
لو أخذت ثلث المال، فتكون المسألة من ستة: للزوج النصف ثلاثة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وللأم ثلث ما بقي الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
وهو سهم، وللأب الباقي بعد ذلك وهو سهمان. ويحكى هذا عن محمد بن سيرين،
رحمه الله، وهو مركب من القولين الأولين، موافق كلا منهما في صورة وهو ضعيف
أيضا. والصحيح الأول، والله أعلم.
والحال الثالث من أحوال الأبوين: وهو اجتماعهما مع الإخوة، وسواء كانوا من الأبوين، أو من الأب،
أو من الأم، فإنهم لا يرثون مع الأب شيئًا، ولكنهم مع ذلك يحجبون الأم عن
الثلث إلى السدس، فيفرض لها مع وجودهم السدس، فإن لم يكن وارث سواها وسوى
الأب أخذ الأب الباقي.
وحكم الأخوين فيما ذكرناه كحكم الإخوة عند الجمهور. وقد روى البيهقي من
طريق شُعْبة مولى ابن عباس، عن ابن عباس أنه دخل على عثمان فقال: إن
الأخوين لا يَردان الأم عن الثلث، قال الله تعالى: ( فَإِنْ كَانَ لَهُ
إِخْوَةٌ ) فالأخوان ليسا بلسان قومك إخوة. فقال عثمان: لا أستطيع تغيير ما
كان قبلي، ومضى في الأمصار، وتوارث به الناس.
وفي صحة هذا الأثر نظر، فإن شُعْبَة هذا تكلَّم فيه مالك بن أنس، ولو
كان هذا صحيحا عن ابن عباس لذهب إليه أصحابه الأخصاء به، والمنقول عنهم
خلافه.
وقد روى عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه أنه قال: الأخوان تسمى إخوة الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP وقد أفردت لهذه المسألة جُزءًا على حدة.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن المغيرة، حدثنا يزيد
بن زريع عن سعيد، عن قتادة قوله: ( فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأمِّهِ
السُّدُسُ ) أضروا بالأم ولا يرثون، ولا يحجبها الأخ الواحد من الثلث
ويحجبها ما فوق ذلك، وكان أهل العلم يَرون أنهم إنما حجبوا أمهم من الثلث
أن أباهم يلي إنكاحهم ونفقته الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عليهم دون أمهم.
وهذا كلام الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
حسن. لكن روي عن ابن عباس بإسناد صحيح أنه كان يرى أن السدس الذي حجبوه عن
أمهم يكون لهم، وهذا قول شاذ، رواه ابن جرير في تفسيره فقال:
حدثنا الحسن بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر عن ابن طاوس، عن
أبيه عن ابن عباس، قال: السدس الذي حَجَبَتْه الإخوة لأم لهم، إنما حجبوا
أمهم عنه ليكون لهم دون أبيهم.
ثم قال ابن جرير: وهذا قول مخالف لجميع الأمة، وقد حدثني يونس، أخبرنا
سفيان، أخبرنا عَمْرو، عن الحسن بن محمد، عن ابن عباس أنه قال: الكلالة من
لا ولد له ولا والد.
وقوله: ( مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ) أجمع
العلماء سلفًا وخلفًا: أن الدَّيْن مقدم على الوصية، وذلك عند إمعان النظر
يفهم من فَحْوَى الآية الكريمة. وقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة
وأصحاب التفاسير، من حديث أبي إسحاق، عن الحارث بن عبد الله الأعور، عن علي
بن أبي طالب [رضي الله عنه] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
قال: إنكم تقرءون ( مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ) وإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية، وإن أعيان بني الأم
يتوارثون دون بني العَلات، يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه. ثم
قال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث الحارث الأعور، وقد تكلم فيه بعض أهل
العلم الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP .

قلت: لكن كان حافظًا للفرائض معتنياً بها وبالحساب الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP2 فالله الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP أعلم.
وقوله: ( آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
لَكُمْ نَفْعًا ) أي: إنما فرضنا للآباء وللأبناء، وساوينا بين الكل في أصل
الميراث على خلاف ما كان عليه الأمر في الجاهلية، وعلى خلاف ما كان عليه
الأمر في ابتداء الإسلام من كون المال للولد وللوالدين الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP
الوصية، كما تقدم عن ابن عباس، إنما نسخ الله ذلك إلى هذا، ففرض لهؤلاء
ولهؤلاء بحسبهم؛ لأن الإنسان قد يأتيه النفع الدنيوي -أو الأخروي أو هما
-من أبيه ما لا يأتيه من ابنه، وقد يكون بالعكس؛ فلهذا قال: ( آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ) أي: كأن
الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP النفع متوقع ومرجو من هذا، كما هو متوقع ومرجو من الآخر؛ فلهذا فرضنا لهذا ولهذا، وساوينا بين القسمين في أصل الميراث، والله أعلم.
وقوله: ( فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ) أي: [من] الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP هذا الذي ذكرناه من تفصيل الميراث، وإعطاء بعض الورثة أكثر من بعض -هو فرض من الله حكم به وقضاه، والله الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  MARGNTIP عليم حكيم الذي يضع الأشياء في محالها، ويعطي كلا ما يستحقه بحسبه؛ ولهذا قال: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف اعصار الإثنين 16 مايو - 18:41:19

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  11111113

موضــــــ جميل ـــــوع
والأجمل مشاركة به معنا
لا تحرمنا مواضيعك سنكون شاكريــــ لك ـــن على جهودك الطيبة
فكن دائما كما أنت لأنك تستحق كــــ الشكر ــــــل
ولا تنسى أن تترك أثرا هنا



اعصار
اعصار
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 34551

https://www.helpub.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف الزعيم الثلاثاء 17 مايو - 16:21:40

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك
ولا تنسى أن تزورنا دوما على عنوان واحد

هنا




الزعيم
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 7554

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف أبو سليمان الأحد 12 يونيو - 14:17:09


أبو سليمان
المشرفون
المشرفون

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 3412
تاريخ الميلاد : 03/11/1996
العمر : 28

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير  Empty رد: الجزء الثاني من تفسير سورة النساء لابن كثير

مُساهمة من طرف aaaa الخميس 29 مارس - 20:56:14

شكرا على الرد نورت الموضوع بمرورك
لا تبخل علينا بجميل كلماتك




aaaa
عضو نشيط
عضو  نشيط

احترام القوانين : 100 %
عدد المساهمات : 768
تاريخ الميلاد : 13/10/1983
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى